الحرب التجارية تستعر... أميركا تصنّف الصين متلاعباً بالعملة

  • 8/7/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

رويترز - في خطوة جديدة من شأنها تسعير وتيرة الحرب التجارية الطاحنة بين واشنطن وبكين، أكد وزير الخزانة الأميركي، ستيفن منوتشين، أن بلاده قرّرت اعتبار الصين متلاعبة في عملتها، وستتحاور مع صندوق النقد الدولي للقضاء على المنافسة غير العادلة من جانب بكين.وتُفاقم الخطوة التوتر الذي يخيّم بالفعل على العلاقات بين البلدين، كما تشكّل تنفيذاً لتعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب تصنيف الصين متلاعباً بالعملة، وذلك للمرة الأولى منذ عام 1994.وتأتي الخطوة الأميركية بعدما سمحت الصين لعملتها اليوان بالهبوط دون مستوى 7 مقابل الدولار يوم الاثنين الماضي للمرة الأولى منذ أكثر من 10 سنوات.وردت بكين فوراً بإيقافها شراء منتجات زراعية أميركية في تصعيد كبير في حرب تجارية قائمة منذ نحو عام مع الولايات المتحدة.وجاء هبوط اليوان الحاد الذي بلغت نسبته 1.4 في المئة بعد أيام من قرار ترامب بشكل مفاجئ يوم الخميس الماضي فرض رسوم جمركية بنسبة 10 في المئة على واردات من الصين بقيمة 300 مليار دولار، ما أحدث صدمة في الأسواق المالية بعد هدنة قصيرة في الحرب التجارية بينهما، إذ دفعت هذه الأنباء الدولار للهبوط بشكل حاد بينما دعمت الذهب.ودحض الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المخاوف من حرب تجارية طويلة الأمد مع الصين، قائلا إن الولايات المتحدة في موقف قوي للغاية.وأضاف «كميات هائلة من المال من الصين وأجزاء أخرى من العالم تتدفق على الولايات المتحدة بفضل الأمان والاستثمار وأسعار الفائدة! نحن في موقف قوي للغاية. الشركات أيضا تأتي إلى الولايات المتحدة بأعداد كبيرة. جميل أن نرى هذا!» سيطرة واسعة من جانبها، قالت وزارة الخزانة الأميركية، إن بياناً لبنك الشعب الصيني (البنك المركزي) أوضح أن السلطات الصينية تمارس سيطرة واسعة على سعر صرف اليوان، وأنه «سيواصل اتخاذ إجراءات ضرورية ومستهدفة ضد (سلوك القطيع) الذي قد يحدث في سوق الصرف الأجنبي».وأوضحت الخزانة الأميركية «هذا اعتراف صريح من جانب بنك الشعب الصيني بأن لديه خبرة واسعة في التلاعب بعملته، وأنه لا يزال مستعداً لفعل ذلك بشكل مستمر».وذكرت أن الصين انتهكت التزاماً بالامتناع عن خفض قيمة العملة لغرض التأثير على المنافسة في إطار مجموعة الدول العشرين.وقد اعتبر البنك المركزي الصيني، أن قرار واشنطن تصنيف بكين متلاعباً بالعملة سيلحق «ضرراً هائلاً بالنظام المالي العالمي، وسيسبب فوضى في الأسواق المالية»، لافتاً إلى أن القرار سيزيد التوترات في شأن العملة، وسيعرقل أيضاً التعافي الاقتصادي والتجاري العالمي.من جهتها، بيّنت الصحيفة الرسمية الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الحاكم في الصين، أن الولايات المتحدة «تدمر النظام العالمي عن عمد» بعد تصنيف واشنطن بكين متلاعباً بالعملة في حرب تجارية متصاعدة على نحو سريع.