الجار قبل الدار قيل: الجار قبل الدار.. لماذا؟

  • 8/3/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه» حديث متفق عليه. ويقول الله تعالى: (وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ)الآية (سورة النساء/آية 36) أي الجار القريب لك بالنسب والجار الغريب الذي ليس بينك وبينه نسب. فالجار له حق عليك بل حقوق، فقد روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه». متفق عليه. .... وقد قيل حول هذا المثل الكثير نورد لكم بعضا منه: - في اختيار الجار قبل الدار: قال الله تعالى: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) التحريم. قال العلماء فطلبت كون البيت عنده قبل طلبها أن يكون في الجنة، فإن الجار قبل الدار. (تفسير ابن كثير). وصلاح الجار أمر ليس بيد أي أحد، لكن بمقدور الإنسان أن يختار الجار الصالح بالسؤال عن الجار قبل السكنى. الجيران هم أقرب الناس سَكَنًا، ولعلّ الجار بِسببِ قُربه من جاره أكثر مَعرفةً به وبِظروفه وما يَحصل عنده فور حدوثه، حتى إنّ الجار قد يَعلمُ عن جارِه أمورًا تَخفى على أهلِه وأقرب النّاس إليه؛ ولذلك كانت للجيران أهميّةٌ وفضلٌ عظيم؛ فالجارُ صاحبُ الخلق والدّين من أسباب سَعادة الإنسان وراحته في بيتِه. من هذا المنطلق يمكننا القول إن الجار الصالح يحفظ العورة ويستر عيوبه، فالبيوت أسرار، والجار من أقرب الناس للأسرة من خلال علاقته بجاره أو علاقة الزوجة بزوجة الجار أو علاقة الأبناء بعضهم بعضا. فهذا ولا شك يجعل من الأسرة والجار بيتًا واحدًا في معرفة ما يدور فيه، لا سيما أن كثيرًا من النساء اعتدن عند الزيارات أن تتحدث كل امرأة عن واقع بيتها سلبًا وإيجابًا ولا أدل على ذلك من قصة حديث أم زرع حين اجتمعت إحدى عشرة امرأة عند عائشة رضي الله عنها وصارت كل واحدة منهن تذكر شأنها وزوجها ! فمتى ما كان الجار صالحا فإنه سيحفظ الغيبة ويستر العيبة، في حين أن الأطفال يتأثرون بغيرهم ممن هم في سنّهم ومرحلتهم، والأمر يتضح بالضد حين يكون الجار جار سوء وله أبناء سوء فانظر كيف يظهر أثر سوئهم في أخلاق الأبناء وسلوكهم. وكذلك من واجبات الجار الصالح أن يعين جاره على نوائب الدهر. فقد تمر الأسرة بفاقة أو حاجة فيكون الجار خير معين بعد الله، وقد جاء في الحديث الصحيح الترغيب في هذا الأمر: قال صلى الله عليه وسلم: (لا تحقرن جارة لجارتها ولوفر سن شاة) فقد ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا طبخت قدرا فكثر مرقتها فإنه أوسع للأهل والجيران) وكذلك فإن الرسول نهى عن إيذاء الجار، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره). وخلاصة القول فإن للجار حقوقًا ينبغي ألا نغض البصر عنها. كان العَرب يَتفاخرون بحُسن الجوار حتى قبل الإسلام، وكانوا يتفاخرون بإكرام الجار، والإحسان إليه، والقيام بواجبهم نحوه خير قيام، فلمّا جاءَ الإسلام حرصَ على استمرار هذا الخلق العظيم في مراعاة حق الجار، قال تعالى: (اعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ)؛ حيث أوجَبَ الله على المُسلمين أن يُحسنوا إلى الجار قريبًا أم بعيدًا، عربيًّا أم أعجميًا، من دون تمييزٍ بين عرقٍ وعرق، أو لونٍ ولون؛ فالجار جارٌ له احترامُه، ومَكانته، وله اعتِباره، وله حقوقٌ، سواءً كان مُسلمًا أو غير مسلم.

مشاركة :