راشد النعيمي إدمان من نوع جديد وخطير تكشفت خيوطه مؤخراً أكثر ما يقلق في أمره، أن المادة المخدرة موجودة وتباع بأسعار بسيطة ويمكن الحصول عليها من أي محل تجاري قريب.. لا رقابة عليها ولا تقييد لوصولها لمن يريد وبالتالي أصبحنا أمام تحدٍّ جديد يهدد أبناءنا الذين ينزلقون إلى عالم المخدرات الجديد الذي ربما يكون بمثابة نزول درجة من ضمن سلم الهاوية الذي يلقي بهم إلى التهلكة.انفجارات غريبة وحرائق خطرة في سيارات تبدو متوقفة بينما يغط من بداخلها في عالم آخر يتنقلون فيه بعد أن استنشقوا غاز (الولاعات) إلى فضاءات الضياع ويظنون أن ذلك مبلغ الراحة والنشوة وكمالها، بينما تحبس نوافذ المركبة ذلك السم دون منفذ حتى يغيب الجميع عن الوعي ويختفي إدراكهم بما اقترفوا من ذنب في حق أنفسهم ومجتمعهم وبغلطة صغيرة مصدرها شرارة بسيطة يحدث ما لم يكن في الحسبان وتتحول مادة النشوة إلى نار مستعرة لا تبقي ولا تذر، وعلى وقع انفجار صادم يحوّل سيارتهم إلى علبة صفيح يحمل طلاب النشوة بسببه وأجسادهم محروقة وهم في صدمة من النهاية التي لم تكن في الحسبان.إنّه يا سادة إدمان من نوع جديد، يلقي بمن يجربه في الدرك الأسفل من اللاوعي ويصور له أن ذلك السم الذي سيستنشقه دواء لكل ما يعاني منه ومصدر يجلب له الراحة التي لم تتوفر له والأكثر ألماً أن الضحايا شباب صغار انزلقوا نحو هذا العالم في غفلة من أسرهم وكانوا يظنون أنهم يسيطرون على الوضع وباستطاعتهم أن ينسحبوا متى ما أرادوا لكن ذلك لم يحدث عندما أطبق غاز (البيوتان) عليهم بفكيه وجعلهم أسرى بين يديه، سرعان ما تخلى عنهم عبر حريق مأساوي عندما غابت عقولهم وصدرت منهم الشرارة التي فجرتهم !.(الخليج) تفتح هذا الملف وتحاور أطرافه سعياً لإلقاء الضوء على هذه الظاهرة التي قد تكون غائبة عن كثير من أرباب الأسر والبداية مع الدكتور غانم الحساني استشاري الطب النفسي بمستشفى العين الذي يحذر من أن استنشاق غاز البيوتان يعد من الظواهر الخطيرة التي ينبغي رصدها والتعامل معها بحزم لاسيما أن هذا الفعل سيقود بطبيعة الحال إلى الإدمان الذي سيجر وراءه إدمان لأنواع أخرى من المخدرات تنتهي بالمتعاطي النهاية المحتومة، فإما السجن أو الموت.ويقول الدكتور الحساني: إن غاز البيوتان يعد من المواد المخدرة الطيارة ذات التأثير القوي على الجهاز العصبي وباقي أجهزة الجسم، وحيث إنه يدمر الدماغ مباشرة من خلال الرئتين؛ فإن تأثيره يكون قوياً ومركزاً ويتسبب في حدوث حالات خدر وتنميل ثم إغماء قد لايستفيق منه المستنشق.وحول آثار مفعول الغاز، قال: يبدأ المراهق خلال ثوانٍ معدودة بالضحك والانتعاش وعدم التقيد بالقيود الاجتماعية والدينية التي يفرضها عليه عقله، ثم مع مضي الوقت يبدأ بالإحساس بخمول وكسل وصداع ثم قلة تركيز فدوخة ثم غيبوبة، ويستمر التأثير عادة من 15 إلى 45 دقيقة، وقد سجلت علمياً أعراض انسحابية في بعض هؤلاء الشباب المراهقين، مضيفاً أنه كلما قلَّت كثافة الغاز، زادت سرعة تطايره وبالتالي دخوله إلى الرئتين وتسممهما بسبب النزيف الذي يحصل في الحويصلات الهوائية ونتيجة لذلك يحدث نقص الأكسجين الحاد في الدم، وكلما طالت مدة نقص الأكسجين وشدته، كان المستنشق عرضة لتلف الدماغ والتشنج وتوقف القلب.