85 % من النفط الخام المصدر إلى آسيا يمر عبر مضيق هرمز

  • 8/1/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قال الباحث في القوات البحرية والامن الملاحي لدى المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية الخبير نيك تشايلدز، ان العقوبات التي وضعتها واشنطن على طهران قد تشكل ضغوطا كبيرة دون ان يكون ذلك كافيا لتخفيف حدة التوترات في المنطقة التي توقع ان تطول. واشار تشايلدز في تصريحات للصحافة على هامش الندوة التي نظمها المعهد مساء امس تحت عنوان «كيفية ضمان امن مضيق هرمز»، الى ان الحل السريع للتوترات البحرية في المنطقة لا يمكن ان يكون على الورق، بل قد يمتد ويطول لفترات طويلة، لاسيما في ظل وجود اختلافات كبيرة بين واشنطن وطهران. وفي ردٍّ على سؤال لـ«الأيام»، استبعد تشايلدز امكانية التشابه التام بين تعامل واشنطن مع ملف كوريا وبين التعامل مع طهران، وان كانت الضغوطات التي تمارس على طهران قد تشكل في جانب ما، دفعا لطهران للتفاوض. وقال تشايلدز«ربما هناك حالة توافق على تخفيف حدة التصعيد بين واشنطن وطهران، لكن لا يمكن التنبؤ بالفترة الزمنية التي يمكن ان يتم التوصل فيها الى اتفاق حقيقي، قد نرى بعض التشابه من حيث التصعيد مع كوريا الشمالية ومن ثم الجلوس والتباحث معها، لكن لا يمكن الجزم بأن هذا ما سيحدث مع طهران». وكان تشايلدز قد استبعد نشوب «حرب ناقلات» جديدة في منطقة الخليج على غرار حرب الناقلات التي شهدها الخليج خلال النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي خلال فترة (الحرب العراقية - الإيرانية). وقال تشايلدز «نحن بعيدون عن الثمانينات، لكن مستوى التهديد قد ارتفع حيال امن الملاحة في المنطقة وهذا امر مثير للقلق، وهذا يدفع في اتجاه وضع معالجات جديدة. بالطبع ان ما يحدث اليوم يختلف عن ما كان يحدث في الثمانينات من هجمات يومية، بل هو اليوم عنصر مساومة ناتج عن الضغوطات التي يتعرض لها الاقتصاد الايراني».واعتبر تشايلدز ان رغبة طهران بالتفاوض مع السعودية ناتج عن الضغوطات التي يتعرض لها الاقتصاد الايراني، متوقعا تخفيف حدة العقوبات على طهران لترك مساحة للتفاوض. وقال تشايلدز «في متغيرات التصعيد يفهم الجانبان التكلفة الباهظة لاصطدامهما بشكل شامل، لقد حدثت هجمتان متقاربتان في البحر، وهو ما هيأ لامكانية التشابك في عرض البحر، لكنها ايضا شكلت رسالة مرسلة لتثبيت نقاط الطوارئ عند التصعيد». ولفت تشايلدز الى الاهمية الكبيرة التي يكتسبها مضيق هرمز عند الحديث عن امن الملاحة البحرية عالمياً، وأن التوترات التي تصاعدت خلال الفترة الماضية اثارت تساؤلات حقيقية عن المعالجات عند بروز تحدٍّ يتعلق بملاحة دولية. وأوضح تشايلدز اهمية المضيق، حيث ان 85% من النفط الخام المصدر الى آسيا يمر من هذا المضيق. وقال تشايلدز «لقد اثيرت بعض الشكوك حول اهمية هرمز الدائمة بسبب خطوط النفط او طرق التصدير البديلة مثل المملكة العربية السعودية، وما اذا كانت البدائل ستقلل من اهمية هرمز، لكن ليس هذا هو الحال، حيث يمكن فقط نقل حوالي ثلث حجم النفط الذي يمر عبر هرمز عبر خطوط انابيب». واعتبر شايلدز ان التهديدات الاخيرة للمضيق قد اثارت الشكوك حول احكام تأمين الممر المائي، كما برزت تهديدات جديدة محتملة. وحول التدخل السياسي، قال تشايلدز «التحديات البحرية المتعلقة بالامن الملاحي ترتبط بعوامل سياسية، فمثلا في الحالة الصومالية لم يكن بالإمكان معالجة التحديات على السواحل الصومالية دون التصدي للمسببات التي ادت الى وجود بيئة خصبة لظهور القرصنة في السواحل، وهو ما ترتب عليه تحدٍّ حقيقي امام السفن وحركة الملاحة، لذلك هناك عناصر سياسية متداخلة تؤثر بشكل مباشر على امن الملاحة ولا يمكن معالجة التحديات دون معالجة حقيقية للمسببات». وحول اطلاق بريطانيا عملية اوروبية لحماية الملاحة، قال تشايلدز «ارى ان هذا النداء البريطاني يشكل رغبة بريطانية بعدم الابتعاد عن الحل الامريكي حيال التحديات البحرية في المنطقة، هي لا تريد ان تكون بالكامل مع الحل الاوروبي او الامريكي، وسوف تتم اطالة امد الاستجابة الوطنية للدول ذات المصالح للدول المشاركة في امن هرمز، هناك عناصر قد تجمع الدول والاطراف المستجيبة، اعتقد ان الدول الاوروبية لديها تقييمات مختلفة حيال المخاطر المتعلقة بمضيق هرمز، وكذلك الاختلاف من حيث قدرتها، حيث ان ليس كل الاطراف الاوروبية لديها قدرات بحرية متقدمة باستثناء بريطانيا وفرنسا ودولة او اثنتين في اوروبا، لذا سوف تكون قضية تطور واستنهاض للاستجابة، الأمر الذي سيبلغ بنا الى استنتاج ان الكوادر البحريــة في اوروبا قليلة في الغالب، ولا اعتقــد ان الاستجابة سوف تكون مستمرة».

مشاركة :