ليبيا: طرابلس تنتفض مجددًا ضد الميليشيات المسلحة

  • 4/18/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

تأكيدا لما انفردت به «الشرق الأوسط» في عددها الصادر أمس بشأن بوادر انتفاضة في العاصمة الليبية طرابلس ضد الميلشيات المسلحة التي تسيطر عليها منذ صيف العام الماضي، اندلعت أمس مواجهات عنيفة في عدة مناطق بالمدينة بين سكان محليين مدعومين بعناصر موالية للجيش الوطني الذي يقوده الفريق خليفة حفتر وما يسمى بميلشيات «فجر ليبيا». وأغلق سكان بعض الأحياء في الصباح الباكر عدة مناطق بشرق وغرب وجنوب العاصمة الطرق الرئيسية، لكن قوة الردع الخاصة أعلنت بحلول المساء في المقابل أن الوضع تحت السيطرة في العاصمة، مشيرة إلى أنه تمّ التفاوض مع أهالي الغرارات الذين قام أبناؤهم بإغلاق الطريق وسوف يقومون بتسليم أنفسهم وأسلحتهم للدولة. وقالت غرفة عمليات ثوار ليبيا عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إنه «بعد أن فشل أيتام الكرامة في إحداث فوضى داخل طرابلس قامت بعض خلاياهم بمحاولة خلق بعض القلاقل التي لا تشكل أي تهديد أمني وتم التعامل معها والوضع ممتاز»، بحسب نص التعليق. وظهر هيثم التاجوري آمر كتيبة ثوار طرابلس بعد إخلاء مقر الكتيبة في مزرعة النعام بعد تعرضها للقصف من قبل سلاح الجو الليبي، كما هاجم محليون مقر مكافحة الجريمة بتاجوراء. وكانت غرفة عمليات الجيش الليبي بالمنطقة الغربية قد أكدت أنه تمت السيطرة على معسكر خميس سابقا من قبل قوات الجيش والسيطرة على بوابة غوط الرمان تزامنا مع سماع أصوات رماية كثيفة في منطقة فشلوم. والتزمت ما يسمى بحكومة الإنقاذ الوطني الموالية لميلشيات فجر ليبيا الصمت حيال هذه التطورات، فيما قال شهود عيان وسكان محليون إن طرابلس تشهد اضطرابات أمنية في عدة مناطق مختلفة من أرجائها. وتحدث الجيش الليبي عن نجاح الكتيبة 101 في إحكام السيطرة على بوابة غوط الرمان شرق العاصمة، كما انتشرت قوات تابعة بمنطقة الغرارات جنوب قاعدة مطار معيتيقة. وأكد مسؤول عسكري أن الكتيبة سيطرت تماما على معسكر مكافحة الجريمة في تاجوراء وهو أحد معسكرات ميلشيات فجر ليبيا التي تناهض الجيش على بعد 11 كيلومترا فقط شرق طرابلس. وسيطر الجيش على هذا المعسكر بعد معارك طاحنة بدأت فجر أمس، كما نجح في إحكام قبضته على بوابة غوط الرمان شرق منطقة تاجوراء. ووجه العقيد عثمان بوشوفه رئيس المجلس العسكري بتاجوراء وآمر الكتيبة 101 الدعوة لسكان بقية العاصمة للانضمام إليه، وقال في بيان له «لقد دقت ساعة الحسم لتحرير طرابلس من المغتصبين والانقلابيين من ميليشيات فجر ليبيا». وتابع: «آن الأوان يا شباب تاجوراء وسوق الجمعة وطرابلس بأكملها للالتحام بإخوانكم من شباب تاجوراء لالتحاق بالجبهات ضد الانقلابيين والانهزاميين من ميليشيات فجر ليبيا، آن الأوان لدحر هذه الميليشيات التي قتلت العباد ودمرت البلاد». كما خاطب أهالي تاجوراء وسوق الجمعة وطرابلس الكبرى، قائلا: «اخرجوا الآن واجعلوها انتفاضة عارمة