سفراء الأمن الإلكتروني.. من الأطفال وإليهم

  • 8/4/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة:ميرفت الخطيب مبادرة سفراء الأمن الإلكتروني، التي أطلقتها إدارة سلامة الطفل في الشارقة، تزامناً مع «يوم الطفل الإماراتي»؛ مبادرة توعوية تتميز بكونها من الأطفال وإليهم، وتهدف إلى تمكين الطلبة اليافعين في الشارقة بالمهارات اللازمة؛ ليكونوا قادرين على إرشاد وتوجيه أقرانهم وزملائهم حول أفضل الممارسات الآمنة على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي. وجاءت فكرة المبادرة من شركاء الإدارة في الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات. وفي لقائها مع «الخليج» قالت هنادي صالح اليافعي مدير إدارة سلامة الطفل: تركز المبادرة على الأساليب التفاعلية الجديدة في رفع الوعي لدى الأطفال في مختلف الجوانب المتعلقة بالأمن الإلكتروني، كما أنها تعزز من دورهم ومسؤوليتهم تجاه أنفسهم وأقرانهم ومجتمعهم. ولا بد من أن نثمّن الرؤية والدعم والمتابعة لإدارة سلامة الطفل، التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، بمختلف مبادراتها وأنشطتها، من قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة. عن كيفية اختيار السفراء والتصفيات، قالت: في هذه المرحلة الأولية، فتحنا باب الترشيح أمام منتسبي عدد من المؤسسات المعنية بالطفل في إمارة الشارقة؛ وهي: «أطفال الشارقة»، و«سجايا فتيات الشارقة»، و«ناشئة الشارقة»؛ حيث يتبعون لمؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، إضافة إلى «مفوضية مرشدات الشارقة»، و«مدينة الشارقة للخدمات الإنسانيّة»، الذين تتراوح أعمارهم من 10 إلى 18 عاماً.وتم ترشيح 85 طفلاً من بين هذه المؤسسات، خضعوا لمرحلة تقييم استمرت لمدة أسبوع في إبريل/‏نيسان الماضي، أمام لجنة تحكيم المبادرة، التي استندت إلى عدة معايير؛ مثل: حسن السيرة، والأخلاق الحميدة، وأن يجيد المشارك فن الإلقاء والحوار مع الجمهور، وأن يتمتع بكفاءة وقدرة على إعداد وعرض محتوى تعليمي يصلح للتقديم إلى الجمهور، إضافة إلى موافقة ولي الأمر على الظهور الإعلامي.كما خططنا لاختيار 20 سفيراً؛ لكن من خلال تقييماتنا ولقاءاتنا مع المرشّحين، لمسنا طاقات واعدة ومهارات عالية، فقررنا أن نزيد عدد السفراء ليكونوا 24 سفيراً، من بينهم 3 سفراء من ذوي الإعاقة السمعيّة، وهم من المنتسبين إلى مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية. مهمة السفراء حول الدور المنوط بالسفراء في توعية أقرانهم بالأمن الإلكتروني ومهامهم قالت: يلقى على السفراء مهمة رفع الوعي الإلكتروني لدى أقرانهم، وأصدقائهم؛ عبر تقديم ورش توعوية تفاعلية حول القضايا المتعلقة بالأمن الإلكتروني، سواء في المدارس الحكومية والخاصة، أو ضمن فعاليات المؤسسات المعنيّة بالطفل، أو خلال المخيّمات الصيفية. وقبل بداية تقديم الورش، سيتم تدريب وتأهيل جميع السفراء، وتحسين مهاراتهم في النقاش والتقديم أمام الجمهور؛ ليتمكنوا من نقل معارفهم إلى أقرانهم بأسلوب تفاعلي ممتع.أما السفراء من ذوي الإعاقة، فتميّزت مرحلة التقييم باختيار ثلاثة سفراء من ذوي الإعاقة السمعيّة، الذين قدّموا عروضاً توعوية حول الأمن الإلكتروني، وكيفية التصدي للجرائم الإلكترونية؛ من خلال تعاوننا مع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية. وما لفت انتباهنا خلال التقييم أنهم قدموا حلولاً واقتراحات ومعلومات مهمة حول شريحة واسعة من الأطفال من ذوي الإعاقة، بيّنت مدى فهمهم لاحتياجات غيرهم من الأطفال بمختلف القدرات، ومدى وعيهم بمفاهيم الأمن الإلكتروني. التعاون والتنسيق مع الشركاء وعن الشركاء في هذه المبادرة، فإدارة سلامة الطفل تجمع شراكة مثمرة مع كلّ من الشركاء مبادرة «سفراء الأمن الإلكتروني»، وعلى رأسهم الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات، التي وفرت خبرتها الواسعة في مجال الأمن السيبراني، ووضعها مكان تصميم المبادرة. كما تضم قائمة شركائنا وزارة تنمية المجتمع، وبرنامج خليفة للتمكين - أقدر، والقيادة العامة لشرطة الشارقة، الذين كان لهم الدور في الإشراف على مراحل التقييم، ووضع المعايير والشروط وإطار المبادرة. وكشفت عن أن السفراء سيقومون بالتوعية في كافة مناطق الدولة لاحقاً، ففي البداية كانت من الشارقة، واستهدفنا منتسبين لخمس مؤسسات معنيّة بالأطفال واليافعين؛ هي: أطفال الشارقة، وناشئة الشارقة، وسجايا فتيات الشارقة، ومفوضية مرشدات الشارقة، ومدينة الشارقة للخدمات الإنسانية. لكون هذه المؤسسات تضم شرائح واسعة من أطفال الإمارة ومن أعمار مختلفة، بتفاوت في القدرات، والمواهب، والجنسيات. ومع ذلك، انضمت إلينا وزارة تنمية المجتمع بشراكتها في هذه المرحلة؛ بهدف توسيع نطاق انتشار المبادرة؛ إذ ستوفر الوزارة الفرصة للسفراء لنشر الوعي للأطفال في مختلف إمارات الدولة. توسيع نطاق المبادرة ونسعى في المراحل المقبلة إلى توسيع نطاق المبادرة؛ لتشمل طلاب مدارس الشارقة الحكومية والخاصة بشكل عام، وحتى الطلاب من مختلف إمارات الدولة مستقبلاً.