الفلكلور والموروث الشعبي وتحتفظ منطقة عسير في مختلف محافظاتها ومراكزها بإرث كبير يمتلكه الإنسان والمكان ، متنوع ما بين عادات وتقاليد وفلكلورات وألوان شعبية مختلفة وأماكن لا زالت صامدة تروي للحاضرين روايات الزمن الماضي ، حيث لم يكن المكان بطبيعته، وتضاريسه، وأجوائه، وفعالياته، العامل الوحيد للجذب السياحي بمنطقة عسير، بقدر ما كان لإنسانها دور كبير في تحقيق شراكة فاعلة في صناعة السياحة ونجاح مسيرتها التنموية منذ عقود مضت ، ومن على بساط طبيعتها الخضراء ومن بين غيومها الماطرة ، تتسابق عبارات الترحيب، وبـ "مرحباً ألف" تبدأ همة الإنسان في عسير لتقديم كل ما يرضي ذائقة الزوار، وذلك من خلال ما يمتلكه من أدوات متعددة تعد من أهم عوامل الجذب السياحي، منها الفلكلور والموروث الشعبي بكل فنونه وعاداته وتقاليده التي يتغنى بها إنسان عسير في كل مناسباته، إضافة إلى التنوع في الأكلات الشعبية المحلية التي تقدمها الأسر المنتجة بكل يسر وسهولة أمام الزوار في مواقع متناثرة. ويختلف الموروث الشعبي من مكان إلى آخر في منطقة عسير .. فتجد العرضة والخطوة والدمة والقزوعي وغيرها من الفنون الشعبية الأخرى تتقارب في المضمون بين قبائل منطقة عسير، ويتميز كل لون بلحنه الخاص وطريقة أدائه، وفي مجمله يعد هذا الموروث في عسير من الفنون الأصيلة وتتنوع مسمياتها حسب أدائها، فحين يتجه الزائر إلى شمال المنطقة يجد لون "العرضة" و " اللعب" هما اللونين المفضلة خاصة لدى قبائل رجال الحجر فيما تعرف قبائل عسير "سراة وتهامة" بلوني " الخطوة " و "الدمة" وتشتهر بأدائها في غالبية المحافل المحلية والدولية. وتعد العرضة من الرقصات الحربية المشهورة منذ القدم، حيث يمتزج فيها الشعر بالحركات الاستعراضية للعارضين، من خلال الأداء الحركي السريع بالبنادق والمقاميع يصاحبها قرع الطبول "الزلفة، والزير ،والمزمار"، وأضيف لها حديثاً بعض الإيقاعات الموسيقية الحديثة، فيما تشتهر قبائل قحطان ووادعه جنوب وشرق المنطقة بأداء لوني "الزامل" و "القزوعي" . النقش العسيري "القط" ومكانته التاريخية ولم تقف عناصر الجذب السياحي في عسير عند الطبيعة وكنوزها وما يحتفظ به الرجل في ذلك المكان من موروث، بل استطاعت المرأة من جانبها أن تحلق بجمال فنونها التي استوحت تفاصيل ألوانها وأدواتها من الطبيعة التي تعيش وسط أحضانها، لتسهم بشكل مباشر في تقديد فنونها بنكهة الماضي الفريد، وعليه تجاوزت حدود الوطن وحلقت في سماء العالمية، حيث حققت من خلال فنون " النقش " أو ما يتعارف عليه محلياً بـ " القط " نجاحاً باهراً جعلت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" تعلن شهر ديسمبر 2018م إدراج هذا الفن "القَط العسيري" ضمن فنونها وتسجيله ضمن القائمة التمثيلية الخاصة بالتراث الثقافي غير المادي لدى المنظمة. وهذا الفن ليس محض صدفة أو أنه وليد لحظة اليوم أو بالأمس القريب، بل نشأ منذ سنوات مديدة تتجاوز مئات السنين، وقد انفردت المرأة في منطقة عسير باستنباتها من الطبيعة مدارس فنية مختلفة لا يدرك مفهومها وتفاصيلها سواها ، وخير شاهد على ذلك منازل القدامى والأولين التي لا زالت تشهد أطلالها بما تحمله في جنباتها من إبداعات فنية تتشكل في لوحات وجداريات بنقوش وألوان جذابة أبدعت في رسمها وتشكيلها المرأة في عسير. وعلق مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بمنطقة عسير أحمد سروي على ذلك بالقول: " إن هوية إنسان عسير وثقافته وما يمتلكه من تنوع في العادات والتقاليد التي أوجدها منذ زمن قديم وتعايش معها جعلته عامل جذب سياحي، فمن