تقوم مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بدو معرفي كبير في رصد وتوثيق فضاءات الذاكرة والذكريات التي تتعلق بالفريضة الخامسة للإسلام وهي الفريضة الأعمق تأثيرا والأكثر حضورا في لقاءات المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها، حيث تكون مكة المكرمة والكعبة المشرفة وبيت الله الحرام، ومنى وعرفات والمدينة المنورة مهوى أفئدة المسلمين الذين يتوافدون لأداء فريضة الحج من مختلف بقاع العالم. وتبرز المكتبة بوصفها كنزا معرفيا يضم آلاف الوثائق والمخطوطات والصور التي تتعلق بموضوع الحج، حيث تبرز الأدوار الكبرى التي تقوم بها المملكة العربية السعودية في خدمة حجيج بيت الله المعمور وزواره، حيث تحظى الأماكن والمشاعر المقدسة على امتداد تاريخ المملكة العربية السعودية بعناية فائقة بداية بعهد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود ـ طيب الله ثراه ـ، ومرورا بأبنائه البررة من بعده ملوك المملكة العربية السعودية، وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ـ حفظه الله ـ وتعمل المملكة دائما على رعاية حجيج بيت الله ، حيث لا تتوقف ما بين كل فترة وأخرى عن توسعة الحرمين وتقديم كل ما يؤدي إلى راحة وأمان الحجاج من أجل تمكين قاصدي بيت الله من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة عبر منظومة متكاملة من المشاريع الكبرى، من تمهيد للطرق وإقامة الفنادق والخيام والرعاية الصحية والجسور والقطارات ، وواكب ذلك حراك ثقافي بغية إظهار القيمة الحضارية والثقافية للإسلام وإبراز جهود المملكة في خدمة ضيوف الرحمن ، والتي كان لمكتبة الملك عبدالعزيز العامة دور معرفي بارز في هذا الشأن منذ تأسيسها على يد الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله حيث اهتمت برصد التراث الحضاري و الثقافي و العلمي للحج وللحرمين الشريفين. وتقتني مكتبة الملك عبدالعزيز العامة أرشيفاً للصور يعد من أندر المجموعات المصورة في العالم، يبلغ عددها (5564) صورة فوتوغرافية أصلية مفردة أو مجموعات محفوظة في ألبومات، التقطها أشهر مصوري الشرق والمنطقة العربية منذ بدايات التصوير الشمسي عام (1740م) إضافة إلى الصور التي التقطها الرحالة وربان السفن والعسكريون والمبعوثون والقناصل والسياسيون الذي زاروا المنطقة منذ منتصف القرن الماضي وحتي بدايات القرن الحالي. وهذا الأرشيف التاريخي من الصور يعد أحد أهم المصادر الفريدة في العالم التي تجسد صورة المنطقة العربية في الماضي.
مشاركة :