إعداد: وائل بدر الدين أنهت مؤشرات الأسهم العالمية تداولاتها الأسبوعية بهبوط ملحوظ على وقع التصعيد الأمريكي للحرب التجارية مع الصين، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس الماضي فرض تعريفات جمركية جديدة على واردات صينية تبلغ قيمتها نحو 300 مليار دولار، إضافة إلى خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة بواقع ربع نقطة مئوية، وهي الخطوة التي انعكست بشكل سلبي على الأداء العام للأسهم، لتسجل مؤشرات الأسهم الأمريكية أسوأ أداء أسبوعي لها خلال العام الجاري.في مقابل ذلك، وفي تصعيد من الجانب الآخر، أعلنت الصين أيضاً عزمها اتخاذ إجراءات مضادة حال أصرت الولايات المتحدة على فرض التعرفة البالغة 10% على منتجات صينية بقيمة 300 مليار دولار اعتباراً من الأول من شهر سبتمبر المقبل، وهو ما قال خبراء إنها انتكاسة كبيرة في الجهود التي كانت ترمي إلى خفض التوتر التجاري بين البلدين، خاصة بعد اجتماع الرئيس ترامب مع نظيره الصيني قبل فترة، والمحادثات التجارية التي كانت جارية خلال الفترة الماضية، والتي كانت بوادرها الأولية تشير إلى التوصل إلى تفاهمات معينة تحد من التصعيد التجاري بين البلدين. وقع سيئ كان لتلميح رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول وتصريحاته حول احتمالية استمرار سياسة التيسير المالي خلال الفترة المقبلة، وقع سيئ على الأسواق الأمريكية، خاصة أن الخفض على أسعار الفائدة جاء لأول مرة منذ العام 2008. وكانت المؤشرات الأمريكية الخاسر الأكبر خلال الأسبوع الماضي، حيث هبط «داو جونز» الصناعي«بنسبة 2.60% على أساس أسبوعي، بعد أن خسر في تداولات الخميس 1.3% إلى 26.485 نقطة، إضافة إلى مؤشر «اس آند بي 500» القياسي الذي سجل خسائر أسبوعية بلغت 3.10% بعد أن تراجع في تداولات الخميس إلى 2.932 نقطة، ومؤشر ناسداك الذي سجل خسائر أسبوعية هي الأكبر منذ بداية العام الجاري، ب 3.92%.وقال خبراء إن التصعيد في الحرب التجارية بين كل من الولايات المتحدة والصين أثر بشكل سلبي في الأسواق العالمية، وهو أمر أكدوا أن الإدارة الأمريكية كانت على علم به، ورغم ذلك أصرت على الإعلان عن الخطوة وضرب الأسواق بعد فترة الاستقرار المؤقتة التي شهدتها. ويأتي هذا التصعيد بعد أيام قليلة من اجتماع وفدين من البلدين لمواصلة المحادثات التجارية في شانجهاي، حيث أشار الرئيس الأمريكي في تبريره للخطوات التي أعلن عنها، إلى أن الصين تنصلت من التزامها بشراء المزيد من الآليات الزراعية من الولايات المتحدة. تقرير الوظائف فيما يتعلق بتقرير الوظائف الذي أعلن عنه يوم الجمعة، فقد أظهر أن الاقتصاد الأمريكي أضاف 164 ألف وظيفة الشهر الماضي، وهو ما يؤكد استمرار الأداء القوي لسوق العمل الأمريكي ونموه للشهر ال 106 على التوالي. كما كان لبعض تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أثر سلبي في الأداء، حيث فسر مراقبون تصريحاته بأنها رغبة في استمرار حالة معينة لا تتماشى مع المصالح العامة للمستثمرين والأسواق. الأسهم الأوروبية تراجعت الأسهم الأوروبية بأكثر من 2% عند نهاية تداولات الجمعة، متأثرة بالتصعيد التجاري بين كل من الولايات المتحدة والصين، لتسجل خسائر أسبوعية قوية، وكانت أسهم قطاعي الموارد الأساسية والتكنولوجيا أكبر الخاسرين في البورصات الأوروبية، حيث تراجعت بنحو 4.6% و3.6% على التوالي، وتراجع مؤشر Stoxx بنحو 2.5 % إلى 378 نقطة، ليسجل خسائر أسبوعية ب 3.2 %، كما تراجع مؤشر»كاك«الفرنسي ب 3.6 %، الأمر الذي قاده لتسجيل خسائر أسبوعية ب 4.4 % على أساس أسبوعي. وتماشياً مع موجة الهبوط العالمية، تراجع مؤشر»فاينانشال تايمز» البريطاني بنسبة 1.9% إلى 7407 نقطة عند نهاية تداولات الجمعة، فيما كان مؤشر «داكس» الألماني بين أكبر الخاسرين عقب تسجيله خسائر أسبوعية بلغت 4.4%. الذهب والنفط ومع التراجع الذي صاحب أداء الدولار والأسهم الأمريكية، صعدت أسعار الذهب لأعلى مستوى منذ أكثر من 6 سنوات، لتعزز مكانتها التاريخية كملاذ آمن للمستثمرين، حيث ارتفاع بمقدار 2.34% على أساس أسبوعي، وأضاف 25 دولاراً إلى سعره ليصل إلى 1451.85 دولار، كما شهدت أسعار النفط العالمية تقلبات شديدة خلال الأسبوع، بين ارتفاع وانخفاض، إلى أن سعر البرميل أنهى التداولات الأسبوعية بتراجع بلغ 1.8% على أساس أسبوعي إلى 55.21 دولار.
مشاركة :