فنون الألوان والفلكور الشعبي الذي يتم تقديمه من خلال الفرق الشعبية التي تقبع تحت مظلة الجمعية وتشارك في الفعاليات السياحية، كشفت لنا متعة حقيقية لدى الزائر في متابعتها بكل شغف واهتمام، إضافة إلى الفنون التشكيلية التي يقدمها فنانو المنطقة وفناناتها عبر الجمعية وبرامجها الثقافية أو قرية المفتاحة التشكيلية، وهنا نجد أن إنسان عسير استطاع أن يقدم فنوناً تبهر كل الوفود والزوار". // يتبع // 11:29ت م 0054 تقرير / عسير وجهة سياحية أولى تحتضن عناصر جذب متنوعة / إضافة سابعةمناطق الجذب السياحي في عسير ونستعرض أبرز الكنوز السياحية التي تؤم اهتمامات الزوار خلال المواسم السياحية ، حيث تتصدر مدينة أبها المشهد السياحي على قائمة الزوار ، كونها تزهو بثوب من المظاهر الطبيعية الخلابة والمناخ المعتدل صيفاً، وتضم عدداً كبيراً من المعالم الأثرية والقصور، والأسواق الشعبية القديمة كسوق الثلاثاء الشعبي ، بالإضافة إلى المراكز التجارية الحديثة المنتشرة في المدينة ، فيما لم تغب محافظة خميس مشيط شرق أبها عن المشهد السياحي ، حيث تعد أكبر مدينة في جنوب المملكة مساحة وسكاناً ورابع مركز تجاري على مستوى المملكة وهي مدينة سياحية وتجارية، تتميز بجوها المعتدل صيفاً، وغزارة أمطارها وتوسطها للمتنزهات الرئيسية في المنطقة. المتنزهات الوطنية واهتمام المملكة بها وأولت وزارة البيئية والمياه والزراعة المتنزهات الوطنية في منطقة عسير جل اهتمامها ، حيث أبرمت العديد من عقود التشغيل والصيانة والنظافة، لتهيئة المتنزهات وتجهيزها لاستقبال مختلف فئات المجتمع بما يضمن سهولة الوصول إليها وتقديم أفضل الخدمات لهم، ودعمت الوزارة 10 متنزهات في منطقة عسير بالكفاءات الوطنية المدربة لضمان سير العمل بها وتقديم أفضل الخدمات لزوارها، فيما تسعى الوزارة إلى توسيع نطاق المتنزهات الوطنية في منطقة عسير نظير ما تتمتع به المنطقة من طبيعة خلابة وغطاء نباتي واعد ومميز. ولعل ما يميز منطقة عسير تنوع متنزهاتها وفق تضاريس كل مدينة ومحافظة، ففي مدينة أبها يستقبل الزائر (متنزه عسير الوطني ) الذي تم إنشاؤه عام 1401هـ، وهو احد أهم المتنزهات الوطنية التي تفرد جناحيها أمام طلائع زوارها التي اعتادت كل عام بلقائهم، ويعد أول منطقة محمية للنباتات والحيوانات البرية وأول متنزه وطني على مستوى المملكة ويغطي مساحة قدره 455 ألف هكتار وهو عبارة عن منظومة من المتنزهات تحت مسمى "متنزه عسير الوطني"، فيما يأتي متنزه السودة السياحي الذي يبعد عن غرب مدينة أبها حوالي 25 كيلومتر ويرتفع عن سطح البحر بأكثر من 3 آلاف متر ، ويتفرد بخصائص بيئية خلابة، حيث تسقط فيه أعلى نسبة من الأمطار في منطقة عسير وتكسوه بغزارة غابات كثيفة من أشجار العرعر، وتتباين هذه المنطقة المرتفعة في توزيع غطائها النباتي وطبيعتها الجغرافية بين الأرض المستوية والحواف المنحدرة والانكسارات الحادة وتتخللها جميعاً أشجار العرعر داكنة الخضرة بفعل غزارة المطر وارتفاع نسبة الرطوبة في المنطقة. // يتبع // 11:29ت م 0055 تقرير / عسير وجهة سياحية أولى تحتضن عناصر جذب متنوعة/ إضافة ثامنة واخيرةوهيأت وزارة البيئة والمياه والزراعة متنزهات السودة بجميع الخدمات اللازمة للزائر ، فيما رفعت جاهزيتها من خلال تأهيل وتطوير وتحسين البنى التحتية للمتنزهات وذلك من خلال أعمال الصيانة والنظافة وترميم المنشآت وتعبيد الطرق الترابية وسفلته الأخرى وإيصال شبكات المياه والكهرباء وإنشاء العديد من الجلسات والمظلات والمصليات ورصف ممرات المشاة وإنشاء الجسور الخشبية والطاولات