فصائل المعارضة السورية تطرد «داعش» من معظم أحياء القابون وبرزة في ضواحي دمشق

  • 4/18/2015
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

تمكّنت الفصائل السورية المعارضة بعد أقل من يومين على بدء معركتها، من إخراج تنظيم «داعش» المتطرف من معظم مواقعه في حي القابون وتشرين وبرزة، بشمال شرقي العاصمة دمشق، في حين ما زال التنظيم موجودا في جنوب العاصمة حيث تقاتل «جبهة النصرة» إلى جانبه، ولا سيما في ضاحية الحجر الأسود، ويبدو أنه «غير قابل للمواجهة» في الوقت الحالي نظرا إلى عوامل عدّة أهمها ضعف الدعم العسكري للفصائل المعارضة. شبكة «الدرر الشامية» و«تنسيقية حي برزة» أفادتا بمقتل 4 عناصر على اﻷقل من «داعش» بينهم قياديون إضافة إلى مقتل رجل من برزة وسيدة في حي تشرين، كذلك سجل سقوط عدة إصابات لمقاتلي الكتائب المعارضة. وأشارت التنسيقية إلى سيطرة كتائب المعارضة على عدة مقرات للتنظيم المتطرف، في حين سلم عدد من عناصره أنفسهم للكتائب المقاتلة. ومن ناحية أخرى، أوضح الناشط الإعلامي براء عبد الرحمن أنّ معركة تحرير هذه المناطق من «داعش» كان قد بدأ الإعداد لها منذ أكثر من شهر، وكان التنسيق قائما بين «جيش الإسلام» ومجموعات من «الجيش الحر» على رأسها «الجيش الأول» بينما قررت «جبهة النصرة» الوقوف على الحياد وتحاشي القتال إلى جانب أحد الطرفين على خلاف ما هو الوضع عليه في جنوب دمشق حيث تقاتل مع «داعش». وأكّد عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» «مقتل 20 عنصرا من التنظيم وأسر 31 آخرين في حين سلّم نحو 20 مقاتلا أنفسهم». وأردف أنّ المعركة أشرفت على النهاية ولكن لا يزال هناك بعض المقرات التي واجه مقاتلو المعارضة بعض الصعوبات خلال اقتحامها، وتوقع عبد الرحمن «ألا تتراجع الفصائل المشاركة عن مهمتها قبل طرد داعش نهائيا من القابون وبرزة وتشرين». من جانب آخر، كشف عبد الرحمن عن «تنسيق واضح كان لافتا في المعركة بين الفصائل المشاركة، بحيث تمّ توزيع أقنعة موحدة للمقاتلين تفاديا لأي مواجهات خاطئة بين عناصرها»، لافتا إلى أنّ عدد مقاتلي المعارضة بلغ نحو 400 شخص مقابل نحو 250 من التنظيم. وإضافة إلى «اللواء الأول» يشارك في معركة دمشق ضدّ «داعش»، «جيش الإسلام» و«لواء توحيد العاصمة» و«جيش المسلمين». وقال عبد الرحمن إنّه قبل انطلاق المعركة يوم الخميس، كان «داعش» يحتل حارة كاملة في حي تشرين حيث يتوزّع نحو 12 مقرا و9 مقرات في برزة رفع عليها راية التنظيم، بينما القوة الأهم في المنطقتين تبقى لـ«الجيش الحر» والفصائل المعارضة الموالية له. وأشار إلى أنّه في الفترة الأخيرة برز تطور لدى «داعش» بعد حصوله على تمويل إضافي، تمثل بدفع مبلغ 150 دولارا أميركيا لكل شاب ينضم إلى صفوفه ما آثار قلق «الجيش الحر» و«جيش الإسلام»، من توسيع رقعة وجودهم وتمدّدهم، لا سيما أنهم كانوا قد بدأوا قبل فترة قصيرة بإنشاء مقرات تدريب لهم في القابون، ما ساهم في التسريع باتخاذ قرار بدء المعركة. وتكمن أهمية حي القابون في أنه لا يبعد عن العاصمة السورية سوى أربعة كيلومترات، ويقع في منطقة مهمة بين الغوطة شرقا (بلدتي عربين وحرستا) والمدينة غربا ويجاور أحياء برزة من الشمال وجوبر من الجنوب. وكانت مواقع معارضة تحدثت قبل أيام عدّة عن «مبايعة عدد من عناصر (الجيش الحر) - أو كما سمتهم بـ(المسلحين) للتنظيم وسيطرته على مقرات لكتائب المعارضة». ومما قاله براء عبد الرحمن أمس أنّ كل محاولات التنظيم المتطرف التقرب من أهالي المنطقة باءت بالفشل، موضحا أنّ الناشطين لديه كانوا يحاولون الدخول إلى المساجد والمجالس الشعبية لكنهم لم ينجحوا في استمالة الأهالي، ما أدّى إلى تجمّعهم في بعض أماكن ومقرات محددة، مع نشر فريق حراسة خاصة بهم ومتاريس خوفا من أي اختراق أو هجوم عليهم. للعلم، يعيش حيّا برزة والقابون نوعا من الهدنة منذ نحو السنة، رغم بعض الخروق بين قوات النظام والمعارضة، أدّت بعد الاتفاق عليها إلى عودة الأهالي إلى بيوتهم ووقف القتال بين الطرفين، غير أن قوات النظام عادت منذ أكثر من أربعة أشهر ففرضت حصارا على برزة بعد انتشار معلومات عن وجود نفق يصل الحي بالغوطة الشرقية، تستخدمه الفصائل المعارضة. وأتى تقدّم الفصائل المعارضة في الساعات الأخيرة في مناطق شمال شرقي دمشق بعد معارك طاحنة إثر هجوم شنّه مقاتلوها على مقرات «داعش» وذلك بعدما كان «اللواء الأول» في دمشق أعلن انطلاق عملية موسعة ضد «داعش» في أحياء القابون وتشرين وبرزة، وإعطاءه مهلة ليوم واحد لإخلاء مقراته في تلك الأحياء. وانطلقت المعركة وفق «اللواء الأول» ردّا على تجاوزات «داعش» و«تعرُّضه للمجموعات الثورية في هذه المناطق، بالإضافة إلى تضييق الخناق على سكان هذه الأحياء»، معتبرا أن عمل التنظيم في هذه المناطق «يؤدي إلى تهلكة الثورة»، ومؤكدا أن «أولوية اللواء هي تحرير سوريا وإسقاط النظام ومنع الثورة من الانزلاق إلى مسار مدمّر».

مشاركة :