أكدت الناشطة اليمنية وأستاذة العلوم السياسية بجامعة زيورخ بسويسرا إلهام مانع في حديث خصت به المدينة أن اليمن بحاجة إلى مشروع وطني لمشاركة سياسية وسبيلها المفاوضات لا الحرب. وأضافت: أن المعارضة الشرسة القائمة في المناطق الجنوبية ضد مليشيات الحركة الحوثية وقوات الرئيس السابق صالح، هي دفاع عن الذات ورفض لهيمنة حوثية صالحية ترفضها كل الإطراف اليمنية. وأعربت عن قناعتها بالحاجة إلى تعديل صورة الهيكل الفيدرالي اليمني بصورة تسمح بتمثيل القوى اليمنية دون تهميش. وسيكون من الهام نزع سلاح المليشيات العسكرية القائمة، وعلى رأسها الحركة الحوثية، وتشكيل جيش يمني وطني يمثل كل اليمنيين واليمنيات. واعتبرت أن من المهم أيضا تفعيل مسار عملية العدالة الانتقالية وبصورة تؤدي بالفعل إلى طي صفحة المظالم والانتهاكات التي حدثت في الماضي. مشيرة إلى أن هذه العملية السياسية لابد أن تتم ضمن إطار مشروع اقتصادي تنموي ينهض باليمن وبأقاليمها المتعدده، وبصورة تمكن من توفير مستقبل فعلي لليمن. وقالت مانع لـ»المدينة»: إن أكثر من 60% من الشعب اليمني تحت سن الرابعة والعشرين. هؤلاء في حاجة إلى مستقبل واعد. فالحركات الإرهابية وعلى رأسها القاعدة تستغل أوضاع الفراغ السياسي، ضعف الدولة، وانهيار الاقتصاد لتوسيع قاعدتها الشعبية. وخطر هذه الحركات لا يقتصر على اليمن فقط وهنا سيكون على دول الخليج العربي أن تدرك أن نهضة اليمن من نهوض الخليج وأن دعم اليمن صمام أمان لأمن الخليج أيضا. وحول التمدد الحوثي وكونه أضر بمستقبل المرأة اليمنية وتطلعاتها، أشارت المانع إلى أن التمدد الحوثي ليس هو فقط هو من أضر بمستقبل المرأة اليمنية وتطلعاتها في التنمية والمشاركة السياسية فمشكلة واقع المرأة اليمنية مرتبطة بأوضاع وعوامل عديدة، وعلى رأسها الفقر، وعادات وتقاليد تهمش من دور المرأة وتقصيها عن المشاركة الفعالة في الاقتصاد والنظام السياسي. المهم أيضا إدراك أن التطرف الديني عادة ما تدفع ثمنه المرأة. وحول تعامل الرئيس صالح بمبدأ مع الكل وضد الكل أوضحت أن سياسات الرئيس السابق على عبدالله صالح هي التي أوصلت اليمن إلى الحال الذي هي فيه، بسبب سياسات الدولة «الداهية «التي مارسها على مدى عقود أربعة. وللأسف الشديد فإن الرئيس السابق لم يستوعب بعد أن دوره السياسي قد انتهى ويعتقد فعلاً أنه قادر على العودة إلى السلطة. أقول للأسف الشديد إن الحصانة التي حصل عليها من خلال المبادرة الخليجية مثلت مخرجًا مشرفًا له. لكنها الفرص الضائعة التي تهدرها نخب سياسية تؤمن بمنطق «إما أنا أو من بعدي الطوفان». وعن دور اليمنيين واليمنيات الناشطين السياسيين في المهجر أوضحت المانع أن دورهم أن يجسدوا ويجسدن صوت الضمير اليمني في الحياد والدفاع عن الإنسان والوطن في اليمن دون تمييز بين أطياف اليمن وشرائحها وأقاليمها.
مشاركة :