بيروت ـ اختُتمت الجمعة (26 مِن يوليو/تموز 2019) الدورةُ التدريبيةُ التي نظَّمها معهدُ المخطوطات العربية في طرابلس (لبنان)، بالتعاون مع شركة تي بي سي (TBC) والأكاديمية الدولية للعلوم، وكانت حول (أُسس ترميم المخطوطات). انتظمَ في الدورة التي استمرَّت لمدة خمسةِ أيَّامٍ (22- 26 من يوليو/ تموز 2019)، 13 متدرِّبًا مِن تونس، وقطر، ولبنان، ينتمون إلى عددٍ مِن المؤسَّسات الثقافية والتراثية العربية، منها: وزارة الثقافة القطرية، والمعهد الوطني للتراث بتونس. هدفت الدورةُ ـ التي اتَّسمت بالطابع العمليِّ الخالِص ـ إلى إكْسَابِ المتدرِّبين المهاراتِ اللازمةَ للتعامل مع المخطوطِ: وقايةً، وصيانةً، وحفظًا، وترميمًا، ومعالجةً. افتتحَ الدورةَ مديرُ المعهد الدكتور فيصل الحفيان، ورئيسُ مجلس إدارة الشركة فادي عدرة، وتركَّزت ورشاتُ اليومِ الأوَّلِ على التعرُّف على بنية المخطوط وعناصره المادية، في حين جرى في اليوم الثاني استكشافُ الصَّنْعةِ، أمَّا اليوم الثالث فركَّزَ على الأعمال التمهيدية لصنعةِ التَّرميمِ، وفي اليوم الرابعِ انخرطَ المتدرِّبون في معالجةِ البنية الداخلية للمخطوطِ، وخلصَ اليومُ الخامسُ لمعالجةِ أغلفة المخطوطات ووسَائلِ الحفظ. وتحت هذه العناوين العريضة تعرَّفَ المتدرِّبون على أسبابِ التلفِ، وأنواعِه، ومظاهرِه، ومراحلِ الترميمِ، وموادِّه، وأدواتِه، وعلى طُرقِ التعقيم والعلاج الكيميائيِّ، وعملوا على فكِّ الأغلفةِ وترميمِ الثُّقوب والتمزُّقاتِ، واستكمالِ النواقصِ وتثبيت الملازمِ، كما مارسوا بأيديهم ترميمَ الأغلفةِ وعمليَّاتِ التجليدِ، وصُنْعَ علبِ الحفظِ، واطَّلعوا على اشتراطاتِ المخازنِ، وأوقفَهم المدرِّبون على العمليَّات المتصلةِ بالتصوير والتوثيقِ. قامَ على التدريبِ متخصِّصون وخبراءُ في الترميمِ وما يتعلَّقُ به مِن علومٍ ومعارفَ، مثل الكيمياء، والتصوير، والأرشفةِ، والحفظِ. وفي اليومِ الأخير عُقِدت جلسةٌ ختاميَّةٌ، التقى فيها الدكتور الحفيان والدكتور ناظم منقار (مستشار الشركة) المتدرِّبين، واستمعا إلى ملحوظاتِهم، وأكَّدَ الحفيان في كلمتِه أنَّ المعهد يؤدِّي بهذه الدورات رسالتَه التي كلَّفَته بها (الألكسو) في خدمةِ التراث العربيِّ المخطوط، وتأهيل الأجيال العربيَّةِ الجديدة على التعامل معها، وقال: إنَّ الحفاظَ على هذا الكائنِ التاريخيِّ ودعمَ بِنْيتِه الماديَّةِ ضرورةٌ؛ إذ بدون ذلك سنفقدُ العِلْمَ والمعرفةَ المحمولين عليها، بالإضافة إلى أنَّ هذه البِنْيةَ الماديَّةَ ذاتها أثرٌ ذو قيمةٍ ينبغي المحافظةُ عليه. وأشادَ الحفيان بالشراكةِ القائمة مع شركة تي بي سي (TBC) والأكاديمية الدولية للعلوم، مشيرًا إلى الإمكانات التكنولوجية والتقنية، والكوادر المؤهَّلة، التي تتمتعان بها، واختتمَ قائلًا: إنَّ العام الحالي سيشهدُ دورةً أخرى متقدِّمة، يمكنُ أنْ يلتحقَ بها متدرِّبو الدورة الحالية، ومتدرِّبون آخرون إذا كان مستواهم العلميُّ والمهاريُّ يؤهِّلهم لذلك. يُذكر أنَّ هذه الدورةَ تأتي ضمنَ منظومةٍ مِن الدورات التدريبيَّةِ التي يتبنَّاها المعهدُ، وتُغطِّي مختلفَ الجوانب الخِدْميَّة التي يحتاجُها المخطوطُ العربيُّ، كما يُذكر أنَّ المعهدَ كان قد نظَّمَ في مسار «الترميمِ» تحديدًا مجموعةً مِن الدورات والورشات في دمشق والجزائر وموريتانيا، إضافةً بالطبعِ إلى البلد المضيفة مصر.
مشاركة :