وقال إن من مخاطر الغاز أيضاً تثبيط عمل الجهاز العصبي والتأثير على الدماغ لأن مكوناته والمواد التي يحتويها ثبت علمياً أنها تثبط نقل النبضات العصبية بين الخلايا وبالتالي يحدث نقص الوعي وقلة التركيز والهلوسة وتخيل أشياء وحوادث ليست موجودة، ثم يعقب ذلك تدهور الوعي والغيبوبة حسب الكمية والنوعية التي تعاطاها.وأضاف: إلى جانب التأثير المباشر بإحداث التهاب عضلة القلب وتضعيفها نتيجة تثبيط توصيل النبضات الكهربائية داخل القلب، وبالتالي اختلال نبضات القلب ثم توقفه فجأة من دون أي مقدمات وقد يكون ذلك من المرة الأولى التي يتعاطى فيها هذه المادة ومع نقص الأكسجين بسبب تسمم الرئتين ونزيف الحويصلات الدموية وتلف المخيخ وبالتالي فقدان التوازن، ضعف عضلة القلب وعدم انتظام نبضاتها، والخرف المبكر، التهاب الأعصاب الطرفية وضعف عضلات الأطراف، أعراض نفسية حادة مثل الاكتئاب الشديد ومحاولات الانتحار المتكرر وتغيرات واضحة في السلوك. دور الأسرة يؤكد اللواء مكتوم علي الشريفي، مدير عام شرطة أبوظبي، أهمية الدور الريادي الذي تقوم به الأسرة في المجتمع لكونها تعد الراعي الأساسي للأبناء لوقايتهم من المخاطر كافة، ومن ضمنها مخاطر آفة المخدرات، مشيراً إلى أن دور الأسرة يعد ركيزة أساسية لغرس القيم الدينية والأخلاق النبيلة في أبنائهم، والعمل على تحفيزهم، وخلق بيئة سليمة وصحية تسهم في النمو والتطور، وتنمي فيهم نزعات الإبداع والابتكار في حياتهم، وشغل أوقات فراغهم بما يعود عليهم بالعوامل الإيجابية.وحثَّ الشريفي أرباب الأسر على ضرورة اتّباع أسلوب التحاور والنقاش الحضاري مع الأبناء والإقناع وليس التسلط الأبوي الذي قد يخلق فجوة بين الأبناء وأولياء أمورهم، مؤكداً أهمية تعاون الجهات الرسمية المعنية مثل المؤسسات التعليمية والتربوية والدينية ووسائل الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني كافة في تفعيل الدور الوقائي للتوعية بمخاطر المخدرات، وصولاً لمجتمع ينعم بالأمن والأمان وفق تطلعات ورؤية قيادتنا الرشيدة.وأشاد مدير عام شرطة أبوظبي بهذه المناسبة بجهود رجال مكافحة المخدرات «العين الساهرة» في حماية المجتمع من براثنها ومواجهتها بكفاءة واقتدار وفق أساليب متطورة وحديثة، حاثاً إياهم على مضاعفة الجهود، والاستفادة من مستجدات العصر في ضرب مخططات تجار المخدرات الذين لا يتوانون عن استخدام الأساليب الإجرامية كافة. أساليب خاطئة واستعرضت المستشارة الدكتورة أمل حميد الفلاسي مستشارة الشؤون المجتمعية في مؤسسة وطني الإمارات، الأسباب التي تدفع الأحداث لتعاطي المخدرات، داعية إلى أخذها بعين الاعتبار وأبرزها الأساليب التربوية «الخاطئة» كالتسلط وغياب الدعم العاطفي ما يؤثر في الأبناء ويجعلهم أكثر عرضة للاستسلام والخضوع، أو التمرد، ويتولد لديهم الشعور بنقص الكفاءة، مع توجههم للاعتماد بشكل سلبي على الآخرين مع تأثرهم من الناحية النمائية نتيجة لكبت استجابات النمو لديهم،كما يفرز غياب الاهتمام واللامبالاة نقص الشعور بالأمان والشعور بالوحدة، ومحاولة جذب انتباه الآخرين، والإحساس بالخجل، وسوء التوافق الشخصي والاجتماعي.