في ظلّ تصارع العديد من الجهات لفرض سياساتها على نظام الحكم، يعاني النظام القطري من حالة تشتت كبيرة في الفترة الأخيرة حتى بات السؤال يطرح نفسه بقوة: من يحرك تميم بن حمد أمير قطر، ويدفعه لنشر أجندة التطرف العالمية؟ قد نجد أن الإجابة هي العديد من مراكز القوى في قطر، حيث يعمل تنظيم الحمدين لصالح كل من إيران وتركيا، وأصبح يطوع إعلامه لخدمة حلفاءه الأتراك والإيرانيين. ولا يزال يتواصل الأثر الإيجابي الذي أنتجته مقاطعة الرباعي العربي لنظام الحمدين في قطر، فيوماً تلو الآخر تتكشف أمام العالم أسباب انتشار الإرهاب حول العالم، ومع استمرار الضغط العربي ومحاصرته لأنشطة الحمدين الإرهابية، ظهرت بوصلتهم الحقيقية، وظهر موضع مؤشرها الذي بات متوجهاً الآن بقوة نحو إيران، بحسب ما نقلته صحيفة “اليوم السابع” القاهرية. وأكد تقرير قناة “مباشر قطر” أنه من خلال متابعة المحتوى الذي تبثه أبواق الحمدين الإعلامية يمكن أن نلاحظ بغير جهد أن “الحمدين” يدير ما يسمى بـ”إعلام الظل” لصالح إيران، فأبواق الحمدين ما هي إلا وكيل إعلامي حصري لنظام الملالي في المنطقة العربية. وأضاف تقرير قناة المعارضة القطرية أن أحدث جهود الأبواق الإعلامية للحمدين من أجل تحسين صورة إيران، كانت من خلال إظهار بطولات وهمية خارقة حول قدرة نظام الملالي على التصدي لأي هجمات أمريكية أو غربية محتملة، في ظل التصعيد الأخير بين واشنطن وطهران. وتابع: “منذ أن تعمق التحالف بين قطر وإيران، أصبح إعلام الدوحة يزود وكالات الأنباء والصحف الإيرانية بالمواد الإخبارية، التي تكشف أهداف الحليفين، وفي سبيل استمرار هذا النهج الغريب عن السياسات الإعلامية، ضخ نظام الحمدين ملايين الدولارات؛ لتوسيع شبكات المراسلين ومطابخ الأخبار، ولتشجيع صفحات التواصل الاجتماعي على العمل بوتيرة أسرع وأعلى في التعامل مع الملف الإيراني”. واستكمل التقرير: “لا شك أن هذا النهج يختلف تماما عن طبيعة العمل الإعلامي والصحفي والذي ينافس دائما إما للحصول على السبق الخبري أو الأرباح الناتجة من الدعاية والإعلام، فنظام الحمدين أنشأ دورا جديدا سلبيا لإعلامه الخاص، وهو خدمة أجندات التطرف العالمية”. من جانبه، كشف موقع “قطريليكس”، التابع للمعارضة القطرية، الجهات والشخصيات التي تتحكم في قطر، مؤكدة أنه رغم أن الجميع بمن فيهم شعب قطر نفسه، يعلمون أن قارب نظام الحمدين الحاكم في الدوحة قد غرق وبلغ القاع، تتزايد التساؤلات عن سبب عدم مغادرة هذا النظام الدوحة، أو يسقط تلقائياً، أو يزيحه الشعب أو المعارضة قسراً، لكن حكومات الظل التي تعد الحاكم الفعلي في الإمارة الخليجية هي التي تمنع عرش الحمدين من السقوط. وأضاف الموقع التابع للمعارضة القطرية، أن الارتباك في حكومات الظل الحاكمة في قطر يترك المدلل تميم بن حمد تائها، لكن أمير قطر أسقط في يده، فورث ولم يرث منظومة أقل ما يلاحظ فيها الصراع والفوضى، ولذلك، فكل ما يريده هو البقاء حيا على سدة الحكم، معتبراً أن مونديال 2022 الذي تم سرقته هو الإنجاز الأعظم. ولفت إلى أن السبب الآخر الذي جعل نظام الدوحة متشبثاً بالحكم من قاع المحيط كأخطبوط