مطلوب خطة شاملة لمواجهة الإرهاب وتكوين قوة عربية مشتركة

  • 4/17/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الشيخ الدكتور محمد محمود حمودة، مدير شئون القرآن بالأزهر والداعية الإسلامي، أن العالم العربي والإسلامي يواجه الآن تحديات خطيرة ومخططات لتفتيت دوله ونشر الفوضى، وقال الدكتور حمودة فى حديث خاص لـ»اليوم»: إن الوحدة والتكاتف بين الدول العربية لمواجهة هذه المخططات واجب شرعي، خاصة وأن الخطر بدا داهماً، مطالباً بتوحيد الفتاوى الخاصة بالقضايا العامة التي تهم الأمة العربية والإسلامية، بما يسهم في تعزيز قوتها وتماسكها، ومواجهة التحديات التي تعيشها، مشددا على ضرورة التصدي لفوضى الفتاوى لحماية المجتمعات الإسلامية من مخاطرها. وأضاف، أن التغلب على التحدي الذي يمثله الإرهاب يجب أن يكون مسئولية المجتمع بأسره، وهذا يتطلب وضع خطة قومية شاملة لمواجهة الإرهاب، وأن ما يطلقه الإرهابيون من شعارات إسلامية، فإنها لا يمكن أن تخدع عاقلا لأن الأديان كلها والإسلام بصفة خاصة، ترفض العنف والقتل والتخريب وتدعو إلى المحبة والأخوة والسلام، وفى الحديث التالي نتعرف على المزيد من آرائه: الوحدة واجب شرعي ما تعليقك على ما يحدث الآن فى بعض الدول العربية مثل: اليمن وليبيا وسوريا وغيرها، حالة من أعمال إرهاب وفوضى تهدد وحدة وسلامة هذه البلدان، وما المخرج؟ هذا يأتي فى إطار ما يسمى بنظرية الفوضى الخلاقة، وديننا الإسلامي وأخلاقنا الاسلامية ترفض هذه الأعمال التى تهدف فى النهاية إلى تخريب الأوطان، ونشر الرعب والإرهاب بين أهلها، وتفتح الباب على مصراعيه للتدخلات الخارجية، ولابد من أن يعي الجميع خطورة المخططات التى تتبناها قوى خارجية لتشجيع الاقتتال الداخلي لتقسيم وتفتيت دولنا، وضرب وحدتنا العربية والإسلامية فى مقتل. انتهت القمة العربية بشرم الشيخ إلى قرارات لتعزيز العمل العربى المشترك، ومواجهة الفوضى والإرهاب التى تشهدها بعض الدول العربية، فما تعليقك على هذه القرارات؟ هذه القرارات مهمة وضرورية فى هذه الفترة، ولكن المهم أن ننتقل من مرحلة الأقوال إلى الأفعال والتطبيق على أرض الواقع، فهذه القمة شهدت حضوراً وتوافقاً عربياً قوياً من القادة العرب الذين تدارسوا الوضع المتردى فى البلدان العربية، وجاءت كلماتهم قوية ومعبرة عما يجرى الآن على الأراضى العربية من أعمال الفوضى والإرهاب، وأسفرت القمة عن عدة قرارات حول علاج التحديات التى يواجهها العالم العربى، والتى تتمثل فى الإرهاب، والقضية الفلسطينية، وتعزيز التضامن العربى، وتقوية أواصر الوحدة بين الأقطار العربية لمواجهة مخططات التفتيت ونشر الفوضى، فالوحدة والتكاتف بين الدول العربية لمواجهة هذه المخططات واجب شرعي. الربط بين الإسلام والإرهاب وماذا تقول للذين يربطون الإرهاب بالإسلام ؟ الإرهاب باسم الإسلام فيه تشويه لصورة الإسلام السمحة الجميلة، وهو دين الرحمة الشاملة التي تشمل كل الأحياء، وقد جاء بالحث على الرحمة بالبهائم، فكيف لا يرحم بني آدم، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم : «دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض»، فهذه المرأة عذبها الله لأنها لم ترحم حيواناً فكيف بمن لم يرحم إنسانا من بني آدم. ومما لا شك فيه أن أفعال الإرهابيين والمتطرفين وأقوالهم، وسوء فهمهم الذى يتنافى مع شريعة الإسلام التى أكدت على السماحة واليسر، جعلت كثيرا ممن لايفهمون حقيقة الإسلام يتعمدون الربط بين الإسلام والإرهاب. ويجب أن يعلم هؤلاء الذين يربطون بين الإسلام والإرهاب أن الإسلام أكد على الحفاظ على الدين والنفس والمال والعقل والعرض، ومن ثم حدد الإسلام عقوبة رادعة لكل من يحارب الله ورسوله، ويسعى فى الأرض فسادا، بالاعتداء على الأرواح أو الأعراض أو الأموال أو غيرها، و قال تعالى: (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي فى الدنيا ولهم فى الآخرة عذاب عظيم). ماذا تقول للذين يمارسون أعمالاً إرهابية تحت شعارات إسلامية؟ إن الاسلام بريء من كل أفعالكم الإجرامية، وإن ما تطلقونه أيها الإرهابيون من شعارات إسلامية، فإنها لا يمكن أن تخدع عاقلا، لأن الأديان كلها والإسلام بصفة خاصة، ترفض العنف والقتل والتخريب، وتدعو إلى المحبة والأخوة والسلام. وماذا عن الأسباب التي تدفع للتطرف والإرهاب ؟ هناك عدة أسباب منها الفهم الخاطئ لحقيقة الإسلام ومبادئه السمحة وأحكامه وغياب القدوة. كما أن الفراغ الديني يعطي فرصة للجماعات المتطرفة لشغل هذا الفراغ بالأفكار التي يروجون لها ويعتنقونها. أيضا غياب الحوار المفتوح من قبل العلماء لكل الأفكار المتطرفة ومناقشة الجوانب التي تؤدي إلى التطرف في الرأي وترسخ الفكر المتطرف لدى الشباب، فضلا عن الفتاوى التى يطلقها غير المتخصصين فى علوم الشريعة الغراء، والبطالة وضعف التربية والتوجيه وأصدقاء السوء، وجميعها تشكل تربة خصبة لنمو الأفكار الخاطئة. الإرهاب الذى استشرى خطره الآن فى كثير من البلدان وتمارسه تنظيمات تسعى لتهديد أمن واستقرار الدول، كيف يمكن التغلب عليه؟ التغلب على التحدي الذي يمثله الإرهاب، يجب أن يكون مسئولية المجتمع العربى بأسره، وهذا يتطلب وضع خطة قومية شاملة لمواجهة الإرهاب، وتكوين قوة عربية مشتركة هو جزء من هذه الخطة، فضلا عن دور المؤسسات الدينية والتعليمية والعلماء والدعاة والأسرة والإعلام، فى نشر الوعى الدينى الصحيح، وتحصين النشء من خطر التطرف، فخطر الإرهاب يمس الشعب كله بجميع فئاته، ويمس مصالح كل فرد فيه، فالإرهاب يهدف إلى زعزعة استقرار المجتمع، وتهديد أمن الوطن والمواطنين. فتاوى غير المتخصصين وكيف يمكن علاج ظاهرة الفتاوى التى تثير البلبلة فى المجتمع؟ السبيل الوحيد للخروج من حالة البلبلة الناجمة عن فتاوى غير المؤهلين للإفتاء هو الرجوع إلى الشروط التي حددها الشرع فيمن يتصدى للفتوى، والتى من أهمها: العلم الشرعي، وهو ما يعبر عنه في واقعنا الـمعاصر بـ»التخصص» أى أن يكون من يتعرض للإفتاء قد درس الفقه والأصول وقواعد الفقه وعلوم القرآن واللغة العربية والسنة النبوية دراسة مستفيضة، مع مشاركته في باقي علوم الشريعة ومـمارسته لكتب العلم وقدرته على استخلاص المعلومة منها، ومعرفته بالواقع الـمعاش. البعض طرح فكرة توحيد الفتاوى فى العالم الإسلامى لمنع حدوث البلبلة، فما تعليقك؟ توحيد الفتاوى الخاصة بالقضايا العامة التي تهم الأمة العربية والإسلامية بما يسهم في تعزيز قوتها وتماسكها ومواجهة التحديات التي تعيشها، أمر مهم، لكن الأهم هو التصدي لفوضى الفتاوى لحماية المجتمعات الإسلامية من مخاطرها. د. محمد حمودة

مشاركة :