وتحدثت عن ثاني الأسباب المتمثلة في «رفاق السوء»، ورخص أسعار المخدرات والأفكار الخاطئة لدى المدمن حتى قبل إدمانه مثل يجب أن أكون سعيداً دائماً، فيما يتمثل السبب الخامس في السلوكيات الإدمانية المبكرة مثل الإفراط في اللهو والإنفاق والسهر والإحساس الزائد بالنفس، علاوة على افتقاد الدعم الأسري والاجتماعي والروحاني، وغياب القدرات الشخصية والنفسية للتعامل مع ظروف الحياة المختلفة والمشكلات الشخصية والأسرية.وتطرقت الدكتورة أمل حميد إلى دور التأهيل الاجتماعي في علاج ضحايا المخدرات باعتباره عملية مهنية متخصصة تسعى إلى تنمية الشخصية الإنسانية من خلال تعزيز المؤهلات والمهارات الاجتماعية والقدرات الفردية، بغية تحقيق أقصى قدر من الإشباع للحاجات في سياق مفاهيم المسؤولية والصوابية والثقة بالنفس وإدراك الذات، فضلاً عن التفاعل الاجتماعي الإيجابي والتوافق على كافة المستويات الأسرية والمهنية والاجتماعية، في سياق متناغم مع المبادئ الأخلاقية والمفاهيم الاجتماعية السلوكية المعيارية العامة في المجتمع. عقوبات قانونية حذرت أوساط قانونية من تجاهل ظاهرة استنشاق الغاز الذي بدأت تظهر بين أوساط المراهقين، وذلك لما ينتج عنها من أضرار اجتماعية وصحية وملاحقة قانونية قد تعرضهم للسجن وناشدوا الجهات المعنية بتقنين عمليات البيع أسوة بالتبغ الذي يمنع بيعه لمن تقل أعمارهم عن 18 سنة وتحديد الكميات المسموح تخزينها في كل بقالة وذلك للحد من سهولة تداولها بين تلك الفئات العمرية خاصة أن ثمن بيعها لا يتجاوز 6 دراهم.وذكر سالم بهيان العامري محامٍ، أن تناول أو تعاطي أي من المؤثرات العقلية ومن ضمنها استنشاق مادة الغاز التي يتم بيعها في البقالات يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون وهناك نصوص قانونية واضحة وصريحة بهذا الشأن، كما أن الجهات المختصة بتصنيف الجرائم ووضع القوانين قامت بوضع قائمة تشمل كافة المواد المؤثرة على العقل ويعتبر استخدامها من وجهة نظر القانون جريمة يعاقب عليها الشخص، وتحرص هذه الجهات على تحديث القائمة بشكل دوري لضمان شموليتها لجميع المواد الحديثة التي يستخدمها البعض ومنها الغاز والترامادول ومادة تندرج ضمن مكونات الأصباغ وغيرها. 60 حالة كانت وزارة الداخلية قد كشفت في أحدث إحصاءاتها، أن حالات تعاطي غاز الولاعات بالدولة التي ضبطت خلال السنوات الثلاث الماضية بلغت 60 حالة وتمت إحالة المتهمين للنيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية.وقال العقيد سعيد السويدي مدير عام مكافحة المخدرات الاتحادية في وزارة الداخلية، نائب رئيس مجلس مكافحة المخدرات، إن تعاطي غاز الولاعات وهو ما يسمى بغاز «البيوتان» يندرج تحت عقوبة متعاطي المخدرات وفقاً للمادة 41 من قانون مكافحة المواد المخدرة والمؤثرات العقلية.وأكد السويدي أن غاز «البيوتان» متى ما تم تعاطيه سواء بالاستنشاق أو بأي طريقة أخرى فهو مُجَرَّم. وقال: خلال سنوات عملي في مكافحة المخدرات والتي تجاوزت 20 عاماً أؤكد أن كل شخص دخل تجربة تعاطي المواد المخدرة.. دفع الثمن غالياً.من جانبه كشف الخبير أول أحمد محمد أحمد رئيس قسم الهندسة الجنائية والميكانيكية في شرطة دبي، أنه تم رصد حرائق في السيارات والمنازل تبين بعد الفحص الجنائي لأسبابها أنها نتيجة استنشاق غاز «البيوتان» الذي يستخدم في إعادة تعبئة الولاعات والذي يباع بدون رقابة في «السوبر ماركت» والبقالات لشباب صغار، مطالباً بضرورة وجود رقابة على هذا الأمر.