إبراهيم مفتاح مفتاح فرسان - د . عالي سرحان القرشي

  • 2/8/2014
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

ابن فرسان ومبدعها المتجدد، الأستاذ إبراهيم مفتاح صهرته شمس جزرها، في تاريخها، وفي تضاريسها، وفي تجاعيد الزمن التي مرت بها، منذ أن عرفها الإنسان قبل ستة آلاف سنة، نقلتني إلى تلك الجزيرة مناسبات عدة ؛ في كل مرة يقابلنا فيها هذا الرجل الذي أسمعهم يطلقون عليه موسوعة فرسان، وأسميه مفتاحها، فمن لم يقابل هذا الرجل لا يكون قد دخل هذه الجزيرة، فضلا عن أن يكون عرف تأريخها وتأريخ الإنسان فيها، حفظ له أهل الجزيرة، وأهل جازان، والمسؤولون فيهما هذا المكان، فمن محافظة فرسان، وبترتيب من سعادة محافظها الأستاذ حسين ضيف الله الدعجاني، انطلقنا في الجولة التي هيأها المبدع المتألق الشاعر، محمد يعقوب الأمين العام لجائزة الشاعر محمد بن علي السنوسي، لضيوف الجائزة الذين كان منهم الدكتور سعيد السريحي، والأستاذ محمد العباس، والدكتور عادل ضرغام، وعدد من الشعراء والإعلاميين، وكان الدليل في عالم هذه الجزيرة وتاريخها الأستاذ إبراهيم مفتاح، وجدناه عند الجسر الرابط بين الجزر وكان فرحا بإنجازه بعد كتابات ومكاتبات له دور فيها، وجدناه في قرية القصار التي كان يحتضن تأريخها، وتغرورق به عيونه، وعيون من لقيناهم، من أقاربه من سكان القرية، سمعناه يقول عنها: ياقصار الأمس حلما طاف بي عندما جئتك أشكو تعبي عندما جئتك عمرا ضائعا وتجاعيد زماني المجدب وسمت من حرقتي أفياؤها ومحت خطوي وذكرى لعبي ساءلتني نخلة عاشقة كنت يوما في جناها أختبي أو ما زلت كما كنت فتى في بقاياك شقاوات صبي تمتطي ساقي إذ جاء الضحى وصباحا كنت تجني رطبي قلت عفوا أنني سيدتي جئت لا أحمل إلا نصبي وسويعات التي عبأتها بمررات الأسى والعتب ياقصار الأمس ماذا بقيت من لياليك وومض الشهب وهوى السمار في ليل الهوى رزفة الدان وعشق الطرب ولكم فتشت عن مملكتي عشتي بيتي عروس القصب عن جدار يتكي في ظله جدتي جدي وأمي وأبي ومدامي قهوة الصبح التي هي أشهى من بنات العنب عن رفاقي عندما كنا هنا نقطع الود لأوهى سبب ويعيد الحب فينا موردا لبراءات الصبا واللعب ومسآتي وصبحي والدمى ورفاقي في زوايا اللعب وبكور البئر والدلو الذي كان يشتاق ثغور القرب كنت طفلا ضحتكي ناصعة وخيالاتي كموج الذهب تشتهي نفسي شقاوات الضحى عندما أندس بين الكرب يركض العصاب خلفي غضبا واضطراب الخوف يمحو ركبي ياقصار الأمس حلما ضائعا طعمه في فمي كاللهب ولن نستطيع أن نتصور الإحساس الذي كنا نشعر به وهو يبوح بهذا الأنين بيننا. وحضور فرسان من خلال إبراهيم مفتاح ليس مقصورا على حضوره الشخصي من خلال حديثه للزائرين كما أشرت سابقا أو من خلال وقفته أمام القصر التاريخي بالمحافظة قصر الرفاعي الذي حدثنا عن أجزائه وتفاصيل بنائه وتحليله لأدوات البناء ولصلات تجار فرسان بالعالم من خلال هذا القصر المتحف، ومن خلال لقائنا به في منزله حيث أطلعنا على مقتنياته التاريخية وتأثره من عبث العابثين ببعض هذه المقتنيات. ويظل حضور إبراهيم مفتاح لتاريخ فرسان وإنسانها من خلال مؤلفاته العديدة التي تجمع تاريخ إنسان المحافظة وأناشيده وموالاته وكسراته في مؤلفاته المتتابعة.

مشاركة :