شامله في جميع أنحاء مدينة طرابلس لتحرير العاصمة». من جهتها، دعت غرفة عمليات الجيش «جميع أفراد القوات المسلحة الليبية في طرابلس وكل الوحدات العسكرية الانضمام إلى كتيبة 101 تاجوراء في أسرع وقت». وتتمركز الكتيبة 101 التابعة للجيش الليبي النظامي في منطقة تاجوراء الشهيرة بموالاتها للجيش ومناهضتها لميليشيات فجر ليبيا. في غضون ذلك، شن سلاح الجو الليبي غارتين جويتين على معسكر النعام بنفس المنطقة كما استهدف قاعدة معيتيقة ردا على الهجوم على حي فشلوم ومناطق أخرى بالعاصمة. واندلعت اشتباكات أخرى في الضواحي الغربية من طرابلس مثل قرقارش والدريبي والحي الإسلامي والفلاح، كما جرت معارك أخرى في منطقة العزيزية والزهراء بين ميلشيات فجر ليبيا وقوات الجيش التي تحاول التقدم نحو طرابلس لاستعادة السيطرة عليها. وأسفرت القذائف الصاروخية العشوائية المتبادلة على الأحياء السكنية عن مقتل طفلة وإصابة خمسة آخرين. في المقابل، زعم المكتب الإعلامي لعملية فجر ليبيا أن ما حصل في تاجوراء هو امتداد لما حصل طيلة أيام الجمعة التي مضت من محاولات وصفها بـ«الإعلامية الانقلابية»، التي «تدعي سيطرة (جيش حفتر) على العاصمة طرابلس وما جاورها»، بحسب البيان. ولاحقا قال المكتب في بيان منفصل بثته صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك» إن ما أراده حفتر من سيناريو بنغازي في طرابلس، وخصوصا على المستوى الاجتماعي وتحديدا في مدينة تاجوراء قد تم إبطاله تماما من قبل أعيان وحكماء وشرفاء وثوار تاجوراء دون تدخل أي جهة أخرى. في غضون ذلك، كشفت ما يسمى بحكومة الإنقاذ الوطني غير المعترف بها دوليا، عن قيام رئيسها خليفة الغويل بزيارة مفاجئة إلى تونس أول من أمس. وأكد بيان بثته الحكومة عبر موقعها الرسمي على الإنترنت، أن الغويل زار تونس على رأس وفد ضم عددا من الوزراء لبحث الأوضاع الراهنة والتعاون المشترك بين الدولتين، لكنه لم يكشف عن المزيد من التفاصيل. وتأتي هذه التطورات فيما أكد ممثلو الطرفين الرئيسيين في النزاع بليبيا، أنهما نقلا للممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة بليبيا برناردينو ليون ملاحظاتهما حول مشروع الاتفاق السياسي الرامي للتوصل إلى حل للأزمة الليبية، في اليوم الثالث من الجولة الرابعة من المشاورات السياسية الليبية المنعقدة بالصخيرات في ضواحي الرباط. ويتضمن جدول أعمال هذه الجولة الرابعة للمشاورات بين أطراف الأزمة الليبية، التي تعقد بالمغرب، الكثير من القضايا المتعلقة بالخصوص بالتفاهمات الأمنية وتشكيل حكومة وحدة وطنية. وتتنازع على الشرعية في ليبيا برلمانان وحكومتان، بعد سيطرة قوات «فجر ليبيا» على العاصمة طرابلس في أغسطس (آب) الماضي، وإحيائها للمؤتمر الوطني العام بعد انتهاء ولايته، وإنشائها حكومة موازية لكنهما لم يلقيا أي اعترافات من المجتمع الدولي. ولجأ البرلمان المنتخب في 25 يونيو (حزيران) 2014 إلى شرق البلاد هو والحكومة المنبثقة عنه، وقد حصدا اعترافات المجتمع الدولي.

مشاركة :