تناولت الدكتورة عفت جميل خوقير، في ورقتها التي قدمتها في لقاء الصالون الثقافي النسائي بأدبي جدة امس الاول، قراءة مقارنة لعدد من القصص لسعوديات وأمريكيات تبرز فيها قضية انشغال المرأة بتحقيق ذاتها من خلال بعض السلوكيات المضادة للهيمنة الزوجية أو الذكورية، والضغوط الاجتماعية التى تمارس على المرأة لتظل قطة أليفة في حظيرة الزوجية. ومن خلال استعراض نماذج لبطلات قصص كتبتها سعوديات، وأخرى لقصص كتبتها أمريكيات في حقبة الخمسينيات والستينيات، يتجسد الفرق الزمني، الذي يفصل بين النموذجين، حيث ما زالت المرأة السعودية تعيش نفس معاناة تحقيق الذات التي قطعتها أخريات منذ النصف الأخير من القرن الماضي، وذكرت خوقير خلال قراءتها أن الأمومة تمثل جزءا كبيرا من ذاتية المرأة، لذلك رضخت منى، بطلة إحدى القصص السعودية، لضغوط المجتمع والزوج وطلبت من زوجها أن يتزوج عليها أخرى عندما فشلت في تحقيق ذاتها من خلال انجاب طفل، مع أن سبب عدم الانجاب غير معروف ربما يكون من الزوج، لكن العيب دائما يقع على المرأة، ففي مجتمعاتنا العربية فإن الانجاب هو الخطوة التالية مباشرة على حفل الزواج، وهو ما يمثل ضغطا نفسيا واجتماعيا على حياة الزوجين. النموذج الآخر الأمريكي، لامرأة في عالم الرجال، سوداء في عالم البيض وتحترف الكتابة، والزوج من الطبقة الراقية يطالبها بإنجاب طفل أو الذهاب الى السوق، فترفض بإرادتها الانجاب، كنوع من ردة الفعل على سلوك الزوج التجاهلي التهميشي لموهبتها وكيانها الانساني، أي أن بعض القرارات التي تتخذها المرأة تعبر عن الرغبة في تحقيق الذات كعدم الانجاب أو قص شعر الرأس أو مغادرة منزل الزوجية. نماذج متعددة قدمتها خوقير في ورقتها، وهي تمثل فصلا في كتاب تعمل على إصداره مستقبلا، هذه النماذج والقراءة المقارنة لأزمة المرأة السعودية في وقتنا الحاضر مقارنة مع الأمريكية في مرحلة سابقة، أثارت العديد من المداخلات والأسئلة العميقة من الحضور الذي تفاعل مع القضية، شاركت فيه كل من نفيسة بيلين حرم القنصل الفرنسي، الاعلامية غادة مصلي، فريدة شطا، فاتن حسين، جواهر القرشي، هناء مصلي، نادية خوندنة، باحثة استنبولي والدكتورة سهير فرحات.