كشف الصحفي الإيراني، رضا غلبور، المعتقل بتهمة التجسس، في تسجيلات صوتية مسربة له من سجن «إيفين»، عن شبكات الفساد الواسعة في إدارتي استخبارات «الحرس الثوري» والقضاء، اللتين يهيمن عليهما المتشددون المقربون من المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي. وتكشف التسجيلات ملفات فساد رجل الدين المتشدد، حسين طائب، رئيس جهاز الاستخبارات بالحرس الثوري، المعروف بمعاملته الوحشية للسجناء السياسيين الذين يحتجزهم في «القسم 2 ألف» من سجن «إيفين»، بتهم مزعومة تتعلق بالأمن القومي. وكشفت التسجيلات أسماء 18 من كبار المسؤولين العاملين في إدارة الاستخبارات في الحرس الثوري الإيراني، المتورطين بالفساد والقمع، كما قدَم الصحافي المعتقل، أسماء المسؤولين عن استهداف الناشطين في مجال البيئة، وإدارة القسم «2 ألف» في سجن «إيفين»، ومسؤولي الاتصال بالمجلس الأعلى للأمن القومي في البلاد. وتم نشر التسجيلات الصوتية بواسطة شهرزاد ميرقليخان، المفتشة السابقة في هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية الإيرانية بين عامي 2014 و2016، والتي غادرت البلاد مع رئيس الهيئة السابق محمد سرافراز؛ حيث يعيشان في سلطنة عمان، منذ أشهر. وقامت شهرزاد وسرافراز، الذي استقال من منصبه عام 2016، على خلفية فضح جوانب من الفساد المستشري في جهاز استخبارات الحرس والسلطة القضائية الإيرانية. ووفقًا لموقع «إيران واير» الإخباري، انتشرت المقاطع الصوتية أول مرة عبر حسابات ميرقليخان، على مواقع التواصل، ومدتها حوالي 170 دقيقة. وفي هذه التسجيلات يخاطب غلبور، رئيس السلطة القضائية الجديد، إبراهيم رئيسي، ويطلب منه «متابعة ملف شبكة الفساد في استخبارات الحرس، وملاحقة حسين طائب». وخلال الأشرطة المسربة، تحدث غلبور، عن علاقة طائب، بكل من القياديين السابقين في الحرس الثوري محمد علي جعفري، وأحمد متوسليان، وذلك أثناء الحرب مع العراق. ومن بين حكايات غلبور المفصلة عن عائلة طائب، الادعاء بأنه هدد زوجته بمسدس عندما شك في خيانتها مع أخيه. وكان غلبور محرر موقع «عماريون»، أحد جماعات الضغط المتشددة المرتبط بجهاز استخبارات الحرس الثوري. وفي أغسطس 2017 أفادت وسائل إعلام إيرانية باعتقال اثنين من أعضاء موقع «عمّاريون» الاستراتيجي للحروب الناعمة، وهما محمد حسين رستمي مدير الموقع، ورضا غلبور المسؤول بالموقع. ويعتبر غلبور، من المطلعين على شؤون الأمن القومي؛ حيث نشط منذ عام 2000 بالصحافة المتشددة. وتشير التسجيلات إلى ملفات فساد عديدة ضد شخصيات بارزة في القضاء؛ حيث يقول غلبور، إن ثلاثة رجال في المؤسسة القضائية قد حققوا الملايين من خلال صفقات فاسدة، فيما ركز على اسم صادق آملي لاريجاني، الرئيس السابق للقضاء الذي يشغل حاليًّا منصب رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام. وتحدث غلبور، عن معاون لاريجاني السابق، علي أكبر اتباعي طبري، وكذلك عباس جعفري دولت آبادي، الذي كان المدعي العام في طهران لمدة 10 سنوات قبل أن يقيله رئيسي. وكان علي رضا زاكاني، النائب المحافظ والناقد القاسي للرئيس روحاني، قد سبق له أن وجه اتهامات بالفساد ضد طبري، وقال إنه ضمن شبكة «فساد الأخوة لاريجاني» الذين تحالفوا مع روحاني لفترة من الزمن. وتحدث غلبور أيضًا عن رسول دانيال زاده، المعروف باسم «ملك صناعة الفولاذ» في إيران، والذي اشتهر بصلته بحسين فريدون، شقيق الرئيس روحاني ومساعده الخاص الذي تم سجنه بتهم الفساد. ويقول غلبور، إن استخبارات الحرس الثوري زرعت قبل اعتقاله كاميرات في غرفة نومه وحمامه، بهدف تسجيل أشرطة لزوجته الأمريكية كريستين دايلي، التي تعمل كمراسلة لصحيفة «ديلي ستار» التي تصدر باللغة الإنجليزية في بيروت.
مشاركة :