كتابان لمحمد شحرور

  • 4/16/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يعدّ الباحث السوري محمد شحرور اليوم مرجعاً في العلوم القرآنية بعدما أوجد نهجاً علمياً لفهمها خلال سنوات عمله البحثي الجادّ، ومن أعماله البارزة «فقه المرأة: نحو أصول جديدة للفقه الإسلامي»، الذي يُعيد إصداره عن دار الساقي بطبعة ثانية بعد خمس عشرة سنة على صدور الطبعة الأولى. وذلك بالتزامن مع كتاب جديد بعنوان «أمّ الكتاب وتفصيلها» عن الدار نفسها. يتناول محمد شحرور في «فقه المرأة» مسألة أثارت جـدلاً بين المدارس الفقهية، معرّجاً على القضايا المتعلقة بها كالقوامة والتعددية الزوجية والوصية والإرث والفرائض واللباس. ومن ثمّ يُعالج أسباب الجمود في التشريع والدوافع التاريخية التي كانت وراء تعطيل العقل ووقف الاجتهاد، الأمر الذي أدّى إلى حرمان المرأة الكثير مما جعله الله عزّ وجلّ حقاً لها. أمّا في كتابه الجديد «أمّ الكتاب وتفضيلها»، فيتابع محمد شحرور قراءته المعاصرة للتنزيل الحكيم، من خلال تطبيق منهجه على موضوع المحكم والمتشابه، متتبّعاً المفاهيم التي تحملها هذه الآيات حول هذين المصطلحين، وما يرتبط بهما من مواضيع ذات علاقة كالتأويل والاجتهاد. ويحاول الكاتب في بحثه الإجابة عن سؤال طالما شغل المدارس الفقهية المختلفة: لماذا جاء الإجتهاد في تفصيل الآيات المحكمات ولم يأتِ في كلّ الرسالة؟ وما الغاية من الإجتهاد في تفصيل الرسالة فقط؟ في مسعى لحلّ الإشكالات الموجودة في المنظومة التراثية بشأن هذا الموضوع. يقدّم المؤلّف دراسة معاصرة لعملية الاجتهاد في نصوص التنزيل الحكيم، انطلاقاً من نسخ كل الاجتهادات الإنسانية السابقة في تفصيل المحكم من هذه النصوص، وإعادة الاجتهاد فيه بروح معاصرة، بعيداً عن القراءة التراثية الأحادية الملزمة وراثياً. تلك القراءة التي أوقفت التاريخ وصيرورته عند لحظة معينة، ما جعل الثقافة العربية الإسلامية هشة ضعيفة يستحيل صمودها أمام ثقافات الدول الأخرى المتطورة إلا بممارسة العنف، من خلال قطع الرؤوس والرجم والجلد، لإثبات وجودها.

مشاركة :