استطاع الكاتب والشاعر الراحل إبراهيم المازني، أن يفرض نفسه وسط عمالقة جيله، وتميّز أسلوبه بسخرية لم تكن معهودة في ذلك الوقت، وتحرر شعره من القيود والقوالب الثابتة.المازني والذي تحل ذكرى وفاته في مثل هذا اليوم من العام 1949 جمع بين الثقافة الإنجليزية والعربية والتي كانت سببا في المفهوم الجديد الذي شارك في وضعه للأدب العربي الحديث.ولد المازني عام 1889 في القاهرة، ويرجع نسبه إلى قرية كوم مازن بمركز تلا بمحافظة المنوفية بعد تخرجه من المدرسة الثانوية كان يريد دراسة الطب أسوة بأحد أقاربه، ولكنه ما إن دخل صالة التشريح فقد وعيه، واتجه بعدها إلى دراسة الحقوق التي زادت مصاريفها، فاضطر إلى الالتحاق بمدرسة المعلمين.عُرف المازني بأسلوبه الساخر سواء في الكتابة الأدبية أو الشعرية، أسس مع كل من عباس العقاد، وعبد الرحمن شكري مدرسة الديوان التي قدمت مفاهيم أدبية ونقدية جديدة، استوحت روحها من المدرسة الإنجليزية في الأدب، انتخب المازني عضوا في كل من مجمع اللغة العربية بالقاهرة والمجمع العلمي العربي بدمشق.برع المازني في كتابة الشعر والنثر، فكان له دورا بارزا ومتميزا في معالجته للموضوعات التي طرحها بأسلوب لا يعرف التكلف أو قيود الصنعة وكلها مستوحاة من حياته الشخصية أو حياة ممن يحيطون به أو من وقائع الحياة العامة، وهي تعكس بدقة صورة المجتمع المصري كما رآها الكاتب، أصدر ديوانه الشعري بجزئيه الأول والثاني، ودراسة أدبية عن الشعر عام 1913. قدم المازني العديد من الأعمال الشعرية والنثرية المميزة منها روايتي "إبراهيم الكاتب"، و"إبراهيم الثاني"، ومقالات "أحاديث المازني"،: "في الطريق"، "قصة حياة" و"الجديد في الأدب العربي" بالاشتراك مع طه حسين وآخرين، وحديث الإذاعة بالاشتراك مع عباس محمود العقاد وآخرين،نال كتاب "الديوان في الأدب والنقد" الذي أصدره مع العقاد عام 1921 شهرة واسعة، كما ترجم "مختارات من القصص الإنجليزي".
مشاركة :