وقال الخبير إن الأعمار التي تستخدم هذا الغاز تتراوح بين 14 و25 عاماً غالباً، وأن الحوادث لا تقتصر على السيارات، إذ تم رصد حادث حريق في فيلا، داعياً إلى ضرورة توعية الشباب وأولياء الأمور بخطورة هذه الظاهرة إضافة إلى مخاطبة الجهات المختصة بضرورة منع الأطفال والشباب من شراء هذا النوع من الأسطوانات الصغيرة، وفي حالة رؤيتها معهم تدارك الأمر. حوادث في يناير 2014 أصيب شابان عربيان بإصابات متوسطة وحروق، إثر انفجار مركبة كانا يستقلانها، بينما كانا يستنشقان الغاز المستخدم في تعبئة الولاعات، فيما كانت نوافذ السيارة مغلقة ووقع الانفجار حينما أشعل أحد الشابين ولاعته للتدخين، في الوقت الذي كانت السيارة قد امتلأت بالغاز.وأفادت شرطة عجمان أن المركبة كانت متوقفة بالقرب من أبراج النعيمية بعجمان، وأن غرفة العمليات تلقت بلاغاً بحدوث انفجار سيارة بسبب احتراقها، وعليه قامت غرفة العمليات بإبلاغ الإدارة العامة للدفاع المدني، ووجهت دوريات الشرطة لتأمين المكان واستدعت أفراد مسرح الجريمة وأفراد التحريات.واعترف الشابان بأنهما كانا يستنشقان الغاز المستخدم في تعبئة الولاعات، فيما كانت نوافذ السيارة مغلقة، ومن ثم امتلأت المركبة بالغاز، بينما أشعل أحدهما ولاعته لتدخين السجائر، فانفجرت السيارة بفعل كثافة الغاز والضغط الناتج عن اشتعاله.وفي مارس 2017 أصيب شابان إماراتيان (17 و18 سنة) بحروق نتيجة احتراق غاز مضغوط في سيارتهما، ناجم عن انفجار عبوة غاز أثناء استخدامهما لها في منطقة الجرف بإمارة عجمان وذلك أثناء وجودهما أمام أحد المحلات في منطقة الجرف، وعلى الفور تحركت دورية من مركز شرطة الحميدية الشامل لمعاينة الحادث، وتبين وجود سيارة تضررت بعض أجزائها بشكل كبير وتحطمت جميع نوافذها.وتم تحويل الشابين إلى مستشفى خليفة بعجمان، أحدهما أصيب بحروق من الدرجة الثانية في الوجه نتيجة لاحتراق الغاز المحتبس بداخل السيارة وجرى تحويله باليوم التالي إلى مستشفى المفرق في إمارة أبوظبي، في حين أصيب الآخر بحروق طفيفة في الأطراف تمت معالجته وغادر المستشفى، كما تضررت واجهة بعض المحلات المقابلة لموقع انفجار السيارة.وفي أكتوبر 2017 أصيب ثلاثة شبان من جنسية دولة خليجية بإصابات وحروق خطيرة، إثر انفجار داخل مركبة كانوا يستقلونها، بينما كانوا يستنشقون الغاز المستخدم في تعبئة الولاعات، فيما كانت نوافذ السيارة مغلقة في منطقة واسط بالشارقة ووقع الانفجار حينما أشعل أحد الشباب ولاعته للتدخين، في الوقت الذي كانت السيارة قد امتلأت بالغاز.وأفادت الشرطة أن المركبة كانت متوقفة، وأن غرفة العمليات تلقت بلاغاً، بحدوث انفجار سيارة بسبب احتراقها، وعليه قامت بإرسال فريق من الضباط ووحدة إنقاذ، ووجهت دوريات الشرطة لتأمين المكان حيث عثر على الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و 16 و 26 عاماً، داخل السيارة وقد تعرضوا لإصابات وحروق ونقل أحدهم إلى مستشفى القاسمي لتلقي العلاج وتبين وفقاً للمعاينة المبدئية أن الشبان كانوا يستنشقون الغاز المستخدم في تعبئة الولاعات، فيما كانت نوافذ السيارة مغلقة، ومن ثم امتلأت المركبة بالغاز، وانفجرت بفعل كثافة الغاز والضغط الناتج عن اشتعاله.