للاسف أرادوه ان يكون حشداً شيعياً بامتياز طائفي مقيت، وقد كان لهم ما أرادوا، فالقصد من تكوينه انشاء وتأسيس ميليشيا طائفية مشرعنة تماماً مثل ذلك الذي اسمته ايران الحرس الثوري. ومن يعرف تاريخ زعيم هذا الحشد سيعرف الهدف من انشائه، فهادي العامري كان عريفاً في الحرس الثوري خلال سنوات الحرب العراقية الايرانية ومسؤولاً عن تعذيب الجنود العراقيين الذين يقعون في أسر الايرانيين، ثم عُيّن من قبل نظام الملالي قائداً لفيلق بدر التابع لعبدالعزيز الحكيم وعمار الحكيم من بعده، وقد قاتل ذلك الفيلق في صفوف الايرانيين ضد بلاده العراق، ثم استمر الفيلق في اعماله بعد احتلال العراق ــ للقيام بعمليات تصفية واغتيالات ضد الاطراف العراقية الوطنية كما تفرغ ذلك الفيلق بتكليف من نظام الملالي لتصفية معسكر اشرف بالعراق والذي كان يضم المئات من مجاهدي خلق حتى رحلوا قسراً وهرباً من جرائم هادي وفيلقه من العراق. وقد اعترف احد قادة الحرس الثوري الايراني رحيم صفوي بأن تأسيس وتشكيل لواء بدر تحول فيما بعد الى فرقة ومن ثم لواء بواسطة اسماعيل دقيقي الذي اناط به هذه المهمة محسن رضائي القائد السابق للحرس الثوري. وهادي العامري تسلم حقيبة وزارة النقل والمواصلات لفترة واستغل منصبه في تحويل مساحة من مطار العراق الى ثكنة عسكرية لفيلقه وفرض سيطرة الفيلق على المطار وادارة شؤونه، وهو الأمين العام لمنظمة بدر التي أخذت صيغة المنظمة كعنوان ويافطة بعد احتلال العراق بتوجيهٍ وتوصية من نظام الملالي حتى يمكنها ان تلعب الدور المنوط بها في الساحة والملعب السياسي فيما احتفظ فيلق بدر بكل قوته وعتاده العسكري بل ومارس العمل الميليشياوي العسكري لفترات ثم تفتق ذهن نظام الملالي عن فكرة الحشد الشيعي لاستغلال خبرات هذا الفيلق في تأسيس ميليشيات شيعية متطرفة على غرار حزب الله اللبناني مع احتفاظ هادي العامري بمنصبه في زعامة هذه المليشيات التي اعطوها الشرعية بحجة القضاء على داعش فيما قضت على السنة في المناطق التي سيطرت عليها بعد خروج الدواعش منها. وقد سجلت وكالات الانباء افلاماً موثقة للمجازر التي ارتكبها الحشد بحق السنة الذين ذهبوا ضحية مؤامرة نظام الملالي مع الحشد على تصفيتهم في اللعبة الطائفية القذرة التي تديرها ايران علناً. وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، فعندما كان وزيراً للنقل اصدر أوامره بمنع هبوط طائرة قادمة من لبنان واجبرها على العودة الى بيروت لانها تُقل مهدي ابن الوزير هادي العامري، وهكذا يفعل قائد الحشد. ولان النائبة المدعوة حنان الفتلاوي تقوم بدور الدعاية في حزب الدعوة وخصوصاً لصالح توجيهات ورغبات نوري المالكي فقد ارادت تضليل الرأي العام العراقي وراحت تمجّد بهادي العامري لانه ترك رغد وجاه السياسة وذهب ليُقاتل دفاعاً عن العراق ويقود الحشد وهي تعلم تماماً ان هادي العامري حاله كحال زعيمها نوري المالكي برسم الاوامر الصادرة من قم وطهران، وهذا ليس بالجديد في تاريخ وسيرة حزب الدعوة او سيرة وتاريخ فيلق بدر وجماعة الحكيم فهم رهن الأوامر الايرانية وبيرق في لعبة نظام الملالي وحالهم كحال غيرهم ممن نعرف وتعرفون هنا عندنا، فلا يزايدن أحد على أحد. ومرة اخرى عندما نقول الحشد الشيعي فنحن نفهم المخطط التقسيمي والتفتيتي الذي يعمل عليه المشروع الايراني معتمداً في ذلك على الميليشيات العسكرية بالأساس لتنفيذ مشروعه بالقوة امام رفض الجماهير للمشروع الصفوي الخطير المستعاد من قرون الظلام. فهذا الحشد الميليشياوي لم يتم تأسيسه لحماية العراقيين وانما جاء استغلالاً للحظة العراقية لتمزيق العراق طائفياً وترسيخ مشروع الملالي.
مشاركة :