وهكذا أصبح الحشد الشيعي.. نسخةً من الحرس الثوري

  • 7/31/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

وهكذا أصبح الحشد الشيعي.. نسخةً من الحرس الثوري لم نكن نتنبأ ولكننا كنا نحلل المعطيات والحيثيات حين كتبنا هنا في عمودٍ سابق لنا، ان الحشد الشيعي سيتحول رديفاً مشابهاً للحرس الثوري. فها هو عادل عبدالمهدي رئيس وزراء العراق وفور عودته من طهران يتراجع دون تردد عن قراره السابق «بدمج الحشد في الجيش العراقي» ويعلن فور العودة من ايران «صعوبة دمج الحشد في الجيش»، ما يشير إلى ان حكومة طهران مارست ضغطها المعتاد على رئيس وزراء العراق وألزمته بالتراجع عن قراره مثله في ذلك مثل الكثيرين، «وهو واحد منهم» ممن عاشوا وانحازوا وقاتلوا مع ايران ضد العراق. ومشروع الحشد الشيعي كمليشيا ضاربة هو مشروع الحاكم العسكري الايراني في العراق «قاسم سليماني» ربيب الحرس الثوري وخريج مدرسته، وبالنتيجة فهذا الحشد بتكوينه الطائفي «الشيعي» حكراً، والولائي اختياراً للافراد والمقاتلين، جاء تأسيسه يافطة عراقية بالاسم، وإيرانية في الهدف والخدمة وتنفيذ اجندة طهران داخل العراق العربي، ليعزز سيطرتها وهيمنتها واستمرار سطوتها على العراق. عادل عبدالمهدي بقراره السابق ربما تهور، وربما اطلق قراره كبالون اختبار وجسّ نبض، ان صمتت طهران سجل لنفسه هدفاً في مرمى خصومه في الداخل، وان اظهرت له «العين الحمراء» لحسه وتراجع والتبريرات والتسويفات موجودة. وهو ما حصل، استدعته طهران واصدرت اوامرها اليه بالتراجع وسحب القرار فنفذ المطلوب، وكأن شيئاً لم يكن. اللافت ان عادل عبدالمهدي لم يجد حرجاً ولم يتلعثم وهو يقول «هذا صنف آخر القوات المسلحة»، وترك باب «الاجتهاد» مشروعاً ومفتوحاً على كل الجهات ولكافة الاجتهادات في فهم «صنف آخر»، وهو تعبير ليس عسكرياً وليس سياسي،اً وليس له اصل في الاستخدام ولا المعنى. عبدالمهدي بصفته رئيس وزراء اوقع نفسه في حرج حين اصدر قرار «دمج الحشد في الجيش»، قبل اقل من شهر كان قد امهل «الحشد» شهراً واحداً فقط لحل نفسه والاندماج في الجيش. وها هو يقف امام الصحافة والاعلام ليعلن «عدم الدمج» والتراجع عن قراره، وهو بهذا يعلن امام وسائل الاعلام وعلى الشعب العراقي، انه خسر المواجهة التي جرب خوضها مع الميليشيات المسلحة بما يفتح الطريق سالكاً امامها لتلعب دور الحكومة بالاسلوب الميليشاوي المتسلط دون التزام بقوانين وانظمة الحكومة التي خسرت؛ بل والتي اعلنت على لسان رئيس وزرائها فشلها وعجزها وهزيمتها امام سطوة الميليشيات المدعومة من ايران. الشعب العراقي النازف من جراحه الغائرة قابل تراجع عبدالمهدي بمزيدٍ من السخرية والسخط، وتضاعف يأسه من حكومة تهيمن عليها ايران. عبدالمهدي وفي خطوة مزايدة لإرضاء ايران وحكومتها وكهان معبدها في قم، اضاف لقائد ورئيس الحشد الشيعي مزيداً من المهام والمشاركات الرسمية مع الجيش والقوات المسلحة بما يعزز من سطوة الحشد. وهذه الخطوات من عبدالمهدي يُفسرها المراقبون على انها موافقة ضمنية وعلنية على ان يتحول الحشد الشيعي إلى حرس ثوري «عراقي» يتبع ايران، ويتلقى منها التوجيهات وينفذ الاجندات كما تصل إليه. قطاع واسع من الشعب العراقي اصبح يطلق على زعيم الحشد الشيعي ابو مهدي المهندس، لقب القائد العام للقوات المسلحة، بما يعني ان الشعب قد استوعب وفهم ان الحشد قد تحول بعد تراجع عادل عبدالمهدي إلى حرس ثوري داخل العراق يؤدي المهام الايرانية، ويمسك بقيادته زعيم معروف بولائه المطلق لطهران، ولقم تحديداً ولقاسم سليماني، صاحب اليد الطولى في العراق.

مشاركة :