يختتم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الأربعاء اجتماعا نقديا تاريخيا يتوقع أن يخفض فيه معدلات الفائدة للمرة الأولى منذ أحد عشر عاما لتعزيز نمو الاقتصاد. وقال خبراء اقتصاد أن البنك المركزي الأميركي سيعلن الأربعاء عن خفض معدلات الفائدة ربع نقطة مئوية (0,25 نقطة) معدلات الفائدة اليومية التي تحكم كل الديون الأخرى، بينما يطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بمعدلات فائدة أدنى. وسيتحدث رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول الذي هاجمه الرئيس الأمريكي مرات عدة، للصحافيين عند الساعة 18:30 بتوقيت غرينتش من الأربعاء. وكان باول أكد أن المؤسسة مستعدة لدعم انتعاش الاقتصاد الأول في العالم الذي سجل للتو نموا للسنة العاشرة على التوالي. لكن من غير المرجح أن ينجح في تهدئة انتقادات ترامب الذي يخوض حملة للفوز بولاية رئاسية ثانية في انتخابات 2020 ويدرك أهمية النمو لإعادة انتخابه. ويبدو أن الاحتياطي الفدرالي قرر التحرك في مواجهة ضعف التضخم واضطراب النمو العالمي والمخاوف المرتبطة بالحرب التجارية الأميركية الصينية وكذلك بسبب الضغط المتواصل للبيت الأبيض المطالب بمعدلات أدنى. وما زال نمو الاقتصاد الأميركي متينا (+2,1 بالمئة في الفصل الثاني من العام) على الرغم من تباطؤه، ومعدل البطالة قريب من أدنى مستوى بلغه قبل خمسين عاما (3,7 بالمئة). كما أن مؤشرات عديدة كانت إيجابية مؤخا مثل نفقات الاستهلاك وارتفاع الدخل وثقة العائلات. ويتوقع ان يركز باول على ضعف تقدم الأسعار لتبرير مبادرة الاحتياطي الفدرالي. فالتضخم قليل جدا في نظر البنك المركزي الذي يعتبر أن 2 بالمئة هي النسبة السليمة للنشاط الاقتصادي. لكن مؤشر الأسعار في يونيو ومايو يبقى بعيدا عن هذا الهدف إذ إنه بلغ 1,4 بالمئة. ويفترض أن يصدر الاحتياطي الفدرالي بعض المؤشرات حول الموقف الذي سيتخذه بعد ذلك، أي الانتظار أو التلويح بخفض جديد. وحتى الآن لا تشير تقديرات أعضاء اللجنة لمعدلات الفائدة، التي نشرت في يونيو ولن يتم تحديثها قبل سبتمبر سوى إلى خفض طفيف حتى نهاية العام الجاري، بينما يواصل ترامب ممارسة أقصى حد من الضغوط على البنك المركزي لخفض كلفة الدين. وقد صرح أمام الصحافيين في البيت الأبيض الثلاثاء أنه يريد "خفضا كبيرا" في معدلات الفائدة. وقال "اشعر بخيبة أمل كبيرة من الاحتياطي الفدرالي" الذي كان يستعد لبدء اجتماعه النقدي. وأضاف أن الرئيس السابق باراك "أوباما كان لديه معدل فائة يساوي الصفر". وداخل اللجنة النقدية ليس من المؤكد أن ينجح جيروم باول في تحقيق إجماع على قرار خفض معدلات الفائدة الضئيلة أساسا.
مشاركة :