العطوي.. تجربة جديرة بالترقب

  • 8/1/2019
  • 00:00
  • 58
  • 0
  • 0
news-picture

لا يبدو وجود مدرب سعودي في فترة الإعداد للموسم الجديد أمراً مألوفاً فضلاً عن حضوره كمنافس بين عدد من المدربين الأجانب، لكننا هذا الشهر سنشاهد المدرب السعودي خالد العطوي بين أسماء لامعة يبحث عن إثبات ذاته في الدوري الأقوى عربياً، بعد أن فرغ من تدريب المنتخب السعودي في النسخة الأخيرة من كأس العالم للشباب. المشهد يبدو وكأنه مغامرة مشتركة بين المدرب وإدارة الاتفاق بقيادة خالد الدبل، ذلك أن وجود اسم سعودي يقود "فارس الدهناء" بعد موسم غير مرضٍ يشكل حملاً ثقيلاً على المدرب والإدارة سوياً، لكن اتخاذ قرار تعيين العطوي يبدو مغامرة تستحق الترقب. العطوي الذي تعود جذوره للعيون في الأحساء تدرج في التدريب وكافح وثابر وفرض نفسه اسماً لامعاً بين المدربين السعوديين على الرغم من كونه لم يظهر في نادٍ تلاحقه الأضواء، وهو الأمر الذي ربما ساهم في وصوله بهدوء، وهو من الذين بحثوا عن تطوير أنفسهم كثيراً، ولم يكتف بقيادة فريق في درجة دنيا أو في الفئات العمرية، ولا حتى وضع هدف الوجود كمحلل فني هدفاً رئيساً له كغيره. تجربة العطوي جديرة بالتأمل والاحترام، فالرجل الذي بلغ ربيعه الـ"43" يتسلح بدعم إداري وشرفي كبير، وأحسنت إدارة الاتفاق صنعاً، بتعيين المدرب السعودي عمر باخشوين مشرفاً وفايز السبيعي مديراً للكرة مع وجود الرئيس خالد الدبل، والشرفي المؤثر هلال الطويرقي على رأس منظومة الفريق العريق. لطالما بعث المدرب الشاب من خلال مثابرته وطموحاته العالية رسالة لكل المدربين السعوديين الذين توقفوا عند أبواب الإستديوهات التحليلية أو بمجرد العمل في الظل وأحياناً على الهامش، تفيد بأن من يريد الوصول سيكون قادراً على إثبات ذاته، وأن تطوير الذات ينبع من المدرب نفسه، وأن القدرات السعودية يمكنها الوصول والمنافسة ولا تقل عن غيرها، ويمكنها إن أرادت أن تمحو مفهوم "مدرب الطوارئ" دون أن يُطلب ذلك من الأندية ومسيريها. أياً كانت نتائج تجربة مدرب الاتفاق في الموسم الجديد، فهي تجربة جديرة بالاحترام، وأكثر من ذلك الجرأة الاتفاقية في اتخاذ قرار تعيينه، وأظن أن الفريق "الشرقاوي" لن يكون على الأقل بحال أقل مما كان عليه في الموسم الماضي إن أحسن قائده الفني اختيار أدواته ونجح بتوظيفها وفرض شخصيته وتمتع بعلاقات جيدة مع لاعبيه قبل تطبيق أفكاره في الميدان.

مشاركة :