والمقاعد للنزهة وتهيئة الأماكن المخصصة للطهو والشواء، كما عملت بلدية السودة على إنشاء سوق شعبي مخصص للأسر المنتجة من أبناء وبنات المنطقة يتيح للزوار الحصول على مقتنياتهم وهداياهم التي تعكس طبيعة المكان وتاريخها من الأواني والتحف والملبوسات والحلي، كما زودت الجهات ذات العلاقة المتنزهات والمطلات بالمناظير المكبرة لمشاهدة المناظر الرائعة لسهول تهامة وأوديتها السحيقة، كما أمنت المواقع الحيوية بالحراسة الأمنية وأدخلت التقنية الحديثة في هذا المنتزه من خلال إنشاء العربات المعلقة "التلفريك" لتصل بالزوار إلى متنزهات العوص في رجال ألمع. ويعد متنزه السحاب من أهم المتنزهات التي لا تتجزأ من منتزه "السودة" حيث يبعد عنها حوالي 15 كيلومتر تقريباً ويقع غرب قرية السقا على الطريق المتفرع المؤدي إلى مركز السودة، ويتميز بإطلالته الجميلة على أصدار تهامة من الجهة الغربية والقرى المحيطة شرقاً، ويحظى كغيره من المتنزهات الأخرى بوجود الكثير من الخدمات التي يحتاجها الزوار، أما متنزه "شعف آل ويمن" فيقع جنوب السحاب ويمتاز بكثافة غاباته ووفرة الظلال به وإطلالته المميزة على مدينة أبها من الجهة الغربية. ويقع متنزه الأمير سلطان بالفرعاء على مساحة تقدر بحوالي 420 هكتارا ويبعد مسافة 4 كيلومترات من متنزه "دلغان "، وتتباين أجزاء هذا الموقعين بين الأراضي المنبسطة والتلال الصخرية، فيما يطل متنزه الأمير سلطان على تهامة، حيث يتمكن المشاهد من رؤية المنحدرات الشديدة والأودية السحيقة والانكسارات الحادة للحواف الصخرية، وقد زود الموقع بالخدمات الضرورية أسوة بغيره من المتنزهات الأخرى، وتحتضن تلك الجهات الجنوبية الشرقية لمدينة أبها متنزه الجرة الذي يبعد عن المدينة بحوالي 40 كيلومتر تقريباً وهو من المحميات الهامة في المنطقة. وتعد "الحبلة" من أهم مناطق الجذب السياحي في منطقة عسير لما تتميز به من قطوع صخرية في الجبال تتشكل بشكل عمودي على ارتفاع يزيد عن 2000 متر فوق سطح البحر، يمكن من خلالها رؤية قرية الحبلة التاريخية، حيث يضم منتزه الحبلة منتجعاً سياحياً متكاملاً، إضافة إلى العربات المعلقة المؤدية إلى القرية القديمة في سدر تهامة.. وتحتضن محافظات منطقة عسير عناصر جذب أخرى ومتنزهات طبيعية متنوعة ومتناثرة ما بين محافظات شمال المنطقة امتداداً من مدينة أبها مروراً بمركزي بللحمر وبللسمر ومحافظتي تنومة والنماص وصولاً إلى محافظتي بلقرن وبيشة . وتتعدد الأماكن السياحية خلال موسم السياحة الشتوية، فيجد الزائر فرصته للتنقل عبر شواطئ عسير على البرح الأحمر التي تمتد من مركزي القحمة والحريضة مروراً بمحافظة البرك ووصولاً إلى مركز سعيدة الصوالحة آخر الحدود الإدارية لمنطقة عسير مع منطقة مكة المكرمة، بالإضافة إلى المحافظات الأخرى التي تقبع في أصدار تهامة منها محافظات رجال ألمع ومحايل عسير وبارق والمجاردة ، التي تربطها العديد من شبكات الطرق الحديثة ذات الأنفاق المتعددة التي تخترق جبالها لتسهل للمواطن الوصول إليها ، حيث يستمتع الزائر هناك بثلاثية الطبيعة (البحر ،والجبل ،والسهل ) مع الأجواء الدافئة في فصل الشتاء . وهنا دلالة واضحة على أن عسير تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق مفهوم السياحة الحقيقية، وذلك بتضافر الجهود من كافة القطاعات الحكومية والخاصة التي ساهمت وبشكل كبير في بناء المسيرة السياحية منذ انطلاقتها قبل أربعة عقود ، وما وصلت إليه من مكانة جعلتها من أولى الوجهات السياحية على مستوى مناطق المملكة . // انتهى // 11:29ت م 0056 www.spa.gov.sa/1954252
مشاركة :