مستقبل المواصلات في العصر الرقمي

  • 7/29/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

توني روم * تعيش المدن العالمية حالياً سباقاً محموماً لتبني التكنولوجيا الرقمية وإنترنت الأشياء وربطها مع البنى التحتية لأنظمة المواصلات الخاصة بها، ما سيفتح مجالات جديدة أمامها لجعل تلك المدن أكثر ذكاءً وأمناً، حيث تستخدم الكثير من المدن حول العالم إنترنت الأشياء، للتخفيف من حدة الازدحامات المرورية وتطوير مسارات النقل العام والاستجابة بسرعة أكبر للحالات الطارئة والأعطال من جانب فرق الصيانة والعمليات. ومع ذلك التطور المطّرد في تبني التقنيات الحديثة بقطاع المواصلات، فإن هنالك الكثير من العوامل التي سترسم معالم قطاع المواصلات خلال السنوات القليلة المقبلة.تعد البيانات أهم العناصر التي ترسم حولها جميع الخطط، وهي بين الأصول التي يجب على المدن امتلاكها لتطوير بنيتها التحتية في قطاع المواصلات، وقد شهد العالم خلال الفترة الماضية، إعادة تقييم من جانب المؤسسات للبيانات التي تمتلكها وإيجاد طرق ابتكارية للاستفادة القصوى منها. وسوف يكون تحسين حياة الناس أحد النتائج المرجوة للاستفادة من البيانات بالطريقة المثلى، من خلال استخدامها في تطوير وسائل المواصلات العامة وجعلها أكثر مرونة واستدامة.ومن العوامل الأخرى تحسين مرونة الخدمات المقدمة لمستخدمي وسائل المواصلات العامة، وهو ما يعني تحويل جميع مراحل استخدام المواصلات إلى خدمات مستقلة عن بعضها وتضمينها ضمن نظام موحد، ويجب أيضاً أن تتضمن خدمات مثل أوبر وغيرها وجعلها تعمل ضمن المنظومة المستدامة لخدمة المستخدمين، وتحقيق استدامة العائدات الذي يضمن استمرارية الخدمة لأطول وقت ممكن، والذي يتطلب أتمتة الأنظمة بما يتماشى مع متطلبات التكنولوجيا الحديثة وإنترنت الأشياء.وبالنظر إلى أن السيارات الكهربائية والسيارات ذاتية القيادة بدأت في غزو الطرقات والشوارع مؤخراً، فإن ذلك يعني أن الحكومات المحلية التي تشرف وتدير شبكات التاكسي التي تعمل بالوقود التقليدي سوف تواجه ضغوطاً أكبر من حيث العائدات، الأمر الذي يفرض عليها تطوير قطاع المواصلات العامة ومواكبة التكنولوجيا الحديثة.إن الثورة التقنية التي أحدثتها أنظمة الذكاء الاصطناعي كبيرة إلى المدى الذي يفرض على المؤسسات والحكومات مواكبة سرعة انتشارها، حيث بدأت الكثير من المدن في دراسة تبني أنظمة الذكاء الاصطناعي والقيادة الذاتية على وسائل المواصلات العامة، ومن المتوقع أن تشهد الأعوام المقبلة الكثير من التغيرات في هذا التوجه الجديد. ومن المتوقع أيضاً أن توسع الحكومات المحلية من تبنّيها للتكنولوجيا المتكاملة في أنظمة ووسائل النقل والمواصلات العامة، من خلال القيام بشراكات واسعة مع مؤسسات القطاع الخاص التي تمتلك تلك التقنيات، الأمر الذي سيؤدي في النهاية إلى تكامل تلك الجهود لإنتاج قطاع مستدام يخدم المستخدمين ويوفر لهم مستويات معيشية جديدة. * واشنطن بوست

مشاركة :