جاء في القرآن الكريم (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا) ويقول المثل ( الثالثة ثابتة) والقصد هو أن يستثمر وفد الإنقلابيين الحوثيين ومليشيا علي عبدالله صالح الفرصة التي تعد الثالثة والأخيرة ويستحضروا الحكمة التي اشتهر بها أهل اليمن للخروج من عنق الزجاجة والقبول بقرار مجلس الأمن رقم 2216 حتى يسدل الستار على الحرب الدائرة في اليمن منذ أكثر من سنة لينعم هذا البلد بالسلام والأمن ويعود سعيدا . إن دولة الكويت التي يشهد التاريخ أن لها أيادٍ بيضاء في اليمن سواء بالمشاركة في التنمية من خلال هيئة الجنوب التي أشرفت على بناء المستشفيات والمدارس والجامعات أو من خلال احتضان اجتماعات ومفاوضات الوحدة بين اليمن الشمالي والجنوبي سنة 1990 وتكللت بالنجاح وبإعلان الوحدة بين الشمال والجنوب وأصبح اليمن دولة واحدة وهاهي اليوم تحتضن المفاوضات بين وفد الحكومة والشرعية اليمن ووفد الحوثيين وعلي عبدالله صالح تحت إشراف هيئة الأمم المتحدة من أجل إنهاء الحرب والتسوية السياسية بتطبيق قرار 2216 والبدء بإعادة إعمار مادمرته الحرب . نعتقد أن نظام الولي الفقيه في إيران يسعى جاهدا لتخريب ونسف مساعي السلام وقد اتضح هذا الأمر في رفض وفد الإنقلابيين الحضور ولوﻻ الضغط الدولي الذي مورس عليهم من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن لما قرروا الحضور بعد تأحيل يومين للمباحثات وفي حال نجاح المفاوضات سوف تتلقى إيران الراعيه للإرهاب الصفعة الثالثة بعد صفعة منظمة التعاون الإسلامي التي نددت بتدخل إيران بالشؤون الداخلية للدول العربية واعتبار حزب الله تنظيما إرهابيا وأما الصفعة الثانية فقد تلقتها من المحكمة العليا الأمريكية التي قررت أن تدفع إيران تعويضات بقيمة ملياري دوﻻر من أموال مجمدة في الوﻻيات المتحدة الأمريكية يطالب بها نحو ألف من ضحايا أمريكيين ﻻعتداءات خططت لها طهران ومن بينهم أقارب ضحايا 241 جنديا أمريكيا قتلوا في 23 أكتوبر عام 1983 في هجوم انتحاري قام به حزب الله في لبنان وهناك أيضا مطالبات فرنسية لأنه في نفس التوقيت أيضا كان هناك هجوم انتحاري على الكتيبة الفرنسية حيث قتل 163 جنديا فرنسيا والخير بقبال فلن تفلت إيران والتنظيمات الإرهابية التي ترعاها وتدعمها من العقاب . إن المطلوب اليوم في مفاوضات السلام هو الإلتزام باتفاق وقف إطلاق النار فهناك أكثر من 160 خرق لهذا اﻻتفاق أكثرها بالتأكيد من الحوثيين وميليشيات علي عبدالله صالح قبل البدء في مفاوضات النقاط الخمس التي وضعها المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ الذي يمثل الأمم المتحدة . الجدير بالذكر أن وفد االحكومة والشرعية اليمنية يرفض أن تنافش النقاط الخمس بدون تراتبيه ويريد أن يتم البدء في بند تسليم السلاح وليس القفز للتسوية السياسية وتشكيل حكومة توافقية كما يريد وفد الإنقلابيين الذين ﻻيريدون تسليم السلاح واﻻنسحاب من المناطق التي يسيطرون عليها فهم يريدون أن يكونوا مثل حزب الله في لبنان يحتفظ بسلاحه ويملك نفوذا سياسيا يمكنه من تعطيل انتخاب رئيس جديد في لبنان الذي يعيش منذ سنتين في فراغ دستوري وحكومة مشلولة . ختاما نتمنى أن تنجح المفاوضات التي التي تحتضنها الكويت برعاية الأمم المتحدة بين وفد الحكومة والشرعية اليمنية ووفد الإنقلابيين الحوثيين وميليشيا علي عبدالله صالح وتتغلب الحكمة اليمانية على الفكر الإرهابي المتطرف للإنقلابيين المدعومين من إيران ويسود اﻻستقرار والأمن والسلام اليمن حقنا لدماء الأبرياء من الشعب اليمني والبديل معروف وهو المزيد من القتل والدمار والخراب والفوضى الشاملة في المنطقة وهو ماتتمناه وتريده كل من إسرائيل وإيران الرعاه الرسميين للإرهاب العالمي . أحمد بودستور
مشاركة :