سامي جعفر يكتب: ما الذى يفعله الصديق الروسي؟

  • 7/29/2019
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

موسكو تمنح أردوغان مظلة جوية على شرق المتوسط وتسهل له دخول ليبياتركيا ترفض الاعتراف باتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرصالمعلومات المتوفرة عن منظومة "إس 400" الروسية التى تلقتها تركيا مؤخراً تعنى أن خريطة القوى فى منطقة الشرق المتوسط تغيرت بالكامل ما يجبر القوى الإقليمية الأخرى على التعامل مع الموقف الجديد، خصوصاً أن المنطقة تعيش أجواء ملتهبة منذ 8 سنوات مع انفجار ثورات الربيع العربى.وصواريخ "إس 400"، مصممة لإسقاط أحدث الطائرات والصواريخ في المدى المتوسط والبعيد ومنها مقاتلات "إف 35" الشبحية الأمريكية و"إف 22"، على مدى 250 كيلو متر، والصواريخ الباليستية على مدى 60 كيلومتر، كما يمكنها إسقاط أهداف على ارتفاعات تتراوح بين 10 أمتار إلى 27 كيلومتر، ويغطى رادار المنظومة الروسية دائرة قطرها 600 كيلومتر، ويمكن إعدادها للإطلاق خلال 5 دقائق، وتطلق أول صاروخ بعد 10 ثوان من اكتشاف الهدف، ويمكنها أيضاً إطلاق صواريخ بزاوية مقدارها 90 درجة.وتعطى المنظومة الروسية تركيا فضلاً عن مظلة قوية تحمى أراضيها، سيطرة جوية على منطقة شرق المتوسط الغنية باحتياطيات الغاز، وكذلك شمال سوريا والعراق وقبرص واليونان.وفيما تتمتع تركيا بهذا الغطاء الجوى الروسى المتقدم حصلت إسرائيل على 8 مقاتلات "إف 35" الأمريكية، وبعد عامين سيصل عدد ما تملكه إسرائيل من هذا الطراز من الطائرات الحربية لـ33 مقاتلة تمثل قوة نارية هائلة إذ تستطيع هذه المقاتلات بعيدة المدى تنفيذ عمليات فى عمق العدو دون شعوره لأنها قادرة على تفادى الرادارات والطيران مسافات طويلة دون حاجة للتزود بالوق فى الجو كما يمكنها الهبوط عمودياً والتحليق من مدرج طوله نحو 160 متر فقط.ويعد حصول تركيا على المنظومة الدفاعية الروسية انتصاراً كبيراً ليس للرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، ولكن للرئيس الروسى فلاديمير بوتين، إذ وجه الأخير ضربة مؤلمة إلى حلف الناتو والولايات المتحدة الأمريكية حال انسحاب تركيا من الحلف، إذ تعد أنقرة أحد مؤسسى الحلف قبل نحو 60 عاماً، وحليف استراتيجى لواشنطن، وتقدم خدمات جيواستراتيجية ضخمة للناتو وأمريكا أيضًا.ومغادرة أنقرة لـ"الناتو" أمر متوقع إذ أن دخول منظومة "إس 400"، سيتسبب فى اختراق ضخم لمنظومة الأسلحة الأوروبية والأمريكية إذ يتطلب تشغيل "إس 400" تزويدها ببيانات ضخمة وحساسة للغاية عن جميع الأهداف الصديقة والمعادية للتعامل معها لا تستهدفها المنظومة أى أن روسيا ستمتلك بالتبعية هذه البيانات أيضًا.وعمقت موسكو الخلاف بين تركيا وحلفائها السابقين عندما أعلنت عن إمكانية تزويد أنقرة بمقاتلات "سوخوى 35" التى تتفوق فى إمكانياتها على "إف 35" الأمريكية، وهو عرض شديد الإغراء خصوصاً إذا كانت أنقرة قررت تغيير وجهتها الاستراتيجية وهو أمر لا يمكن القطع بحدوثه بعد إذ تبدو تحركات أنقرة معقدة بعد استبدال استراتيجيتها من التصالح مع جيرانها لزيادة وزنها الاستراتيجى إلى الدخول فى صراع لتوسيع لبناء إمبراطورية عثمانية.ويضيف إيغر أنه "إذا قررت تركيا مغادرة الناتو، فستكون هذه خسارة جيوستراتيجية هائلة للحلف. لا يمكن استبعاد هذا الخيار، وستعتمد نتيجة هذا الخلاف على في من سيرى رئيس تركيا، رجب أردوغان، ضمانة لمستقبله السياسي.ومع ذلك، وفقا للخبير، فإن ظهور هذا الخلاف بين أنقرة وواشنطن هو بالفعل "نصر كبير لفلاديمير بوتين". ويشير إلى أنه حتى إذا بقيت تركيا في الناتو، فسوف يظهر بين أعضاء آخرين في الحلف سيكون عدم ثقة من بعضهم البعض.ويضيف أنه بفضل الصفقة مع تركيا، ستستمر سمعة روسيا في العالم في اكتساب الوزن بسرعة، وسيتمكن الجيش الروسي من الوصول إلى البيانات السرية، والتي ستكون ميزة كبيرة لخدماته الخاصة.

مشاركة :