ونطمح مستقبلاً إلى التركيز على تقديم مجموعة أوسع من الجلسات والدورات التدريبية للسفراء؛ بحيث تشمل صقل المهارات، مثل: المهارات التقديمية، ولغة الجسد، ونبرة الصوت، ودورات مكثفة أكثر حول المعلومات التقنية، وغيرها من الأدوات التي ستمكّن السفراء كليّاً من نشر الوعي بين أقرانهم؛ وذلك من خلال خطة متكاملة يتم رسمها بشكل دقيق ومفصل. وأن نصل بسفرائنا إلى تقديم الورش التوعوية في عدد أكبر من الجهات والمؤسسات التي ترعى الأطفال، أو الجهات التربوية، والاجتماعية، في جميع أرجاء الدولة، وأن تمتاز المراحل المقبلة من المبادرة بتنوع أكبر في السفراء على صعيد العمر، والقدرات، والجنسيات. التحدياتوتؤكد أن العديد من التحديات واجهتنا؛ ومن أهمها أننا نتعامل مع فئة الأطفال من جهة وهم السفراء، ونستهدف نظراءهم الأطفال بشكل عام من جهة أخرى؛ ولذلك يجب على السفراء أن يكونوا على قدر المسؤولية، وفي نفس الوقت أن يكون بإمكانهم التحدث بلغة أقرانهم، وليس بلغة أو أسلوب رسمي، فالعفوية هنا مهمة، وفهم الآخر مطلوب في تصرّف السفير مع أقرانه، حتى تظل المبادرة موثوقة وقريبة من الصغار.كما أن أحد أبرز التحديات هو تدريب السفراء على التمييز بين الطفل الذي يعرف كيف يستخدم الأجهزة الإلكترونية، والطفل الذي يعرف كيف يحمي نفسه، وكيف يتصرف في حال تعرضه لأي اختراق أو استدراج أو محتوى غير مناسب.وفيما يتعلق بتحويل الحملة إلى إدارة؛ قالت: إن القرار الإداري الذي أصدرته قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي بتأسيس «إدارة سلامة الطفل» في أكتوبر/‏تشرين الأول 2018، جاء استكمالاً لحملة سلامة الطفل، وأسهم في توسيع نطاق عمل الإدارة، وزيادة الدعم المقدم لها، بما ينعكس إيجاباً على تطوير برامجها ومبادراتها، وتوسيع شبكة شركائه. نعمل الآن على رؤية جديدة ورسالة موسعة تكون شاملة أكثر لمفهوم السلامة، إضافة إلى وضع أهداف استراتيجية جديدة سنطلقها قريباً.وقالت:أطلقنا في مطلع عام 2018 دراستين مسحيتين؛ لقياس وعي الأسر وأولياء الأمور في إمارة الشارقة.ووقعنا اتفاقية تعاون مع المجلس المروري الاتحادي؛ بهدف توزيع 400 مقعد مخصص للأطفال في المركبات.وقمنا بإطلاق مجموعتنا القصصية الأولى، المكونة من 6 قصص مخصصة للأطفال بالتعاون مع «دار كلمات» وبدعم من مبادرة «1001 عنوان» خلال مهرجان الشارقة القرائي بدورتيه العاشرة، والحادية عشرة، وتتناول القصص مواضيع مختلفة عن سلامة الأطفال.ومواكبة لأهمية دور الإعلام في المحافظة على خصوصية الطفل، ولرفع معايير حماية حقوق الطفل لدى تناول قضاياهم في المواد الصحفية والإخبارية والوسائط المصوّرة، أطلقنا المبادرة الاتحادية «إعلام مسؤول.. طفل آمن» بالتعاون مع أكثر من 10 مؤسسات إعلامية على المستوى الاتحادي، ونتحضر لإنهاء جدول الأنشطة والورش التوعوية لهذه المبادرة خلال العام الجاري. التواصل عبر المواقع تشير هنادي صالح اليافعي إلى حرص الإدارة على التواصل المستمر مع المتابعين من الأسر على مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث نركز على نشر الرسائل التوعوية والنصائح بشكل منتظم، فضلاً عن الإعلان عن مبادراتنا وأنشطتنا، ومواعيدها. وعملنا على إنتاج وتوزيع العديد من الفيديوهات التوعوية القصيرة والمؤثرة المخصصة لمواقع التواصل الاجتماعي، التي تحث المجتمع على السلوكات الصحيحة لأمن وسلامة الأطفال.وفيما يتعلق بالمرحلة المقبلة وما تحمله من برامج، قالت: تكمن أولوياتنا في هذه المرحلة في مواصلة العمل على مشاريعنا ومبادراتنا المستمرة؛ لنتأكد من استدامتها وتحقيق أهدافها، ومنها استكمال مراحل التدريب وتنظيم الورش ل«سفراء الأمن الإلكتروني»، إضافة إلى إنهاء جدول أعمال وأنشطة «إعلام مسؤول.. طفل آمن». كما نعمل حالياً على إعداد الموقع الإلكتروني للإدارة، وتصميم تطبيق خاص بسلامة الطفل.

مشاركة :