قطر دولة مستقلة وليست هدفاً سهلاً

  • 7/28/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

·        تجاوزنا الأزمة وقمنا بتعزيز علاقاتنا الثنائية مع الدول ·        سمعتنا كمستثمر تحظى بالاحترام في جميع أنحاء العالم ·        قطر تبني علاقاتها الثنائية مع الدول الأخرى بكل احترام متبادل ·        نؤمن بالحوار وقمنا بدور الوسيط وسنستمرّ في ذلك ·        مشروع المدينة الإعلامية طرح عام 2005 وليس رداً على الحصار ·        وقعنا أكثر من ٣٠ اتفاقية مع وسائل إعلام عالمية ·        لا قيود تحريرية في المدينة الإعلامية.. بل أخلاقيات المهنة ·        العلاقات القطرية التركية إستراتيجية مبنية على الصداقة والاحترام ·        وسائل التواصل هي الإعلام الجديد الذي سنركّز عليه مستقبلاً ·        الإعلام منبر للمواطنين للتعبير عن آرائهم ووجهات نظرهم   الدوحة - قنا: قال سعادة الشّيخ سيف بن أحمد بن سيف آل ثاني مُدير مكتب الاتصال الحكومي إن هناك عدة أسباب ألهمت دولة قطر للقيام بمشروع المدينة الإعلامية، منها أن قطر تملك تاريخاً عريقاً في المجال الإعلامي، وهذا التاريخ بدأ مع الإذاعة والتلفزيون في ستينيات القرن الماضي، وكان هدف الحكومة آنذاك إيصال المعلومات للشعب. وأضاف سعادة الشيخ سيف، في مقابلة مع تلفزيون TRT World ضمن برنامج Strait Talk، أنه في حقبة الثمانينيات والتسعينيات، والتي اعتبرها المرحلة الثانية، حدثت تطورات جذرية، حيث بدأ العديد من المفكرين والأكاديميين بطرح آرائهم في صحفنا اليومية حول قوانين الحكومة ولوائحها، وما إلى ذلك، وحينها لم تصدر منا أي ردة فعل تجاه ذلك، ولكننا أدركنا لاحقاً كما أدرك الجميع أن الإعلام هو منبر للمواطنين للتعبير عن آرائهم وعن وجهات نظرهم هذا ما أسميه المرحلة الثانية. ولفت سعادته إلى أن المرحلة الثالثة بدأت في منتصف التسعينيات حتى 2004، حيث تم تأسيس قنوات مثل قناة الجزيرة، وإطلاق قناتين محليتين إضافيتين، إحداهما مختصة بالرياضة وهي قناة الكاس والتي لديها عدد كبير من المشاهدين من خارج قطر أكثر من داخل دولة قطر، لدينا أيضاً قناة مختصة بالثقافة وهي قناة الريان، وانتقلت قناة الجزيرة من كونها مجرد قناة تبث فقط باللغة العربية إلى قناة تبث باللغة الإنجليزية، ثم تفرعت عنها، بعد ذلك، عشرات القنوات الفضائية الأخرى الناطقة بعدة لغات. المدينة الإعلامية ورداً على سؤال إن كان إنشاء المدينة الإعلامية جاء رداً على الأزمة الدبلوماسية، أوضح سعادته أنه قد تمّ طرح مشروع المدينة الإعلامية منذ عام 2005. وتم تكوين فريق عمل في 2008 لبدء التنفيذ لم يكن، بالنسبة لنا، الفريق المناسب، كنا حينها في مرحلة التأسيس، وقناة الجزيرة وغيرها كانت عبارة عن تجربة، يمكن وصفها بالتجربة الناجحة. لقد أصبحت قناة الجزيرة اليوم شبكة دولية، ولا يمكن لأحد أن يشكك في ذلك، وهذه الشبكة الدولية تم تأسيسها من خلال الصحفيين المستقلين الذين كانوا يعملون فيها