وحذّر الإعلام الصيني من أن بكين قد تستغل مكانتها المهيمنة كمُصدر للمعادن الأرضية النادرة إلى الولايات المتحدة كنقطة قوة في النزاع التجاري، حيث تستخدم هذه المعادن في كل شيء تقريباً من المعدات العسكرية إلى الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية عالية التقنية. إجراءات عقابيةمن ناحيته، قال كبير خبراء الاقتصاد لدى «تشاينا سيكيورتيز» تشانغ آن يوان «بشكل قاطع لا معنى لأن يخلص الجانب الأميركي إلى أن هناك تلاعباً بسعر الصرف استناداً لتغير سعر صرف الرينمنبي (اليوان) خلال يوم واحد»، مضيفاً «الآن وقد تم التصنيف لا نستبعد أن تفرض الولايات المتحدة إجراءات عقابية تتجاوز الفهم الحالي للوضع».بدوره، قال بنك «غولدمان ساكس» إنه لم يعد يتوقع أن تتوصل الولايات المتحدة والصين لاتفاق لإنهاء نزاعهما التجاري الذي طال أمده قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية التي ستُجرى في نوفمبر 2020 مع ميل صانعي السياسات في أكبر اقتصادين في العالم لاتباع نهج متشدد.كما توقّع البنك حالياً أن يقوم مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) بخفضين متتابعين لأسعار الفائدة «في ضوء تنامي مخاطر السياسة التجارية، وتوقعات السوق بخفض أكبر بكثير لأسعار الفائدة، وتزايد المخاطر العالمية المتعلقة باحتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق». ماذا يعني التصنيف؟بعد تصنيف بلد ما على أنه متلاعب بالعملة، تكون وزارة الخزانة الأميركية ملزمة بالمطالبة بمحادثات خاصة بهدف تصحيح عملة مقوّمة بأقل من قيمتها، ويشمل ذلك عقوبات.وكانت الوزارة قد صنفت تايوان وكوريا الجنوبية على أنهما تتلاعبان بالعملة في عام 1988، وهو العام الذي أصدر فيه الكونغرس قانون مراجعة العملة، وكانت الصين آخر بلد يتم تصنيفه كذلك في عام 1994. أسعار النفطمن ناحيتها، ارتفعت أسعار النفط قليلاً بعد انخفاضات كبيرة سجلتها في الجلسات الماضية، لكن خام برنت يظل قرب أدنى مستوى له في 7 أشهر حول 60 دولاراً للبرميل بسبب تصاعد التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة.وانخفضت أسعار برنت بأكثر من 9 في المئة على مدى الأسبوع الفائت، مع تعهد الرئيس الأميركي بفرض رسوم جمركية جديدة على واردات صينية، واتخاذ بكين مزيداً من الإجراءات ضد الشحنات الزراعية الأميركية. وارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 18 سنتاً إلى 59.99 دولار للبرميل بعد أن انخفضت في وقت سابق إلى 59.07 دولار وهو أدنى مستوياتها منذ 14 يناير، في حين زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 25 سنتاً إلى 54.94 دولار للبرميل.من جهته، أبقى بنك «غولدمان ساكس» على توقعاته للعام الحالي لنمو النفط الأميركي عند 1.3 مليون برميل يومياً، لكنه خفّض توقعاته للنمو على أساس سنوي في عام 2020 إلى 1.1 مليون برميل يومياً من 1.2 مليون برميل يومياً. وذكر أنه يخفض توقعات نمو النفط الأميركي على أساس سنوي في العام المقبل بسبب بطء النشاط المتوقع بين الشركات الخاصة وتباطؤ الزخم في شركات التنقيب والإنتاج. في هذه الأثناء، انخفض سعر برميل النفط الكويتي 86 سنتاً في تداولات الاثنين إلى 61.06 دولار مقابل 61.92 دولار للبرميل في تداولات الجمعة الماضي، وفقا للسعر المعلن من مؤسسة البترول. ترامب ما زال يرغب باتفاق! رويترز - قال مستشار كبير للبيت الأبيض، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يرغب في مواصلة المحادثات التجارية مع الصين، وإن إدارته ما زالت تخطط لاستضافة وفد صيني لإجراء محادثات في سبتمبر. وأضاف لـ «سي.إن.بي.سي» «إنه (ترامب) يرغب في إبرام اتفاق»، مضيفا أنه «يجب أن يكون الاتفاق السليم».

مشاركة :