تظاهر عشرات الآلاف من الجزائريين أمس للجمعة 24 على التوالي، في العاصمة والعديد من المدن الأخرى، للمطالبة برحيل من تبقى من «رموز نظام بوتفليقة». ودعا المتظاهرون للمرة الأولى إلى العصيان المدني. وسار المتظاهرون عبر الشوارع الرئيسية للعاصمة انطلاقاً من شارع ديدوش مراد، مروراً بساحة أودان، وصولاً إلى ساحة البريد المركزي وسط حضور مكثف لقوات الأمن التي أقامت حواجز أمنية على مستوى مداخل الشوارع الرئيسية. ورفع المتظاهرون الأعلام الوطنية ولافتات كتبت عليها شعارات سياسية تطالب «برحيل رموز النظام السابق»، في إشارة إلى الرئيس المؤقت للبلاد عبد القادر بن صالح ورئيس وزرائه نور الدين بدوي. كما نالت لجنة الحوار والوساطة المعلن أخيراً عن تأسيسها، نصيبها من الانتقادات، حيث عبر المحتجون عن «رفضهم لتركيبتها»؛ كونها لا تمثل حسب قولهم «الحراك الشعبي ولا تعبر سوى عن أفكار أعضائها المطعون في شرعية البعض منهم». وعرفت شوارع مدن قسنطينة، والبويرة، وبجاية، توافد الآلاف من المحتجين الذين رددوا شعارات: «لا حوار مع العصابة والنظام»، و«حرروا بورقعة القيادي في الثورة الجزائرية المعتقل بسبب تصريحاته ضد الجيش»، وفقاً لما نقلته صحيفة «الخبر». وردد المتظاهرون شعار: «راهو جاي راهو جاي العصيان المدني»، لأول مرة في شوارع العاصمة. وكما حدث في الأسابيع الماضية، تم ركن العديد من عربات الأمن على جانبي طرقات وسط العاصمة التي يفترض أن يسلكها المحتجون، ما حدّ من المساحة المتروكة للمتظاهرين. كما قطعت عربات شوارع تؤدي إلى وسط العاصمة. وتجمع نحو مئة شخص مرددين هتافات ضد النظام، وضد قائد الجيش الفريق أحمد قايد صالح الرجل القوي في البلاد منذ استقالة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة في الثاني من أبريل 2019. كما رددوا: «لا حوار مع العصابة» رفضاً لمباحثات اقترحها الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح في محاولة لإخراج البلاد من المأزق السياسي والدستوري الذي تواجهه. وعلاوة على الانتشار الأمني الكبير أمس في العاصمة، عرقلت حواجز الطرق التي نصبت منذ الفجر، بشكل كبير، الوصول إلى العاصمة، بحسب شهادات جمعتها فرانس برس. وكانت السلطة أظهرت خلال الأسبوع تصميمها على عدم الرضوخ لأي من شروط حركة الاحتجاج والهيئة الوطنية للحوار، التي وصفها قائد الجيش بأنها «إملاءات». (وكالات)
مشاركة :