اعتقلت السلطات الروسية حوالى مئتي شخص في موسكو اليوم السبت، خلال تظاهرة نظمتها المعارضة التي تندّد بإقصاء مرشّحيها من انتخابات في العاصمة مقررة في 8 أيلول (سبتمبر) المقبل. تزامن ذلك مع إعلان القضاء الروسي فتح تحقيق في ملف "تبييض أموال"، يطاول منظمة أبرز معارضي الكرملين أليكسي نافالني. وتجمّع مئات وسط موسكو اليوم السبت، في ظلّ رقابة عدد ضخم من عناصر الشرطة والحرس الوطني، الذين سرعان ما بدأوا باعتقال متظاهرين. وأعلنت منظمة "أو في دي-إنفو" المتخصصة بمتابعة الاعتقالات، توقيف 194 شخصاً، بينهم 6 صحافيين خلال التظاهرة غير المرخّص لها. يأتي ذلك بعدما أوقفت السلطات 1400 شخص، خلال تظاهرة نُظمت الأسبوع الماضي، وفتحت تحقيقاً جنائياً في الاحتجاجات. وقبل دقائق من بدء التظاهرة اليوم السبت، اعتُقلت المحامية ليوبوف سوبول (31 سنة) التي اعتبرت عشية توقيفها أن "اللجنة الانتخابية والمحاكم لا تؤدي عملها"، وزادت: "الأمر الوحيد المفيد هو الشارع. السلطات تفعل ما في وسعها لترهيب المعارضة، ولتضمن ألا يخرج الناس إلى الشوارع للتظاهر سلمياً". وتنفذ سوبول إضراباً عن الطعام منذ 3 أسابيع. وبرّر مسؤولون روس استبعاد مرشّحين معارضين بتزويرهم التواقيع الضرورية. وبين هؤلاء المرشحين حلفاء لنافالني يشكون فبركة هذه المخالفات ويتهمون رئيس البلدية الموالي للكرملين سيرغي سوبيانين بالسعي إلى خنق المعارضة. ويقبع نافالني الآن في السجن، لكن فريقه أصدر تقريراً اتهم فيه ناتاليا سرغيونينا، نائب سوبيانين، ببيع عقار فخم في موسكو لعائلتها بسعر زهيد وباختلاس بلايين الروبلات من الأموال العامة في إدارة رصيد الإسكان الخاص بالبلدية. وبعد يومين على هذا الاتهام، أعلن القضاء الروسي أن أشخاصاً مرتبطين بـ "صندوق مكافحة الفساد" التابع لنافالني تلقوا بليون روبل (13,8 مليون يورو) في طريقة غير شرعية. وأضاف أنهم أقدموا على "تبييض" تلك الأموال، عبر حسابات مصرفية، قبل تحويلها على حسابات المنظمة. وتابع القضاء: "سيحدد المحققون مصادر هذه الأموال الجنائية، وقيمتها، وكذلك هويات الأشخاص المتورطين بآلية التمويل غير القانونية". وأعدّ "صندوق مكافحة الفساد" تحقيقات في شأن الحياة المرفّهة والفساد في أوساط النخب الروسية. وينشر أعماله عبر مواقع للتواصل الاجتماعي، وبعضها يتهم رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف بترؤس شركة عقارية كبرى.