رأت «وكالة الطاقة الدولية» أمس، أن أسواق النفط العالمية قد تستغرق وقتاً أطول مما يُتوقع للتعافي، بسبب ارتفاع إمدادات المعروض من «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) واحتمال ارتفاع الصادرات الإيرانية على رغم ظهور علامات على قوة الطلب. ورفعت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط هذه السنة للشهر الثاني على التوالي، وعزت ذلك إلى قوة الاستهلاك في أوروبا والهند والولايات المتحدة. وأفادت في تقرير شهري بأن «التطورات الأخيرة قد تلقي ظلالاً من الشك على التوقعات السابقة بأن تدعم تحركات العرض والطلب السوق بدءاً من منتصف السنة فصاعداً». وزاد إنتاج «أوبك» إلى 31.02 مليون برميل يومياً في آذار (مارس) مقترباً من أعلى مستوياته في سنتين، ما يرجع أساساً إلى زيادة الإنتاج في السعودية. وارتفع إنتاج النفط السعودي 390 ألف برميل يومياً في آذار إلى 10.1 مليون برميل يومياً مسجلاً أعلى مستوياته منذ أيلول (سبتمبر) 2013، ما يؤكد تقارير عن نمو إنتاج المملكة لتلبية الطلب المحلي وتعزيز حصتها في السوق العالمية. ورجّح محللون استمرار ارتفاع الإنتاج السعودي. ووفق «إنرجي أسبكتس» قد يصل إنتاج الخام السعودي إلى مستوى قياسي يبلغ 11 مليون برميل يومياً هذا الصيف. كذلك، قد يرتفع إنتاج النفط الإيراني كثيراً إذا رُفعت العقوبات الاقتصادية عن طهران. وجاء في تقرير الوكالة «التقدم في المحادثات الخاصة ببرنامج طهران النووي لا يشكك في الافتراضات السابقة لمستقبل الإنتاج الإيراني فحسب، بل ربما يكون شجع منتجين آخرين فعلاً على زيادة إمدادات المعروض لحماية حصتهم في السوق قبل العودة المحتملة لإيران». ورفعت «وكالة الطاقة» توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط هذه السنة بواقع 90 ألف برميل يومياً إلى 1.08 مليون برميل، ليصل الطلب العام الحالي إلى 93.60 مليون برميل يومياً في المتوسط. ولفتت إلى أن الاستهلاك قد يتباطأ في بعض المناطق لكن يُرجح أن يظل إنتاج «أوبك» مرتفعاً بل قد يزيد أكثر من ذلك في نيسان (أبريل). وأبقت الوكالة على توقعاتها للطلب على نفط «أوبك» في العام الحالي من دون تغيير عند 29.50 مليون برميل يومياً، مشيرة إلى أن فائض المعروض سيرتفع إذا أبقت المنظمة على الإنتاج ذاته. وأضافت أن اتفاق الإطار الذي توصلت إليه إيران والقوى العالمية الست في شأن برنامج طهران النووي، قد يفسح المجال أمامها لزيادة حصتها في السوق العالمية للنفط. وأشارت إلى أن إيران قد تضخ 3.6 مليون برميل يومياً في غضون شهور من رفع العقوبات مقارنة بـ2.8 مليون برميل يومياً في آذار (مارس). وتملك إيران نحو 30 مليون برميل مخزنة في ناقلات يمكن شحنها سريعاً. واستبعدت الوكالة «ارتفاع الإنتاج كثيراً قبل العام المقبل لكن طهران يمكنها نظرياً زيادة صادراتها من خلال المخزون العائم قبل ذلك الحين». إلى ذلك، تُجري وزارة الطاقة الروسية مشاورات مع منتجي النفط في «أوبك» وأميركا اللاتينية وصفها نائب رئيس الوزراء الروسي أركادي دفوركوفيتش، بأنها «غير مسبوقة»، ولم يخض في تفاصيل، لكنه قال أمام لجنة تابعة لوزارة الطاقة إن «هذه المناقشات يجب أن تستمر». وتحاول روسيا توثيق العلاقات مع «أوبك» بعد هبوط أسعار النفط. ويُتوقع أن ترسل موسكو وفداً لإجراء محادثات مع بعض أعضاء المنظمة في حزيران (يونيو). وفي الأسواق، ارتفــع خـــام «برنت» فوق 59 دولاراً للبرميـــل وســـط التوترات في الشرق الأوسط ودلائـــل على تراجـــع الإنتاج الأميركي، لكن تقرير وكالة الطاقة حد من المكاسب. وارتفع سعر «برنت» في عقود أقرب استحقاق، 68 سنتاً إلى 59.11 دولار للبرميل بينما زادت عقود الخام الأميركي 70 سنتاً إلى 53.99 دولار. وفي الولايات المتحدة تراجع إنتاج النفط في ولاية نورث داكوتا بمقدار 15 ألف برميل يومياً في شباط (فبراير) عن الشهر السابق، على رغم أن عدد الآبار المنتجة سجل مستوى قياسياً مرتفعاً. وجاء هذا في أعقاب تقرير من «إدارة معلومات الطاقة» الأميركية يتوقع هبوط إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة 45 ألف برميل يومياً ليصل إلى 4.98 مليون برميل يومياً في أيار (مايو)، ما سيكون أول انخفاض شهري في أربع سنوات. في سياق آخر، تلقت شركة «لوك أويل» الروسية طلباً بتقليص إنتاجها في العراق كثيراً بعد تعطل صادرات البلد بسبب سوء الأحوال الجوية ومشكلات تتعلق بالجودة. وقال المسؤول عن نشاطات التنقيب والإنتاج في الشركة، رافيل ماغانوف: «تلقينا الخطاب ليحد من حماستنا». وفي ما يتعلق بإنتاج الشركة من حقل «غرب القرنة- 2» قال ماغانوف: «قيدنا بإنتاج 250 ألف برميل يومياً بسبب الطقس ومستوى الكبريت». وأشار إلى أن الإنتاج من هذا الحقل يتراوح بين 380 ألفاً و390 ألف برميل يومياً. وتعمل «لوك أويل» على مد خط أنابيب نفطي بطاقة 1.6 مليون برميل يومياً إلى ميناء الفاو في جنوب العراق. إلى ذلك، أظهرت بيانات أولية للجمارك أن واردات كوريا الجنوبية من النفط الخام الإيراني تضاعفت في آذار مقارنة بالشهر ذاته قبل سنة، لكن الواردات في الربع الأول هبطت بنسبة 16 في المئة على أساس سنوي مع تقيد رابع أكبر اقتصاد في آسيا بمتطلبات العقوبات الدولية. وأظهرت بيانات أن كوريا استوردت من إيران الشهر الماضي 134.8 ألف برميل يومياً.
مشاركة :