الفاتحة - د. عالي سرحان القرشي

  • 4/18/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أحبابي القراء، أشكر لكم ولكن المتابعة، وقد كانت كلماتي تصافحكم من خلال زاوية (الكتابة والحكاية)، ونظرا للرغبة في التجدد وملامسة حقول أخر، رأيت تغيير مسمى هذا الملتقى بيني وبينكم إلى (مفارقات)؛ إذ إن المفارقة بما تحمله من ضدية، تسخر من مجرى الحركة، تحمل أيضا ما يجري في السلوك الإنساني على مستوى الفرد، ومستوى الجماعات، ومستوى المجتمع من حرص على التواؤم والالتصاق بالجاد، والخيري، والمستقيم يؤول في كثير من الأحيان إلى عنوان، وشكل، وسمة، واحتواء لمضمر، يتحرك داخله، يجافيه، ويضاده، ويشرع وجوده من خلال ذلك العنوان والشكل المتسم بالنظام والإنسانية والعدل، وقبول الاختلاف، ومعايشة التعددية، والحرص على كرامة الجميع، واحترام الآخرين والحفاظ على حقوقهم. وسأحرص بحول الله حين أقارب بعض هذه المفارقات أن أكشف تناسج شواهدها من الأحداث، وعلاقة ذلك التناسج بتشريع وجوده وحدوثه من اعتساف اللوائح والأنظمة والقوانين وما يتوقع حدوثه من الشكل والعنوان الذي وسم به متنفذو تلك الأحداث التي كثيرا ما تعيدنا إلى كلمات ذات عمق في مدلولها من تراثنا من مثل قرله تعالى (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا، ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام ..)، والقول المأثور (كلمة حق أريد بها باطل). ومن شأن كشف مثل هذه المفارقات في كتاباتنا نشدان الوعي المتجدد، ووضع رواد الزيف ومحترفيه أمام مساءلة الأمانة والميثاق وأمام الرأي العام. قد يظهر في أذهانكم تساؤل عما عُرفت به كتابتي لكم من وقوف على المختلف في الأعمال الإبداعية والحراك الثقافي. أطمئنكم أني لن أبعد عن ذلك كثيرا، فسأجعل بعض المفارقات لأعمال إبداعية، وأقول أيضا إن وضوح المفارقات وكشفها مسيرة في أفق منفتح من فعل الثقافة، وحركة في مسار النقد الثقافي. وأقول أيضا إن السكوت وعدم معالجة كثير من المفارقات هي التي أدت بنا إلى كثير من الكوارث المشهورة: الإرهاب، كارثة سيول جدة، كارثة قرار مجلس جامعة ضد طالب دكتوراه.

مشاركة :