سلط صندوق النقد الدولي الضوء على زيادة التفاوت في مسارات النمو للاقتصادات الرئيسية في العالم هذا العام حيث من المتوقع أن يلقي تدهور التوقعات لاقتصادات ناشئة رئيسية بظلاله على التحسن الحاصل في منطقة اليورو والهند. وأبقى صندوق النقد اليوم الثلاثاء توقعاته للنمو العالمي دون تغيير لكنه حذر من أن التعافي الاقتصادي مازال متوسطا وغير متكافئ بفعل عدم التيقن ومخاطر مثل التوترات السياسية والتقلبات المالية. وفي تقريره الرئيسي توقعات الاقتصاد العالمي حافظ الصندوق الذي مقره واشنطن على توقعه للنمو العالمي هذا العام عند 3.5 بالمئة. وبالنسبة لعام 2016 توقع صندوق النقد نمو الناتج الإجمالي العالمي 3.8 بالمئة ارتفاعا من 3.7 بالمئة في توقع يناير كانون الثاني. لكن الأرقام العامة تخفي تفاوتا متزايدا بين الاقتصادات الرئيسية لأسباب منها تباين تأثير تذبذبات العملات وانخفاض أسعار النفط. وتبرز التوقعات بواعث القلق المتنامية لدى صندوق النقد الدولي بشأن دول نامية رئيسية مثل روسيا والبرازيل وجنوب افريقيا والمخاوف من تفاقم التباطؤ في الصين في الوقت الذي يعمل فيه ثاني أكبر اقتصاد في العالم على تحقيق توازن جديد بحيث يرتكز النمو على الاستهلاك بدلا من الاستثمار. وقال صندوق النقد إن أسعار النفط ستضيف أكثر من 0.5 نقطة مئوية إلى النمو الاقتصادي العالمي بحلول العام المقبل لكنه حذر من أن الأسعار قد ترتفع أسرع من المتوقع وتضر بالطلب العالمي. كانت كريستين لاجارد مديرة صندوق النقد الدولي وصفت الأسبوع الماضي مستوى النمو الحالي بأنه ليس جيدا بما يكفي لمساعدة ملايين الأشخاص العاطلين عن العمل وعاودت حث صناع السياسات على المضي في إصلاحات أعمق لتعزيز فرص النمو الاقتصادي. وبين صندوق النقد الدولي إن مخاطر دخول اقتصادات منطقة اليورو دائرة الكساد أو الركود تراجعت بشدة. وقال أوليفر بلانشارد كبير الخبراء الاقتصاديين في الصندوق إن احتمال الركود (في منطقة اليورو) لم يصل إلى درجة الصفر لكنه تراجع بصورة كبيرة. ويتوقع الصندوق ومقره واشنطن نمو اقتصادات منطقة اليورو التي تضم 19 دولة من دول الاتحاد الأوروبي بمعدل 5ر1% خلال العام الحالي مقابل 9ر0% في 2014. وأرجع الصندوق تحسن آفاق اقتصادات المنطقة إلى الانخفاض الحاد في أسعار النفط العالمية مع السياسة النقدية بالغة المرونة للبنك المركزي الأوروبي. وقال بلانشارد إن تصاعد الأزمة المالية لليونان يمكن أن تؤدي إلى اضطراب الأسواق المالية.
مشاركة :