صحافي إيراني متشدد يكشف من معتقله فساد استخبارات الحرس

  • 7/25/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كشف الصحافي الإيراني، رضا غلبور، الذي كان يعمل في وسائل إعلام التيار المتشدد والمعتقل باتهام "التجسس لصالح إسرائيل"، في تسجيلات صوتية مسربة له من سجن "إيفين"، عن شبكات الفساد الواسعة في إدارة الاستخبارات الحرس الثوري والقضاء، اللتين يهيمن عليهما المتشددون المقربون من المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي. تكشف التسجيلات ملفات فساد رجل الدين المتشدد، حسين طائب، رئيس جهاز الاستخبارات بالحرس الثوري المعروف بمعاملته الوحشية للسجناء السياسيين الذين يحتجزهم في القاطع "2 ألف" من سجن إيفين، بتهم مزعومة تتعلق بالأمن القومي. وتعتبر استخبارات الحرس جهازا موازيا لوزارة الاستخبارات الإيرانية، وكان لها دور بارز في القمع الدموي للانتفاضة الخضراء عام 2009 واحتجاجات عام 2018 بحسب منظمات حقوقية إيرانية. كما تكشف التسجيلات أسماء 18 من كبار المسؤولين العاملين في إدارة الاستخبارات في الحرس الثوري الإيراني، المتورطين بالفساد والقمع. كما يقدم أسماء المسؤولين عن استهداف الناشطين في مجال البيئة، وإدارة القسم "2 ألف" في سجن إيفين، ومسؤولي الاتصال بالمجلس الأعلى للأمن القومي في البلاد. وتم نشر التسجيلات الصوتية بواسطة شهرزاد ميرقليخان، المفتشة السابقة في هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية الإيرانية بين عامي 2014 و2016 التي غادرت البلاد مع رئيسها أي رئيس الهيئة السابق، محمد سرافراز، حيث يعيشان في سلطنة عمان، منذ أشهر. وقامت شهرزاد وسرافراز الذي استقال من منصبه عام 2016 بضغوط من طائب، بفضح جوانب من الفساد المستشري في جهاز استخبارات الحرس والسلطة القضائية الإيرانية. شبكة فساد طائب ووفقاً لموقع "إيران واير" الإخباري المعارض، انتشرت المقاطع الصوتية أول مرة عبر حسابات ميرقليخان على مواقع التواصل، ومدتها حوالي 170 دقيقة. يخاطب غلبور خلالها رئيس السلطة القضائية الجديد، إبراهيم رئيسي، ويطلب منه متابعة ملف شبكة الفساد في استخبارات الحرس وملاحقة حسين طائب، وذلك أثناء توضيح حول شبكة من الروابط العائلية والعلاقات المرتبطة بشبكة الفساد المذكورة، حسب أقواله. وتدعي الأشرطة أيضًا عن علاقة طائب مع محمد علي جعفري، القائد السابق للحرس الثوري وأحمد متوسليان، القيادي السابق بالحرس أثناء الحرب مع العراق الذي اختفى بشكل غامض في عام 1982 بينما كان في مهمة إلى لبنان، حيث تقول مصادر إنه ما زال محتجزًا لدى الإسرائيليين. ومن بين حكايات غلبور المفصلة عن عائلة طائب الادعاء بأنه هدد زوجته بمسدس عندما شك في خيانتها مع أخيه. ويشرح غلبور أيضا تورط والد زوجة طائب، رجل الدين الشهير علي أكبر موسوي حسيني، بفضيحة جنسية في ألمانيا في أواخر التسعينيات قال إن عميلا للمخابرات الألمانية صوره بعلاقة حميمة غير شرعية. ويوضح غلبور أن السلطات الألمانية فعلت ذلك كورقة من أجل