رغم كونه طالبًا بكلية الحقوق بجامعة جنوب الوادى، إلا أن محمود سيد الطالب الصغير ذو العشرين عامًا، ظل يحلم حلمه الأثير لقلبه، العمل بمهنة نجارة الأثاث، حيث إنه كان يعشقها منذ الصغر ويتمنى أن يصنع تحف تبهر كل من يراها.يقول محمود: «رحم الله والدى الذى زرع فىّ عشق مهنة نجارة الأثاث، فهو رغم كونه موظفا بمديرية التربية والتعليم بقنا، إلا أنه ظل يعمل فى ورشة النجارة الخاصة به لم يتركها يوما، وكان دوما يصطحبنى معه للورشة لأتعلم منه، ومن هنا بدأ شغفى بها، ورغم أن أبى رحمه الله ظل رافضًا لدخولى مجال العمل معه خوفًا على من مخاطر استخدام الآلات الحادة، التى يمكن أن تسبب إصابات، إلا أننى تعلمت التعامل معها بدون علمه، حتى شاهدنى يوما ورأى مدى تصميمى فبدأ يعلمنى أساسيات النجارة، بعدها رحل عن الحياة.ويستطرد محمود قائلًا: «موت والدى أصابنى بصدمة عنيفة وكان أمامى خياران، إما أستكمل دراستى وأغلق ورشة والدى التى ظلت مفتوحة قرابة ٣٠ عامًا، أو أن أستكمل مشواره واستكمل حلمى، وقررت أن أواصل حلمى، خاصة أنى الوحيد من بين أشقائى الخمسة الذى عشقت المهنة رغم أنى الأصغر، وبعدها بدأت تعلم الأساسيات من الإنترنت، وقررت تطوير نفسى ليكون لى استايل خاص فى عملي، يمكننى من عمل تحف وأنتيكات جديدة، وتطوير الخشب القديم وتقديمه بشكل حديث ومتطور، لافتا إلى أن المهنة تعتمد فى الأساس على الموهبة، ليمكن للإنسان استخراج أفضل ما لديه، موضحا أن حلمه أن يصبح مالكًا لأكبر معرض أنتيكات فى مصر يحمل اسمه.
مشاركة :