إبداع مستمر وتألق يزداد لمعانًا يومًا بعد يوم في مملكة الخير والإنسانية التي ترسم في عالمنا المعاصر أزهى لوحات النزاهة والشفافية والقيم والمبادئ الأخلاقية انطلاقًا من مكانتها التي حباها الله إياها لتكون قبلة المسلمين ووجهة العالمين. واستمرارًا لبرامجها الإنسانية في الرقي بالمجتمعات وتعزيز المعارف والثقافات، ومن داخل أحد السجون، تتجول صحيفة مكة الإلكترونية، بين أروقة الإبداع والتميز التي جعلت من الجدران الصماء لوحات فنية ومن النزلاء المكبوتين والمنبوذين فنانين ومبدعين. وعنوان هذه الحلقة من التميز، ما أقدمت عليه وزارة الداخلية من خلال برنامج إدارة الوقت، الذي جعل من الفراغ حياة كاملة متكاملة تبث الحيوية والنشاط بين النزلاء في السجون، وتجعل من خمولهم وكسلهم عناصر إنتاجية حتى يعودوا بقوة للاندماج في المجتمع بعد انقضاء محكومياتهم. وهذا ما يوثقه المهرجان الثاني لأجنحة برامج الوقت بسجون المباحث العامة، والذي يزخر بعشرات اللوحات الفنية التي تعبّر عن رومانسية ومشاعر يجهلها الناس الذين يعتبرون المجرمين أو المخطئين والجناة الذين يدفعون ثمن خطأ واحد في حياتهم، مجرّدين من المشاعر وبلا أحاسيس. وأوضح الفنان أبو سلطان، أن اللوحات التي رسمها النزلاء تعبر عن أحاسيس ومشاعر صادقة، فلا يوجد إنسان كامل، والنزلاء يعبّرون من خلال هذه اللوحات عن حقيقة يجهلها الكثير من الناس عنهم الذين ينظرون إليهم كمجرمين، لكن لا يمكن حصر جميع جوانب الحياة في شق الجريمة ونتجاهل كل الإيجابيات التي تتكون منها الشخصية البشرية. وبيّن الإعلامي طارق النوفل، أنه تفاجأ بشكل إيجابي عندما وجد الابتسامة حاضرة ولغة سائدة بين النزلاء في السجون، مؤكدا أنهم مشبعون بالتفاؤل لاسيما أن كلمة سجن توحي بالتحطم والتشاؤم، لكن الواقع كان مخالفًا لذلك بفضل جهود المملكة في رعايتهم وتأهيلهم ومن خلال برنامج إدارة الوقت الذي ملأ حياتهم بكل ما هو مفيد. وأضاف النوفل “هناك فنانون تشعر بأن لهم خبرة كبيرة، ولكنهم يقولون إنهم لم يكونوا يعرفوا شيئا عنها قبل دخولهم السجن، وأن السجن فتح لهم آفاق جديدة بفعل برنامج إدارة الوقت”. وعلى الرغم مما تقدمه المملكة من برامج وخدمات لتهذيب وإصلاح النزلاء، تبقى الحرية أمنيتهم الأولى والأخيرة أن يخرجوا إلى المجتمع أتقياء وأنقياء يمارسون مواهبهم التي تعلموها ومهاراتهم التي أتقنوها.