واقعية الطرح والمصداقية تمهدان طريق المرشحين لـ «الوطني»

  • 8/3/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق: ميرفت الخطيب بدأ العد العكسي لانتخابات المجلس الوطني الاتحادي؛ ذلك العرس الانتخابي الذي يجسّد الديمقراطية في أبهى صورها، وقد حجزت وسائل التواصل الاجتماعي مكاناً لها في حملات المرشحين لتلك الانتخابات، ومنهم من استعان بالمؤثرين على «السوشيال ميديا»؛ لأجل الوصول لأكبر شريحة من الناخبين، بينما قلل البعض من أهميتها مطالبين، بالجلسات المباشرة مع المرشحين؛ للتعرف عن قرب إلى برامجهم الانتخابية، وبالتالي اختيارهم؛ بناء على واقعية الطرح والمصداقية، وليس الوعود البراقة، والشعارات الرنانة.ترى عواطف عبد الرحيم الهرمودي، مدير عام مصرف الإمارات الإسلامي، أن وسائل الاتصال الاجتماعية ذات تأثير أقوى في الحملات الانتخابية وأثرها يأتي سريعاً؛ لأن معظم الأفراد من كافة الفئات والأعمار صاروا يتكلون على هذه الوسائل للتعرف إلى ما يحدث حولهم ليس في الإطار المحلي أو العربي؛ بل في العالم كله، والجميع أيضاً له حساب عليها إن كان في «تويتر» أو «فيسبوك» أو غيرها من وسائل التواصل، ومن لم ير الحملة الانتخابية على «الفيسبوك»؛ فسوف يراها على «تويتر» وهكذا..وتعقب قائلة: وفي المقابل توجد شريحة من أفراد المجتمع تفضل معرفة الأخبار عبر قراءة الجرائد على الرغم من التطور حولنا. ومعظمهم من فئة كبار السن وأيضاً لسبب آخر مهم وهو الثقة في أخبار الجرائد أكثر من السوشيال ميديا. في حين أن الاطلاع على الأخيرة يكون أسرع، وهذا ما يخدم الفئة التي ليس لديها وقت لقراءة الجرائد؛ فتلجأ إلى وسائل الاتصال الحديثة. المحتوى أهم إن هدف المرشح هو الوصول لأكبر عدد من الناس: قالت الدكتورة حصة الغزال، المدير التنفيذي لمكتب الشارقة صديقة للطفل، مضيفة: وسائل التواصل هي الأكثر انتشاراً، ولكن ليس هنا مربط الفرس؛ بل ما يهم الناس والمجتمع هو المحتوى؛ بمعنى أنه لا يهم الوسيلة أو الدعاية والبهرجة والحملات التي يقوم بها المرشحون وكل هذا الضجيج؛ بل ما يهم محتوى برنامج المرشح، ومن هو، وكيف باستطاعته خدمة الناس وعمل الصالح لوطنه، وحل مشكلات المجتمع والشباب إلخ.. سواء بأي طريقة للنشر قام باستخدمها، المحتوى: أن يكون الشخص مؤهلاً، حتى وإن كانت مادياته جيدة وباستطاعته أن يصرف على مختلف الوسائل سواء التقليدية أو الحديثة.وبالتالي علينا قبل الانجراف وراء الدعايات الرنانة والتسويق المبهر وعبر أي وسيلة كانت أن نعرف من نختار، ولماذا وقع اختيارنا عليه، وهل هو بالفعل سيمثلنا بالمجلس ويتكلم بلساننا ويحل قضايانا؟ وتعقب الغزال بالقول: إن المواجهة بين المرشح والجمهور هي الطريقة الأمثل والأنجح؛ لمعرفة محتوى هذا المرشح أو ذاك، وبالتالي على وسائل الإعلام على اختلاف أنواعها، إجراء مقابلات فعلية، وليست صورية، وعدم الاكتفاء بما تكتبه شركات التسويق أو الإعلامي المدفوع له مسبقاً عن المرشح. سلاح ذو حدين فيما أكد الدكتور محمد بن جرش (كاتب وباحث)، أنه من الطبيعي وفي عصر المعرفة وثورة الاتصالات ووسائل التقنيات الحديثة أن تؤثر في عملية الترشيح، وأن تضع لها خيارات جديدة؛ مواكبة لكافة هذه التغيرات الحديثة، وبالتالي ما نراه هو تجديد في عملية التسويق والترويج، إضافة إلى استخدام الوسائل التقليدية.إن الإنسان اليوم يحصل على المعلومة بعد حدوثها بثانية، إن لم يكن ذلك بشكل مباشر في لحظتها بدلاً من انتظار قراءتها في الجرائد في اليوم التالي، من هنا تكمن أهمية وسائل التواصل الاجتماعي، والتي يستخدمها القادة والرؤساء والحكام والأغنياء كما يستخدمها الأشخاص العاديون، فكل شخص أصبح يمتلك منبراً يستطيع أن يقول ما يشاء، ويوجه رسائله لتصل كالبرق. ومن هنا لا نستغرب لجوء المرشح إلى هذه المواقع والوسائط الحديثة. لغة العصر هند البدواوي (مستشارة نفسية)، أكدت أن خطة الترشيح والإعلان والترويج، لا بد أن تحاكي متغيرات العصر، ولا بد من استخدام التقنيات الحديثة؛ لكونها لغة العصر، خاصة لدى فئة الشباب الذين ليسوا بمغرمين أبداً بمفهوم القراءة للكتب أو للجرائد، وكذلك كبار السن من أصحاب الهمم الذين يعانون مشاكل في النظر؛ لذا فإنهم يفضلون استخدام الهواتف الذكية، والتي تكبر الخط، كما أن كافة النوادي والمطاعم والمجمعات أصبحت توفر خدمة الإنترنت، وتوفر للمتسوق أو الزائر الاطلاع على كل ما هو جديد في السوشيال ميديا، من هنا فاستخدامها سيكون لمصلحة المرشح. وكما هو معروف فإن تأثير الإعلام الورقي أصبح أقل انتشاراً في العالم كله، ويوجد تراجع في الوسائل الورقية أمام الوسائل الحديثة والشباب دائماً يتطلعون لكل ما هو جديد. التواصل المباشر قالت الدكتورة شريفة رحمة الله المرزوقي، مدير المركز الإعلامي في جامعة الشارقة: من وجهة نظري أن التواصل المباشر والعلاقة المباشرة بين المرشح والناخب ما تزال ضرورية من دون التقليل من أهمية التقنيات الحديثة في أي مجال، وخاصة في ترويج المرشح للانتخابات؛ وذلك لأن التواصل المباشر يعطي نوع المصداقية لأي خطاب أو معلومات يدلي بها المرشح إلى جانب إمكانية الرد الفوري للناخبين في حال وجود استفسارات.من جهة أخرى، الاتصال المباشر يعطي دلالات واضحة عن شخصية المرشح وإمكاناته ومهاراته التي يطلق عليه لغة الجسد. كما أن التواصل المباشر يعطي نوعاً من الاطمئنان للناخب نحو المرشح؛ من حيث مدى مستوى إلمامه بالقضية التي سوف يركز عليها في برنامجه الانتخابي، ومستوى حرصه على مصلحة المواطن.

مشاركة :