محمد شحرور... لمن يجرؤ فقط - مقالات

  • 9/19/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

في مجتمعاتنا، تكثر المعاصي والآثام، من زنى وقتل وسرقة وكذب وأكل مال اليتيم وظلم الناس جهاراً نهاراً. وعندما يأتي رجل صاحب عقل نظيف من أحفاد المعتزلة، كما يدعون، لكنه لا يشرك بالله ولا يدعي بخلق القرآن، وكل ما في الأمر أن الرجل جاء بفكر جديد لتفسير وشرح الكتاب والسنة بطريقة منهجية وعلمية دقيقة، حسب قوله، حتى خرج علينا رجال دين ليقولوا للناس، احذروا منه لا يفتنكم في دينكم. وكأن المسلمين اليوم أعادوا فتح قرطبة أو أن اليهود في إسرائيل يدفعوا لنا الجزية وهم صاغرون. هؤلاء المشايخ أنفسهم لا يستطيعون الحديث عن الظلم والقهر وشغلوا الناس بالصلاة والزكاة. هم أصحاب دعوات شخصية توجه للأفراد، بينما الدكتور محمد شحرور، صاحب فكر يريد أن ينهض بالأمة لتكون معتبرة عند العالم، فطرح أموراً هم يعجزون عن طرحها أو حتى فهمها. فهو من أصحاب نظرية عدم الترادف في اللغة العربية، وألف كتاباً بعنوان «الكتاب والقرآن»، ليبين أن هناك فرقاً بينهما بالدليل من كتاب الله لا يخالطه شك أو ريب. حتى أنه قال، جميع أهل الأرض يعملون بالسنة المحمدية من دون أن يشعروا بها. الرجل يريد أن يقول ان ديننا عظيم وشامل، بينما مشايخ الفضائيات يريدونه حكراً علينا نحن المشوهين فكراً وعقيدة. وعلى سبيل المثال في مجتمعاتنا، لا مانع أن تكذب أو تشهد زوراً ولكن اياك أن تزني، بينما في حقيقة الأمر، جميعها منهي عنها وعقوبتها عند الله واحدة. في مجتمعاتنا، صارت بعض العادات والتقاليد أهم بكثير من تعاليم الدين ونواهيه! نحن أمة تغرق في جهلها بسبب بعض عاداتها العربية المتخلفة وبسبب نعراتها الطائفية، فإما أن نتوحد لنوجه خطابا إسلاميا معتدلا لأهل الأرض جميعاً واما أننا نعيش في صراعاتنا الفكرية الضيقة. الله جل جلاله أعطانا وصايا عشر في كتابه الكريم، فأسماها بالفرقان، وهي موجودة في شريعة موسى وعيسى ومحمد، عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم. بمعنى اليهودي والنصراني والمسلم، يعملون بها، فالبر بالوالدين مثلاً، كل الشرائع تحض على بر الوالدين. كذلك قتل الأولاد خشية الإملاق، كل الشرائع تحرمها. لمن أراد التعرف أكثر على هذه الوصايا العشر عليه أن يعود لكتاب الله ويقرأ سورة الأنعام الأيات (151 - 152 - 153)، وهي الأخلاق المشتركة في الأديان السماوية الثلاثة، لذا فرقها الله لوحدها وسماها الفرقان... وللحديث بقية. إضاءة: اليوم نحن بأمس الحاجة إلى خطاب ديني معتدل يطرحه أناس أصحاب فكر وحجة من أمثال الدكتور محمد شحرور والمهندس علي كيالي. فقد بذلا جهوداً كبيرة في البحث والدراسة بدلاً من مشايخ النقل والعصور الحجرية... والله أعلى وأعلم. meshal-alfraaj@hotmail.com

مشاركة :