وقد منحتهم القناة المساحة المطلوبة لتقديم حواراتهم وبرامجهم، فشعار الجزيرة، كما تعلمون، يعبر عن الرأي والرأي الآخر. قائد طموح وقال سعادة مدير مكتب الاتصال الحكومي، إن المشروع هو من إلهام وطموح قائد طموح، وهو حضرة صاحب السّموّ أمير البلاد المُفدّى، لقد أصدر سموه توجيهات للبدء في هذا المشروع في عام 2017، وقد شرعنا في تنفيذه لأننا كنا على قناعة أنه كان الوقت المناسب. وأوضح أنه خلال العامين الماضيين، لم نكتفِ بالعمل على تنفيذ هذا المشروع فقط، بل قمنا بإنشاء هيئة المناطق الحرة، كما قمنا بإصلاحات في قوانين العمل، وأعلنا عن انتخابات تشريعية لمجلسنا الاستشاري، أو كما نسميه هنا، مجلس الشورى. وبالتالي، فإن قرار إطلاق المدينة الإعلامية لم يكن القرار الوحيد الذي تم اتخاذه خلال العامين الماضيين. يجب ألا ننظر لهذا المشروع على أنه ردة فعل بل يجب النظر إليه على أنه خطوة للمُضي قُدماً بدلاً من أن نقف مكتوفي الأيدي بانتظار أن تنتهي هذه الأزمة. لقد تجاوزنا تلك الأزمة، ونحن اليوم نمضي قدماً، وقمنا بتعزيز علاقاتنا الثنائية مع الدول وتحظى سمعتنا كمستثمر بالاحترام في جميع أنحاء العالم سواء على مستوى البنوك أو الشركات أو الدول. وبشأن ما إذا كان الحصار سينتهي قريباً، قال سعادته، إن هذا الحصار هم (دول الحصار) من فرضوه، وهم باستطاعتهم إنهاءه. وكما ذكرت سابقاً، ودعني أوضح ذلك أكثر، هذه الأزمة ليست الأولى من نوعها. لقد شهدنا أزمات مماثلة منذ الثمانينيات. وسأجيب عن سؤالك نيابة عن الأجيال القطرية التي واكبت هذه الأزمات منذ الثمانينيات وحتى يومنا هذا: دولة قطر ليست بالهدف السهل، نحن دولة مستقلة ذات سيادة، ونحن لا نتبع أحداً، لدينا قائدنا والذي نتبعه وهو سموّ الأمير..ونحن دولة مستقلة تبني علاقاتها الثنائية مع الدول الأخرى بكل احترام متبادل، ونحن نؤمن بالحوار. لقد قمنا بدور الوسيط في العديد من المسائل بين دول المنطقة وخارجها» وسنستمر في ذلك. تاريخ عريق وعن كيفية جذب وسائل الإعلام، وكيفية استفادة قطر من ذلك على النطاق المحلي، قال سعادة الشّيخ سيف بن أحمد بن سيف آل ثاني مدير المكتب الاتصال الحكومي، لدينا ما يقارب 33 اتفاقية، إن لم أكن مخطئاً، مع مؤسسات إعلامية متخصصة بالتكنولوجيا. اسمح لي أن أشرح شيئاً واحداً، دعونا ننظر إلى المدينة الإعلامية على أنها عبارة عن ثلاث فئات: قنوات تلفزيونية، والمنشورات ووسائل التواصل الاجتماعي.. وأضاف إنه بالنسبة لي شخصياً، فإن وسائل التواصل الاجتماعي هي وسائل الإعلام الجديدة التي سنركز عليها في المستقبل. وعلى سبيل المثال، سنقوم بإنشاء أستوديوهات صغيرة، بإمكان أي مدون أو لأي من روّاد التواصل الاجتماعي أن يجد كل ما يحتاجه مجاناً. حيث يمكنه تصوير مقاطع الفيديو الخاصة به على اليوتيوب ونشرها، كما يمكنه القيام بأشياء أخرى من هذا القبيل..