في يوينو 2019 أصيب خمسة مراهقين من جنسيات عربية، في إمارة الشارقة بعد انفجار سيارتهم أثناء قيامهم باستنشاق غاز يستخدم في تعبئة ال«ولاعات» وتراوحت أعمار المراهقين، حسبما ذكرت صحيفة الرؤية الإماراتية، بين 15 و18 عاماً، وأصيبوا بحروق متوسطة وبليغة نقلوا على إثرها إلى مستشفى الكويت والقاسمي لتلقي العلاج.وكانت غرفة العمليات المركزية بشرطة الشارقة تلقت بلاغاً الساعة التاسعة مساء أمس الأحد بالواقعة، وعليه انتقلت فرق الإنقاذ وسيارات الإسعاف الوطني إلى موقع الحادث وتبيّن وقوع انفجار داخل مركبة فيها خمسة مراهقين، بينما كانوا يستنشقون الغاز المستخدم في تعبئة الولاعات، فيما كانت نوافذ السيارة مغلقة وحينما أشعل أحدهم الكبريت للتدخين، انفجرت السيارة بفعل كثافة الغاز والضغط الناتج عن اشتعاله. البيوتان يعتبر استنشاق غاز «البيوتان» الموجود في الولاعات من أخطر أنواع الإدمان الخفية التي تواجه مجتمعاتنا العربية، وذلك نظراً للعديد من الأسباب، من بينها توافره وسهولة الحصول عليه كما أنه يحتوي على العديد من المواد الطيارة التي تؤثر بشكل كبير في الجهاز العصبي للإنسان فهو أشبه ما يكون بالمواد المخدرة؛ بل إنه أكثر سرعة في التأثير وذلك لأنه يدخل من الرئتين مباشرة ثم بعد ذلك إلى مجرى الدم دون أن يمر على المعدة وهذا ما يحدث لمتعاطي المخدر للحصول على النشوة المرغوبة.وهذا النوع من الإدمان ينتشر بشكل غير ملحوظ، وعادة لم يتم الكشف عنه إلا بعد وصول المدمن إلي درجات متقدمة في إدمان البيوتان يطلق عليه أيضاً إن-بوتان (n-butane) وهو غاز سريع الاشتعال، من دون رائحة، ومن دون لون، ومن الغازات السهلة الإسالة، وفي وفرة من الهواء، يشتعل البيوتان ليكون ثاني أكسيد الكربون، وبخار الماء، وفى حالة قلة وفرة الهواء يتكون سخام الكربون أو أول أكسيد الكربون.ويباع غاز البيوتان في أسطوانات كمصدر للوقود لاستخدامه في الطبخ، والتخييم، وفى هذه الحالة يطلق عليه الاسم التجاري غاز البترول المسال، ويطلق عليه في المملكة المتحدة «غاز التسخين».كما يستخدم كمُكوّن في صناعات البترول لإنتاج البتروكيماويات السفلى في التكسير البخاري، كما يستخدم في ملء الولاعات، وأيضاً كمادة لدفع الرذاذ في المنتجات التي تعتمد على الرش بطريقة الرذاذ.يعتبر البيوتان مركبًا كيميائيًّا خطيرًا، الذي يستخدم في ملء ولاعات السجائر، وأيضًا كمادة لدفع الرذاذ في المنتجات التي تعتمد على الرش بطريقة الرذاذ، من أخطر أنواع المواد المسببة لإدمان المواد الطيارة بالنسبة للأطفال من سن 8 إلى 16 سنة، وذلك لسهولة الحصول عليه، ولاحتوائه على مواد تؤثر في الجهاز العصبي للإنسان شبيهة بالمواد المخدرة، بل إنها أكثر سرعة في التأثير؛ لأنها تدخل من الرئتين. مباشرة إلى مجرى الدم من دون أن تمر على المعدة، وهذا ما يحدث لمتعاطي المخدر الحصول على النشوة المرغوبة، حيث يؤدي إلى اضطراب الوعي، ويوهم بالنشوة، وبالقوة أحيانًا، كما يثير الجهاز التنفسي، ويؤدي إلى الكحة، وتنميل الجسم. كما يؤدي استنشاقه إلى حالات من التسمم الحاد، وذلك لتأثيره السلبي على الجهاز التنفسي العلوي والجهاز التنفسي السفلي والجهاز العصبي في وقت سريع وفوري.
مشاركة :