"ذئب الله" حكاية من خمسين عاما ترويها عدة شخصيات

  • 4/28/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الكاتب الأردني جهاد أبوحشيش لا يؤمن بصوت الراوي العليم المتفرد، لأن الحقيقة لا يمكن أن يمتلكها صوت واحد.العرب  [نُشر في 2017/04/28، العدد: 10616، ص(14)]تقنية تعدد الرواة عمّان - منذ روايته الأولى “بيمان، درب الليمون” أقرّ الشاعر والكاتب الأردني جهاد أبوحشيش بأنه لا يؤمن بصوت الراوي العليم المتفرد، لأن الحقيقة لا يمكن أن يمتلكها صوت واحد. وفي التمشي نفسه يواصل أبوحشيش نهجه السردي في روايته الجديدة “ذئب الله” التي تمتد مساحتها الزمنية لتشمل أكثر من خمسين عاماً، متعرضة لقضايا أثرت في تشكيل الذاكرة العربية وقضايا ما زالت بحكم القنابل الموقوتة في البناء الذهني والمجتمعي العربي. عن هذه الرواية، الصادرة أخيرا بالاشتراك بين دار فضاءات الأردنية ودار ابن رشد بمصر، كتب الناقد وأستاذ كرسي اللغة العربية في جامعة أكسفورد كمال أبوديب إنها “نسيج روائي تتداخل فيه الأصوات، والوحدات السردية، ومستويات الوجود، وتتشابك زوايا الرؤية، ويتعدد الرواة، بقدر ما تتباين وتتشابه وتتناقض الشخصيات ولهجات لغة السرد، لتتكون من ذلك شبكةٌ من العلاقات تفصح عن براعة ورهافة ووعي معرفي في صياغة الرواية يتولّد منها عمل فني مثير ومدهش في آن واحد؛ مثير خاصة في اللغة المتدفقة، المتوترة، الجريئة التي ترسم مشاهد الشبق الجنسي وعنف الافتراع الجسدي الذي تمارسه المرأة في ذروة تفجّر جسدها بالشهوة بقدر ما يمارسه الرجل”. ويرى الناقد أن إثارة الرواية تكمن أيضا في تشكيل الحدث السردي وتطويره من العادي المألوف إلى الاحتدامي الصاعق، وهو ما يخلق الدهشة في المسار الذي تستدرج القارِئ إليه وترسمه في ذلك بعناية عالماً من حياة الخيبات ومعاناة المقهورين. حبكة الرواية كانت ذكية، تتجاوز رسم التفاصيل والجزئيات والثرثرات التي تزدحم بها الرواية عادة لتركّز، بإطلاق تقريباً، على ما يسمّيه أبوديب “اللحظات الذروية”. استخدم أبوحشيش تقنية تعدد الرواة ليكشف تعدّد المنظور واستحالة قبول ما يرويه راوٍ أيا كان بوصفه “الحقيقة”، والانتقالُ من السرد بضمير الغائب إلى ضمير المتكلم والمفرد إلى الجمع بسلاسة ودون ضجيج. وهو أسلوب عريق في الثقافة العربية يبرز خاصة في النص القرآني، وينسبه البعض خطأ إلى كتّاب مثل غابرييل غارسيا ماركيز. تضم هذه الرواية شخصيات تكاد تكون أكبر من الحياة مثل عصريّة وعواد، وشخصيات سحقتها الحياة مثل عائشة وأم عواد، وشخصيات تنتهك كل القيم والأعراف لتحقق ما تريد أن تحققه وكذا يفعل البازيُّ، وشخصيات تخضع دون تساؤل أو وعي لما تفرضه الأعراف والقيم المتوارثة. ويدور ذلك كلّه في فضاء مبهم “يختلط فيه المفترى المتخيّل بالتاريخي والجغرافي المعروف”. كما يتناول الكاتب تفاصيل العمل السرّي، والسجون، والنضال، والصراعات التي خاضتها المقاومة الفلسطينية، التي يتناولها بالنقد ويحكي تفاصيل مجهولة عنها.

مشاركة :