بمعنى أننا سنوفر لهم أفضل ما توصلت إليه التكنولوجيا في النطاق الإعلامي مقابل قيام أصحاب النفوذ الإعلامي بإلقاء محاضرات في إحدى جامعاتنا، كجامعة قطر على سبيل المثال، التي لديها قسم إعلامي ضخم، أو مثل حرم جامعة نورث وسترن، وهي جامعة أمريكية. ولفت إلى أن ما سيميّز المدينة الإعلامية هو أنه لن تكون هناك قيود تحريرية. سيكون لدينا قانون أخلاقيات المهنة. ولأشرح ما هو قانون أخلاقيات المهنة ببساطة، هو أننا على ثقة بأن وسائل الإعلام التي ستأتي إلى المدينة الإعلامية، هي وسائل إعلام مسؤولة أي ستكون مسؤولة عما تقوله وتفعله. لن نضع أي قيود لهذا النوع من وسائل الإعلام. وسيكون قانون أخلاقيات المهنة مبنياً بشكل أساسي على وسائل الإعلام المسؤولة. وقال سعادته دعنا نقول، على سبيل المثال، إن تقريراً صدر عن مؤسسة إعلامية من خارج الدوحة، وإن هذا التقرير أزعج دولة من الدول، لن يكون في إمكان الدولة المعنية ملاحقة صاحب التقرير قانونياً في دولة قطر، لكن سيكون بمقدورها أن تتوجه إلى المقر الرئيسي في بلدانهم - لكن لن تكون هناك دعاوى قضائية تخص الخط التحريري. أما فيما يخص الدعاوى القضائية المتعلقة بالجوانب التجارية وغيرها، قد تكون هناك بالطبع دعاوى - لكننا نأمل ألا يكون هناك الكثير منها. وعما تغيّر في قطر في السنتين الأخيرتين، وما هو تأثير الحصار على سياسة قطر الخارجية.. أوضح سعادته أن العامين الأخيرين كانا بالتأكيد سبباً للإسراع في العمل على مختلف الأصعدة. فقد وصلنا اليوم، على سبيل المثال، إلى الاكتفاء الذاتي فيما يتعلّق بالصناعات المختلفة كالغذائية وغيرها. فبالطبع، فإن إغلاق الحدود مع تلك الدول، بما أن مُعظم وارداتنا من الأغذية والأدوية كانت تمرّ عبرها، دفعنا إلى التعامل مع هذا الإغلاق واحتوائه بالسرعة المطلوبة. وكما تلاحظون اليوم، فإن سكان دولة قطر يعيشون حياتهم بشكل طبيعي. ولم يتغيّر أي شيء بالنسبة لهم، وليست هناك أي زيادة في الأسعار..معرباً عن اعتقاده أن الأزمة كانت أكثر إيجابية من كونها سلبية بالنسبة لقطر. قطر وتركيا وبشأن العلاقات القطرية التركيّة، أكّد سعادة مدير مكتب الاتّصال الحكومي، أنّ العلاقة بين دولة قطر وتركيا تُعتبر إستراتيجية، وهي علاقة مبنية على الصداقة والأخوة والاحترام المُتبادل. كما أنّ هذه العلاقة بين البلدين تنطلق من حرصهما على حلّ القضايا المختلفة في المنطقة بالطرق السلمية. ومنذ ذلك الحين، يمكن القول إن العلاقات أصبحت أقوى. ولفت إلى أنه كانت هناك علاقات قوية مع تركيا قبل الحصار. وقد أصبحت هذه العلاقات أقوى الآن، وتزداد يوماً بعد يوم.. مُبيناً أن الصادرات التركية، قد تضاعفت ثلاث مرات، خلال السنوات الثلاث الماضية. من جهتها، قامت دولة قطر مؤخراً باستثمار 15 مليار دولار أمريكي. وستكون لنا هناك استثمارات مُستقبلية في تركيا. وأكّد سعادته أن الاقتصاد التركي هو اقتصاد قوي، ليس بإمكان أحد التشكيك في ذلك هنا أو في أي مكان في العالم.. وقال « نحن نؤمن بقوة الاقتصاد التركي، وهذا هو سبب استثمارنا في الاقتصاد التركي».

مشاركة :