يحتضر، يبدو سبباً غير منطقي لبقاء سلطة ما في موقعها، لكنه في هذه الحالة، وفي الدوحة فقط، التي تنقلب فيها كل الموازين، فيبدو غير المنطقي منطقياً، فحكومات الظل في الدوحة الكثيرة، التي تشبه أذرع أخطبوط، هي السبب الرئيسي الثاني، الذي يبقي نظام الدوحة حتى الآن؛ حيث تتقاطع الصلاحيات التي يجب أن تكون بيد رئيس الدولة مع أشخاص آخرين متمسكين بها، وكل منهم يدعي أنه يسعى لحمايتها. وتابع موقع “قطريليكس” أنه في الدوحة ليس هناك حكومة ظل واحدة، بل هناك أكثر من 6 حكومات مختلفة، كل واحدة منها سلطة كاملة، الأولى حكومة حمد بن جاسم، وهي الحكومة الأقوى، وتستمد قوتها من الحرس القديم القطري، أعوان حمد بن خليفة وتتمتع بعلاقات مباشرة مع إيران، وتسيطر على صفقات السلاح وعمولاتها وعلى بعض العلاقات الدولية في أوروبا أو آسيا أو الأمريكتين. وأضاف: “أما حكومة الظل الثانية فيتولاها عزمي بشارة، وتتولى العلاقات مع “إسرائيل” وملفات الإعلام كاملة، الداخلية كتلفزيون قطر والجزيرة والخارجي مثل التلفزيون العربي وموقع “عربي 21” وموقع “ميدل إيست إي” وغيرها، ولديها سلطة خاصة على شيخ قطر الحالي، أما حكومة الظل الثالثة فهي حكومة الشيخة موزة المسند، وهي حكومة قوية أيضاً، لكنها تتولى مسائل داخلية كثيرة بالتعاون مع الاستخبارات القطرية، تتعلق بالمعارضة وشؤون الحكم والعائلة وتوزيع الحصص والامتيازات، وبينها وبين حكومة السمسار بن جاسم خلاف قائم، ولكن لديها علاقة وطيدة مع حكومة عزمي بشارة، المنافق، قلب الأخطبوط”. واستطرد موقع “قطريليكس”: “حكومة الظل الرابعة المستقلة أسسها حمد بن جاسم خلال توليه منصب رئيس الوزراء، وهي عبارة عن مجموعة من رجال العلاقات العامة والاستخبارات الأمريكيين والبريطانيين، لكنها تتبع حالياً الشيخة هند بنت حمد في الديوان الأميري، وتتولى العلاقات الدولية مع دول العالم خاصة أمريكا وبريطانيا وروسيا وألمانيا وفرنسا، مهمتها الأولى هي المحافظة على الاتصال الدائم مع الدول الكبرى ومحاولة تأمين لقاءات وزيارات واتفاقيات لأمير قطر الحالي، شقيق هند، وهذه أيضاً تتعرض لمضايقات كثيرة ودائمة من حكومة ابن جاسم. وأوضح الموقع أن الحكومة الخامسة هي حكومة حمد بن خليفة، وهي حكومة تسيطر على الجيش الصغير الهش والأمن المغيب، ولذلك ترك لنفسه قرارات التعيين في وزارة الدفاع والداخلية والخارجية ورئاسة مجلس الوزراء، والحصول على موافقته الشخصية قبل أي تعيين سفير أو مسؤول كبير في أي هذه الوزارات، ويدير هذه الحكومة مدير مكتب حمد بن خليفة شخصياً. لفت “قطريليكس” إلى أن حكومة الظل السادسة المرتبطة بحكومة حمد بن خليفة هي حكومة خالد العطية وزير الدفاع القطري، وهي حكومة مستقلة تستند إلى علاقات وطيدة مع تركيا و”أردوغان” والجماعات الإرهابية في كل مكان، ومهمتها تقديم الدعم والحماية للتنظيمات الإرهابية؛ مثل “القاعدة” و”داعش” و”الإخوان” و”الحوثي”، أي أنها حكومة تسعى إلى تقويض الاستقرار والأمن الإقليمي والدولي، ويتنازع مع “العطية” عليها جوعان بن حمد شقيق تميم، في محاولة لتحقيق ما وعدت به أمه سابقاً، بتسليمه هذا الملف.
مشاركة :