رصدت مصادر صومالية مطلعة، تحركات «مريبة» تتخذها قطر في الآونة الأخيرة بالصومال، بعد نشر صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية لفضيحة المكالمة الهاتفية المسربة بين السفير القطري ورجل أعمال مقرب من أمير قطر تميم بن حمد، كشفت وقوف الدوحة خلف تفجير إرهابي، استهدف مدينة بوصاصو في مايو/أيار المنصرم، بغية تعزيز مصالح الدوحة في ذلك البلد المنكوب بالإرهاب والحروب. وتتضمن التحركات القطرية الأخيرة وعوداً بدعم التنمية والمساهمة في نهضة البلاد، فيما كشفت المصادر عن تورط قطر في تهريب اليورانيوم إلى إيران. ووصل السفير القطري في مقديشو، حسن بن حمزة هاشم، جوهر، عاصمة ولاية هيرشبيلي الصومالية، ليناقش سبل تعزيز العلاقات الثنائية مع مسؤولي الدولة. وزفّ ابن هاشم لأهالي هيرشبيلي، وعوداً قطرية لا يعرف متى ستنفذ، بدعم التنمية في ولايتهم، خصوصاً في قطاعات الزراعة والتعليم والصحة والبنية التحتية. من جهة أخرى، كشفت المصادر عن تورط قطر في تهريب اليورانيوم من الصومال إلى إيران، عبر طائرات الخطوط القطرية. وقالت إنه في يوم الأحد 14 يوليو الجاري، وصل وفد قطري رفيع المستوى من وزارة الدفاع القطرية، بينهم ضابط برتبة كبيرة إلى إحدى المدن المثيرة للجدل وسط الصومال تدعى «طوسمريب»، وتبعد عن العاصمة حوالي 650 كيلومتراً. طوسمريب هي المقر الرسمي لحكومة غلمدغ المحلية، التي تشهد تفجيرات إرهابية متكررة تتبناها حركة الشباب المتطرفة، إلا أن هذه الزيارة لم تأخذ صدى في وسائل الإعلام كثيراً، لكنها بحسب المصادر تحمل أبعاداً وأهدافاً للدوحة غير متوقعة. موقع Somaliya today، أشار إلى أنه كان في استقبال الوفد القطري بمطار مدينة طوسمريب، وزير الدولة لوزارة الدفاع الصومالية محمد علي حجا، مؤكداً أن مصادر داخل أروقة الحكومة تشير إلى أن الدوحة بصدد دعم الحكومة الفيدرالية، بهدف تدريب ميليشيات ما يعرف ب«أهل السنة والجماعة»، وهي جماعة صوفية لها علاقاتها الوطيدة مع إيران، وتم دمجها في القوات الصومالية المسلحة، مؤخراً. لكن مصدراً صومالياً مطلعاً ، كشف عن دور آخر لقطر في الصومال، حيث أشار إلى أن هذه الجماعة الصوفية هي من ترتب استقبال الوفود الإيرانية والقطرية، وأن هنالك شخصاً يدعى المعلم محمود، وهو نائب رئيس هذه الجماعة، هو من يشرف شخصياً على تهريب كميات اليورانيوم من المناطق التي تسيطر وتنشط فيها حركة «الشباب» الإرهابية، في عملية مشابهة لسرقة وبيع النفط في السوق السوداء بواسطة تنظيم «داعش» في سوريا والعراق. ويضيف المصدر أنه بسبب عدم وجود أجهزة لكشف المعادن، تعمل الميليشيات المتمردة على تعبئة اليورانيوم داخل أكياس، ثم يتم تهريبها بطرق ملتوية للعاصمة مقديشو براً وبحراً، ثم تهرب إلى نظام الملالي في إيران. ولفت المصدر إلى أن حركة الشباب تهدف إلى السيطرة على المناطق التي يوجد فيها اليورانيوم بكثرة في الوسط والشمال الغربي، مبيناً أن قصص التهريب معروفة داخل الصومال، إلا أن الطرق تختلف بسبب أن التصوير ممنوع في المناجم. وأشار إلى أن الخطوط القطرية بدورها تخصص رحلات إلى مدن صومالية تسيطر عليها حركة الشباب، حتى تحمل شحنات اليورانيوم دون تفتيش، بعدما تتم تعبئتها في أكياس بلاستيكية لإبعاد أي شبهة، حيث يتم تهريبها إلى مقديشو براً وبحراً، ثم تشحن إلى إيران. (وكالات)
مشاركة :