أيمن حسن- سبق: تروي الكاتبة الصحفية د.حنان حسن عطا الله حكاية رجل المطار، الإيراني مهران كريمي ناصري، الذي عاش 18 عاماً في الصالة رقم واحد بمطار شارل ديجول في باريس، وهي القصة التي تحولت إلى فيلم صالة المطار أو تيرمنال، مشيرة إلى أن الواقع ربما يفوق الخيال. وفي مقالها صالة المطار! بصحيفة الرياض تقول عطا الله: أجمل الأفلام التي لا مانع لدي من مشاهدتها أكثر من مرة الفيلم الأمريكي المشهور صالة المطار أو تيرمنال، خاصة لوجود الممثل المبدع توم هانكس Tom Hanks.. فاجأتني زميلة لي عندما قالت لي إن للفيلم قصة حقيقية وعندما بحثت في الإنترنت وجدت أن صاحب القصة إيراني لاجئ عاش في مطار شارل ديغول في باريس وفي صالة رقم واحد من شهر أغسطس 1988 إلى يوليو 2006 أي ما يقارب الثمانية عشر عاماً. هذا الإيراني مهران كريمي ناصري لولا مرضه وحاجته للعلاج لربما استمر يعيش في المطار ليومنا هذا!! وبالطبع فإن الفيلم الأمريكي صالة المطار أخذ وبني على قصته المنشورة في كتاب عنوانه رجل صالة المطارThe Terminal Man . ثم تروي الكاتبة حكاية مهراني وتقول: لأن مهراني شارك في عام 1977 في مظاهرات ضد شاه إيران فقد تم طرده من إيران وبعد محاولات عديدة للجوء السياسي للعديد من الدول لم تنجح محاولاته ومن ثم ترك بلجيكا حيث قرر العيش في بريطانيا. ولكن حال وصوله إلى مطار هيثرو في بريطانيا تم إرجاعه من حيث أتى أي إلى باريس لأنه لم يكن يملك أية أوراق ثبوتية، وبرر مهراني ذلك بأن جوازه وأوراقه المهمة قد سرقت منه في باريس!! فانتهى به الحال مقيماً في المطار! غير قادر للعودة من حيث أتى أو حتى من الدخول إلى باريس! وعلى الرغم من أن والدته اسكتلندية الأصل ولكنه لم يستطع إثبات ذلك! حيث جوازه مفقود!.. عرضت بلجيكا على مهراني الإقامة فيها كلاجئ تحت المراقبة، ولكنه رفض هذا العرض! وهكذا أقام في صالة رقم واحد من مطار شارل ديغول حتى عام 2006. وتضيف عطا الله: لقد قضى مهراني حياته في صالة المطار في القراءة وفي كتابة مذكراته الشخصية!! حتى ساءت حالته وانتهى به الأمر في أحد مستشفيات باريس! حيث بدت عليه أعراض الاختلال النفسي فقد أنكر وضعه ومعرفته أصلاً باللغة الفارسية!! بعدها تم نقله إلى أحد المراكز في باريس التي تؤوي المتشردين. وتعلق الكاتبة على المأساة قائلة: الفكرة كيف يستطيع أي إنسان الإقامة في مكان كهذا ولفترة طويلة والعيش على ما يتطوع به موظفو المطار! حقاً في حياتنا العديد والعديد من القصص مما قد لا يصدقه العقل والمنطق!! وكثير من الناس ضاعت حياتهم بطريقة مؤلمة من دون ذنب اقترفوه!. وتنهي الكاتبة قائلة: كلنا شاهدنا وضحكنا كثيراً على فيلم توم هانكس ولكن وراء هذا الفيلم المسلي للأسف قصة مؤلمة لرجل يدعى مهراني لم تنته قصته نهاية سعيدة كما حصل في فيلم هانكس!.
مشاركة :