الإفراج عن هيلموت هوفر، رجل الأعمال الألماني الذي سُجن في عام 1998 بتهمة ممارسة الجنس غير الشرعي مع امرأة إيرانية، وأصبحت تعرف باسم "قضية الجنس الألمانية". وقد حُكم على هوفر في البداية بالإعدام ولكن تم الإفراج عنه في أبريل 1999. أنشطة غلبور واعتقاله وكان غلبور محرر موقع "عماريون" التابع لمقر "عماريون"، أحد جماعات الضغط المتشددة المرتبط بجهاز استخبارات الحرس-الثوري، وترأسه حسين طائب، شقيق مهدي طائب. في أغسطس 2017 أفادت وسائل إعلام إيرانية باعتقال اثنين من أعضاء مقر "عمّاريون" الاستراتيجي للحروب الناعمة، وهما محمد حسين رستمي مدير موقع عماريون، ورضا غلبور مسؤول بموقع عماريون ومحرر بصحيفة كيهان المقربة من المرشد الإيراني. ويعتبر رضا غلبور من المطلعين على شؤون الأمن القومي، حيث نشط منذ عام 2000 بالصحافة المتشددة. ويبدو أن كتابه "التنصت على الأشباح" جاء بمثابة رد علي كتاب الصحافي الإصلاحي الشهير، أكبر غانجي، أي "غرفة الأشباح المظلمة" الذي كشف فيه عن علاقات القوة والفساد المنتشر في رأس هرم السلطة في إيران. بعد ذلك، دعم غلبور الرئيس المتشدد أحمدي نجاد لأول مرة، لكنه افترق عنه عندما بدأ الرئيس السابق يعارض سياسات خامنئي وبعض جهات الحرس الثوري. ويقول محللون إن اعتقال غلبور جاء ضمن اشتداد صراع الأجنحة عام 2016 واتُهم بتهم لا حصر لها، بما في ذلك التعامل مع إسرائيل، حيث حُكم عليه بالسجن لمدة 28 عاماً. القضاء الفاسد تشير التسجيلات إلى ملفات فساد عديدة ضد شخصيات بارزة في القضاء، حيث يقول غلبور إن ثلاثة رجال في المؤسسة القضائية قد حققوا الملايين من خلال صفقات فاسدة ويركز على اسم صادق آملي لاريجاني، الرئيس السابق للقضاء الذي يشغل حالياً منصب رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام. كما يتحدث عن معاون لاريجاني السابق، علي أكبر اتباعي طبري، وكذلك عباس جعفري دولت آبادي ، الذي كان المدعي العام في طهران لمدة 10 سنوات قبل أن يقيله رئيسي. وكان علي رضا زاكاني، النائب المحافظ والناقد القاسي للرئيس روحاني، قد سبق له أن وجه اتهامات بالفساد ضد طبري، وقال إنه ضمن شبكة فساد الأخوة لاريجاني الذين تحالفوا مع روحاني لفترة من الزمن. وبعد انتهاء ولاية لاريجاني على القضاء، عينه خامنئي رئيساً لمجلس تشخيص مصلحة النظام، وكانت هناك شائعات بأن لاريجاني أبقى طبري بمنصبه ما اضطر مكتبه لإصدار بيان ينفي صحة الخبر وهدد برفع دعوى قضائية ضد وكالة أنباء "إرنا" الرسمية. ويقول غلبور إن لاريجاني منح تراخيص بناء خاصة بوحدات سكنية لثلاثة أشقاء من عائلة نجفي (مهدي ومحسن وقاسم)، الذين ليس لهم صلات بعمدة طهران، في كلاك، وهي ضاحية جبلية بطهران معروفة بالطقس الممتاز. لقد تم منح التراخيص بالاستيلاء على الأراضي في تلك المنطقة، وفقاً للأشرطة، حيث أصبحت ملكا لعائلة نجفي الذين يمتلكون أيضا العديد من مصانع البتروكيماويات والمنسوجات. يتحدث غلبور أيضاً عن رسول دانيال زاده، المعروف باسم "ملك صناعة الفولاذ" في