طفلة سورية تنقذ شقيقتها الرضيعة ثم تفارق الحياة

  • 7/27/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

حلّ خبر وفاة الطفلة السورية التي أنقذت شقيقتها الرضيعة، كالصاعقة مجدداً، على جميع من عرف قصتها وشاهد صورتها وهي تخرج كمعجزة من بين الركام، لتنقذ شقيقتها الرضيعة المعلّقة بين الأنقاض، بانتظار خروج أختها الذي كان أشبه بخروج من الموت، يبدو أنها عادت إليه، مرة أخرى، بعدما نجحت بإنقاذ شقيقتها، لتصدم وتقهر قلوب عارفيها ومشاهدي صورتها، مرة ثانية، في أي مكان من العالم، وبخاصة منهم السوريون. وكان الطيران الحربي، قد قصف منطقة أريحا في ريف إدلب الجنوبي، الأربعاء الماضي، فأحال بعض الأبنية دماراً وركاماً كانت الطفلة رهام، وشقيقتها تقى، تعيشان فيه معجزة عدم الموت، حيث بدا أبوهما يمد يده إلى مجهول، ويصرخ كمن ينظر في ظلام متوحّش، بحسب معلقين. ونهار الأربعاء، بعد انتهاء الغارة، خرجت الطفلة رهام، من بين الأنقاض في مشهد سحري من عالم الغرائب: شعر أشعث غامق ومغبر لطفلة بالكاد تخرج عنقها ورأسها من بين الدمار، لتلتقط شقيقتها الرضيعة المعلَّقة بدورها بحديدة تركتها الأقدار عند ذلك المكان، فقط لتبقى الناجي الوحيد الذي سيكون له الحق برواية الحادثة، إذ لا رواية بدون ناجٍ، وإلا من سيتحدث عن الطوفان؟ عن قصف الطيران الحربي للمناطق الآهلة بالسكان؟ يقول متابعون. كانت صورة وصفها الجميع بالمعجزة، كيف لذلك الجسد الطري أن يحتكّ حتى ببقايا الأسمنت، فكيف أن تخرج طفلتان، حيَّتين، بعد انفجار الصواريخ، وتبقيا جسدين: رضيعة كتبت لها الحياة، وشقيقتها رهام التي كأنها عادت من الموت فقط لتنقذها ثم لتعود إليه! وفق تعابير مجمعة من مئات التعليقات التي تنتشر الآن على (تويتر) و(فيسبوك) ورسائل الهاتف النقال وجميع وسائط التواصل. ومن صدمة خروج طفلة من بين أنقاض تسبب بها القصف، لتنقذ شقيقتها الرضيعة، إلى صدمة وفاتها التي أعلنت ليل الخميس، وهي في غرفة العمليات بعد تعرضها لإصابات خطيرة وعدم تمكن الأطباء من إنقاذها، لتبكي قلوب متابعين وناشطين وإعلاميين من على شاشات التلفزة ومختلف وسائل التواصل. لقد عادت رهام من الموت، لتنقذ شقيقتها الرضيعة، ثم توجّهت إليه، بكل غموض وقساوة. لقد انتهت المهمّة، وتمّت المعجزة، والرضيعة (تقى) التي كانت معلَّقة على حديدة من بقايا البناء المدمر، ستظل حياتها ملْكاً لروح شقيقتها التي عادت من الموت، فقط لإنقاذها، ثم أكملت الرحلة إليه، تاركة وراءها القهر تلو القهر الذي يحرق، الآن، حناجر وعيون وأصوات السوريين، بحسب ما ورد من تعابير وصيغ، في تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي.

مشاركة :