قال الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إنه من الناحية العلمية أن المقابر الأثرية غير ملائمة بصفة عامة للآثار العضوية، حيث تكون عرضة للتلف، وأن المصرى القديم، كان يضع الآثار العضوية بداخل المقبرة لأنها تكون مغلقة وغير معرضة للهواء والعوامل الجوية، ومما لا شك فيه، أنه منذ أن تم إخراج المومياء الخاصة بالفرعون الذهبى توت عنخ آمون من التابوت، ووضعها فى قفص زجاجى للعرض فى عام ٢٠٠٥، وذلك لحمايتها بالنيتروجين، ووفقا لآراء المرممين أن وضع المومياء فى الجو المعقم غير كافٍ، لأن هناك فرقا بين العرض بداخل صندوق زجاجى بداخل المقبرة لا نستطيع توفير التكنولوجيا الحديثة والتى تم توفيرها فى المتحف المصرى الكبير أو المتحف القومى للحضارة، والتى تتوفر فيها مادة الأنوكسى والأجهزة المتقدمة والتى يصعب تواجدها بداخل المقابر. وأضاف وزيري: أن مقبرة «توتو» والتى تم العثور عليها إثر عمليات الحفر خلسة، والتى تقع بمنطقة معزولة فى أطراف منطقة الديابات بسوهاج، حيث إن المكان مُعرض للسرقة، وهو الشيء الذى حدث من قبل، وأن المكان ليس تابعا للمنافع العامة للآثار، وليس فى حرم وزارة الآثار. وأشار وزيرى إلى أن مكان المقبرة معزول ومُعرض أيضًا للتلف نظرًا لبعده، وأن بُعد المسافة لن يجعل أى زائر سواء مصرى أو عربى أو أجنبى لزيارة المقبرة، ولن أقول إنه غير مؤمن، كما أن المنطقة التى يوجد بها المقبرة ليس موضوعًا على خارطة السياحة، مشيرًا إلى أن الأرض التى وجدت بها مقبرة «توتو» ليست أرضًا أثرية، وأن المكان ليس أيضًا منافع عامة، ولا نستطيع السيطرة عليها. وأكد وزيرى أن تلك الأسباب جعل اللجنة الدائمة بوزارة الآثار أن تتخذ قرارًا بنقل جدران المقبرة، هذا بالإضافة إلى التزامن مع افتتاح عدد من المتاحف الجديدة، واتخذت قرارها بنقل المعبد إلى متحف العاصمة الإدارية الجديدة والذى من المقرر أن يتم افتتاحه هذا العام، والذى سيتمتع بزيارة السياح من مختلف أنحاء العالم. وتابع وزيري: أنه تم عمل حفائز للإنقاذ فى تلك المنطقة، والتى لا أعتقد أنها سيتم وضعها على خريطة السياحة، واصفًا قرار اللجنة الدائمة بـ «الجرىء». وفى رده على تساؤل خاص بالآثار التى يتم العثور عليها فى أماكن بعيدة سيتم نقلها إلى المتاحف حيث قال: «أتمنى أن تتخذ اللجنة الدائمة للآثار قرارًا بنقل جميع الآثار التى يتم العثور عليها فى أماكن متطرفة وبعيد، وذلك للحافظ عليها من تعرضها للتلف أو السرقة والنهب، وأن يتم الحفاظ عليها بداخل المتاحف». أوضح وزيرى أنه عندما علمت الوزارة بنبأ العثور على مقبرة «توتو» إثر الحفر خلسة، وأن الوزارة قامت بعمل حصر شامل لكل المنطقة ووجدنا بعض المقابر الصخرية المتواجدة بداخل الجبل، وبعض اللقا الأثرية، والتى تم جمعهم ووضعهم فى المخازن، وفى خلال أيام سيتم نقلها للعاصمة الإدارية الجديدة، تمهيدًا لعرضها بالمتحف».
مشاركة :