إيران، والذي اشتهر بصلته بحسين فريدون، شقيق الرئيس روحاني ومساعده الخاص الذي تم سجنه بتهم الفساد. وتم القبض على دانيال زاده بتهمة اختلاس مبلغ 20 ألف مليار ريال إيراني من مختلف البنوك، حيث يقول غولبور إنه قابله أثناء وجوده في إيفين، حيث أخبره "ملك الفولاذ" بعلاقاته المعقدة مع لاريجاني وطائب ورجال فاسدين في القضاء، بما في ذلك دولت آبادي (المدعي العام السابق). قصص التعذيب والابتزاز يكشف غلبور كذلك عن تجربته الخاصة في تعرضه للتعذيب، وخصوصاً خلال 27 شهراً في قسم "2 ألف" في إيفين، حيث يقول إن طائب حاول جاهدا إنزال عقوبة الإعدام ضده. ويقول غلبور إن استخبارات الحرس الثوري زرعت قبل اعتقاله كاميرات في غرفة نومه وحمامه، بهدف تسجيل أشرطة من زوجته الأميركية كريستين دايلي، التي تعمل كمراسلة لصحيفة "ديلي ستار" التي تصدر باللغة الإنجليزية في بيروت. ووفقا لموقع "إيران واير"، تخرجت دايلي من برنامج ماجستير الدراسات العربية الشهير بجامعة جورج تاون، وتعرّفت على غلبور أثناء تقديمه التقارير الصحفية من لبنان حيث التقيا من خلال المسؤول الإعلامي لحزب الله، والذي ذُكر اسمه اختصارا بـ "الموسوي" وتزوجا عام عام 2009. تهم التخابر واتهمت استخبارات الحرس الثوري غلبور وزوجته بالتخابر مع جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" في موقع الميليشيات الأفغانية التي كانت تقاتل مع قوات الحرس الثوري الإيراني في خان طومان بحلب عام 2016. كما اتُهم غلبور باستخدام زوجته لكسب معلومات قادة الحرس الثوري وإرسالها لجهات معادية، وهي تهمة مذلة ومعتادة تستخدمها بانتظام المؤسسات الأمنية الإيرانية ضد من يريدون القضاء عليه، بحسب "إيران واير". وكان حسين شريعتمداري، رئيس تحرير صحيفة "كيهان" ومندوب المرشد خامنئي فيها، قد اتهم أول مرة غلبور باتهام التجسس لصالح إسرائيل. وعندما نشر غلبور كتابه "التنصت على الأشباح" هاجمه شريعتمداري، واصفاً إياه بأنه كتاب تخريبي. وعندما غادر غلبور إلى لبنان بعد ذلك بوقت قصير، زُعم أن شريعتمداري اتصل بحزب الله للتحذير من اتصالاته المحتملة مع الموساد. استغلال صورة الزوجة الأميركية ومع ذلك، فقد أدت انتشار صورة كريستين دايلي كأميركية شقراء ترتدي الحجاب وتثني على الجمهورية الإسلامية إلى تحسين مكانتها وزوجها غلبور في أوساط للمتشددين في إيران. وتعاملت وسائل الإعلام الإيرانية المتشددة مع دايلي كأيقونة، حيث إنه في عام 2008، منحتها وكالة "فارس" التابعة للحرس الثوري، جائزة قدمها لها حميد رضا مقدم، رئيس الوكالة السابق. وفي مقابلة مع وكالة "مشرق" المقربة من الحرس، صرحت دايلي بأن "إيران أكثر أماناً من الولايات المتحدة، حيث هناك الكثير من أعمال العنف والاشتباكات في الشوارع والمدن في أميركا، والتي لا نراها في إيران". ويقول غلبور إن حميد رضا مقدم هو من الشخصيات البارزة في قسم المخابرات في الحرس الثوري، مع مجيد قلي زاده، وهو نائب مقدم، أصبح رئيسا لوكالة "تسنيم" التابعة للحرس الثوري أيضا.

مشاركة :