"القانون الروسي يحظر بيع الأسلحة للدول التي فيها نزاع" هذه مداخلة الأمير سعود الفيصل عقب قراءة رسالة الرئيس بوتن في الجلسة الختامية للقمة العربية الأخيرة المنعقدة في شرم الشيخ كلمات موجزة لكنها كانت حقنة مخدرة لم يفق منها الدب الروسي حتى أمس حيث امتنع عن التصويت في مجلس الأمن حول القرار الذي يحظر مد الحوثيين بالأسلحة , احترام المسئول والمواطن للنظام والقانون والدستور والمساءلة والمحاسبة والعدالة الاجتماعية هي أساس الحكم الرشيد وروسيا امتنعت أمس احتراما للدستور أولا وخوفا من المساءلة والمحاسبة ربما في وقت لاحق ومن الروس أنفسهم لكن على الروس أيضا ان يتعاملوا مع القانون نصا وروحا وأن لا تذهب الأسلحة المباعة إلى دول أخرى أو تصدر إلى دول بها نزاعات ولا إلى ايدي الميليشيات لا يستطيع كائن من كان أن يشكك لأهل اليمن في النوايا الحسنه للمملكة العربية السعودية تجاه اليمن بل ويعلمون جيدا أنه عندما يتعلق الأمر بمصلحة االيمن والحرص عليه فلن تستطيع دولة المزايدة أكثر من السعودية لقد حظي اليمن بامتيازات من المملكة العربية السعودية لم تحظ بها دولة وفي مرات كثيرة تجاوزت السعودية كل الظروف والمؤامرات على عبدالله صالح وخطاياه تجاهها وكل هذا التجاوز والتسامح من أجل اليمن وأهل اليمن وطالما أودعت المملكة المليارات من الدولارات في البنوك اليمنية من أجل دفع عجلة التنمية في اليمن والتي كان يحولها على عبدالله صالح الى حسابه الخاص وتوزيعها على حاشيته وجعل من اليمن السعيد يمنا شقيا بالاضافه إلى إنشاء المرافق العامة والمستشفيات ودفع عجلة التعليم . تداعيات المبادرة الخليجية واتفاق الرياض جاءت لوقف الحرب والفوضى والإقتتال في اليمن ولتماسك اللحمة الوطنية ووحدة اليمن فأتباع على عبد الله صالح وأهل المصالح في اليمن على حساب شعب اليمن كله لم يرق لهم رحيل الرئيس وبالآلة الثقيلة والمدفعية والرشاشات كانت فوق شوارع اليمن جثث متقطعة ولولا إصابة الرئيس وحاجته للعلاج في المستشفيات المتقدمة لوصل عدد القتلى إلى أعداد مهولة ولكن قدرة الله نافذة وغالبة . الانتخابات التشريعية والديموقراطية والحكومة الفعالة والخاضعة للمساءلة والمجتمع المدني القوي وإنشاء قطاع اقتصادى نشط يحقق فرص العمل ويعتمد على السوق الحرة والذى كانت اليمن تسير نحوه لا يريدها علي عبد الله صالح وأنصاره لأنها تقضي على الفساد وتجعلهم تحت المحاسبة ولا يريدها عبد الملك الحوثي المتطرف عقائديا لأنها تجعل من اليمن المجتمع النير الذى لا يخضع لولاية الفقيه . اتحد علي عبد الله صالح وأنصاره مع ميليشيات عبد الملك الحوثي برعاية ومؤامرة من إيران ليسطوان على أسلحة الدولة وعلى السلطة التشريعية لتعم الفوضى والخراب اليمن والمملكة العربية السعودية وهي ترتبط مع اليمن بحدود تصل إلى ثمانمائة كيلو متر تقع على عاتقها مسؤلية وأمانه عظيمة فى الحفاظ على أمن بلد جار وشقيق من ناحية وعلى أمن مواطنيها وتأمين حدودها من ناحية أخرى ناهيك عن استغاثة جاءت من سلطة شرعية تحملت الأمانة فى ظروف عصيبة وفق المبادرة التى جمعت كل الأطراف . الدول التى ترتبط بحدود مع بعض لابد أن تعالج المخاطر الناشئة من داخل حدودها تجاه الدولة الأخرى وأن تكافح الإرهاب والتطرف وأن تفي بإلتزاماتها الدولية فالتعاون الوثيق وتضافر الجهود لا يعني أن نسعى للعودة إلى زمن المساومات والمقايضات فى معالجة القضايا وأيضا الوفاء بالإلتزامات فى الخارج لايقلل من حاجة هذه الحكومات إلى إحترام الحقوق الجوهرية وبناء آليات الضوابط والتوازن والسعي إلى حوار يشمل الجميع فى الداخل . كثير من الأحزاب اذا ما أرادوا الوصول الى السلطة في بلدانهم وفق النظم الديمقراطية فإن بناء علاقة حسن جوار وتعزيز الثقة مع الدول المجاورة هي أولوية ملحة والتعاون على ضبط الحدود لا تقل أهميه فالمتسللون الغير شرعيون وتهريب المخدرات والسلاح والبشر والمتجارة الغير شرعية والسرقات هي عوامل تضر بالدولتين إذا ما حوربت بشكل صارم ، فعلى سبيل المثال الولايات المتحدة والمكسيك تتخذان خطوات حاسمة لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود فيما يعرف باتفاقية مريدا فالمصالح مشتركة حينما يتعلق الأمر بالأمن والجريمة العابرة للحدود. لقد قطعت الدولتان خطوط الجماعات الإجرامية وتفكيكها وكذلك تهريب المخدرات وتبييض الأموال ومن إيجابيات هذا التعاون قتل 24 شخصا من كبار المهربين في عام واحد بفضل الاستخبارات واعتقل مكتب التحقيقات الجنائية الفيدرالي في نفس العام أكبر عدد من عصابات المافيا. عانت المملكة الكثير من المشاكل الناتجة مع حدودها مع اليمن إبان حكم علي عبدالله صالح والأمر سوف يزداد سوءا بل سوف يكون خطرا على الأمن القومي لو ترك بعد ان أصبح اليمن ملاذا آمنا للمتطرفين ، فالسعودية واليمن في قارب واحد والتجديف يجب أن يكون في اتجاه واحد وإلا سوف يكون أمن السعودية واليمن في خطر . من المفارقات أن تعلن إيران وكل من يريد باليمن الخراب بأن عاصفة الحزم هي حرب طائفية ضد الحوثيين فالحوثيون ينتسبون إلى الزيدية والزيدية يعتبرونها شيعة إيران طائفة خارجة عن طاعة و ولاية الفقيه والزيدية يعتبرون شيعة ايران بأنهم رافضة فما بين الزيدية وشيعة إيران من الاختلاف أكبر مما بين السنة والزيدية ،وعبدالملك الحوثي الذي تسلم قيادة الحوثيين في زمن مبكر من شبابه متجاوزا إخوته الكبار لم ينضج بعد ، لعبت عليه ايران مرة ولعب عليه علي عبدالله صالح مرة أخرى أدخلت إيران عبدالملك الحوثي في عداء مع السعودية في مخطط أن تنشغل السعودية ببوابتها الجنوبية لتتمكن من السيطرة على العراق وسوريا ومن ثم تشعل الفتن في دول الخليج المجاورة والسعودية لم ولن تعتبر الحوثيين في يوم من الأيام عدوا لها السعودية تؤمن بأن الحوثيين هم من مكونات الشعب اليمني لها الحق في صنع مستقبل اليمن وعلى الحوثيين أيضا أن يعترفوا بأن السعودية بلد جار وبناء الثقة وتعزيز العلاقات والعمل على أمنها هو من الأوليات وأن التفكير في تنفيذ أجندة خارجية ضدها لا يخدم المصلحة اليمنية في المقام الاول وتحالف عبدالملك الحوثي مرة أخرى مع علي عبدالله صالح للقضاء على مستقبل الديمقراطية في اليمن الذي كانت البلاد تسير نحوه واستولوا على السلطة والسلاح وممتلكات الدولة والقتل في حق اليمنيين لم يجن علي عبدالله صالح على عبدالملك الحوثي فحسب بل جنى على أبنائه وأبعدهم عن المشهد السياسي لكن يظل إخوة عبدالملك الحوثي الذين نأوا بأنفسهم عن اليمن في زمن عبدالله صالح لم تتلطخ أيديهم بالدماء فرصهم قائمة في العملية السياسية القادمة. (الإيمان يمان) فأهل اليمن آمنوا بالرسالة بدون حرب و(الحكمة يمانية) فهم أعلم بكتاب الله وأمور العبادة فجدير بهم أن يعلموا الصديق من العدو لليمن السعيد وأن السعودية بلد جار وشقيق لا تريد إلا مصلحة اليمن واليوم السعودية وهي تؤدي دورا باهض التكاليف في المال والانفس عليهم أن يقفوا صفا واحدا في وجه المغرضين والحاقدين وفي صف الشرعية اليمنية حتى تعود اليمن الى طريق الديمقراطية والانتخابات لترسم اليمن مستقبلها وتبني مجتمعها المدني ومؤسساتها في ظل حكومة تحترم اليمن وتعمل من أجلها خاضعة للمسالة والمحاسبة.
مشاركة :