الرشيد.. صفحة إبداع لا يطويها الزمن

  • 7/31/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

طوى المذيع محمد الرشيد صفحة من الكفاح والصبر، منذ أن خرج من الإعلام بشكل مفاجئ قبل سنين طويلة، لكنه مع ذلك بقي راسخاً في ذاكرة جمهور الإذاعة والتلفزيون. غاب جسداً، لكنه في الوقت نفسه سجل رقماً ثابتاً في ذاكرة السعوديين، لما يمثله من مذيع عاصر بدايات الإذاعة والتلفزيون السعودي، وشارك مقدماً لعدد من البرامج ونشرات الأخبار، قبل أن يختفي من المشهد. لم يكن محمد الرشيد، مذيعاً عابراً فقط، كان نجماً إذاعياً لامعاً حينما قدم برامج عدة على مستوى الإذاعة منها «ونة قلب» و»أستوديو رقم واحد»، الذي يعتني بالمواهب الفنية، قبل أربعين عاماً، وبزغ منه فنانون عدة بينهم رابح صقر وخالد البدنة وممثلون وشعراء ما زالت تحفظهم ذاكرة المستمعين. ببساطة كان محمد الرشيد يمزج بين المهنية والعفوية، والخبرة مع البساطة، وطوع مهاراته ليقف على خشبة المسرح، يبدو أن للشاعر حالة عشق بينه وبين الشاشة التي عشقها حين التحق بها وظهر باللونين الأبيض والأسود، ليثبت جدارته وتميز صوته وثقافته الأدبية والإعلامية ليدخل منافساً مع أبناء جيله ماجد الشبل وغالب كامل وجميل سمان وغيرهم. تلك كانت هي الدافع ليصنع الفارق في قراءة الأخبار وبرامج عدة بينها عالم الرياضة والشباب والبرامج الخاصة بالمناسبات. لقد جمع في معظم برامجه الشهرة بين كل الفنون، فتجد أحد الموهوبين يلقي قصيدة بأسلوب غير مألوف، وتستمع لموهوب آخر يقلد شخصيات بارزة، وشخصية ثالثة لديها موهبة الغناء والعزف، وهكذا أصبح يضم كل هوايات يطرحها صاحبها برؤيته التي يفضلها، دون أي استغلال مادي للمتسابقين أو المتلقين. ويمثل محمد الرشيد، لبنة في الجيل الذهبي في مسيرة الإعلام الرسمي في المملكة، الذي حمل راية صوت الوطن عاليًا، خبرًا وصورة وحوارًا وتعليقًا وشعرًا وأدبًا، بإلقاء إذاعي لغوي متفرد لا خطل فيه ولا لحن. وينتمي محمد الرشيد إلى الجيل الذي لم يدخل إلى الإذاعة أو التلفزيون متكئًا على عصا وهو فاقد المقومات الرئيسة التي لا بد من أن تتوفر في شخصيته ليكون إذاعيًّا حقيقيًّا؛ من حيث الحس وجمال الصوت والثقافة الواسعة واللغة المتينة والحضور الذهني والجاذبية والذكاء والتدفق والطلاقة واللباقة وسرعة الخاطرة والقدرة على الالتقاط وملكة التخلص، ونحو ذلك. وكان الإذاعي محمد الرشيد واحدًا من ذلك الجيل النادر؛ كان نسيجاً وحده، له لونه الخاص، وأداؤه المتفرد وبحره الذي لم يكن يجيد السباحة والغوص فيه سواه. الراحل الكبير ويظهر بجانبه الإعلامي علي داوود في إحدى المناسبات الرياضية

مشاركة :