زكي نسيبة: زايد أسس مدرسة في الحكم والإدارة

  • 8/7/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي :نجاة الفارس أكد زكي نسيبة وزير دولة، أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أسس مدرسة في الحكم والإدارة، نراها اليوم ماثلة في نهج خلفه الصالح، وأوضح نسيبة في جلسة حوارية بعنوان «زايد عن قرب»، استضافتها مكتبة اتحاد الإمارات في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أمس، بمناسبة ذكرى تولي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، مقاليد الحكم بأبوظبي في 6 أغسطس 1966، وذلك بحضور جمال سند السويدي مدير عام المركز، أن إنجازات الشيخ زايد العملاقة، جعلت سمعته مدوية كرجل دولة تاريخي. أوضح نسيبة في الجلسة التي أدارتها عائشة السويدي مدير إدارة التدريب والتطوير المستمر في المركز، أن الشيخ زايد أدرك ببعد نظره أن الاتحاد مسألة وجود، وأشار إلى أن الثروة النفطية لم تكن سر النجاح لمسيرة الإمارات، وإنما شخصية الشيخ زايد الكاريزمية، ونظرته الثاقبة المستقبلية، هما اللتان ساهمتا بترسيخ دعائم الاتحاد، فقد كان إنساناً مميزاً صادق الكلمة، تغمره مشاعر الرحمة، وكان يسعى لتسخير كل ما يملك لراحة مجتمعه وشعبه، كان فارساً بين الرجال، متمرساً في إدارة سفينته، يحمي مستقبل أبناء الوطن، ويحقق لهم سبل الحياة الكريمة.وقال: إن المؤرخين أجمعوا على عظمة إنجازات الشيخ زايد، ومنها السعي نحو لمّ شمل الإخوة، والمناداة بوحدة الصف، فقد كان محورياً في نهجه وعقيدته، وحدوي الوجدان بفطرته وحدسه، وفي بداية حكمه نادى بضرورة تخصيص الموارد من إمارة أبوظبي لتطوير الإمارات الشمالية. وشهدت سنوات ما قبل الاتحاد مخاضاً عسيراً من المباحثات الشاقة، حتى كادت تصل إلى طريق مسدود، وواجهته عوائق وصعوبات داخلية وخارجية، فقد كانت بعض القوى الإقليمية تسعى لنسف أجندة الاتحاد، وحتى بعد التوصل إلى اتفاق بين المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، كان بعض المراقبين يرون أن هذا الاتحاد لن يدوم، ومع ذلك استمر الشيخ زايد على عقيدته الثابتة، وثقته بقيام الاتحاد الذي كان معجزة أسطورية. وأضاف نسيبة: كانت سياسة الشيخ زايد الخارجية تقوم على تقوية علاقته مع دول الجوار، بما في ذلك إيران، وكان يعمل على نزع فتيل التوتر بين الدول العربية الأخرى، ولم ينس أهمية القارة الهندية، فوثق العلاقات معها ووطدها، وكانت سياسته الخارجية تقوم على قول الحقيقة بصراحة وصدق مع الجميع من دون مواربة، وبعد أحداث 11 سبتمبر/‏أيلول تحدث مع الرئيس السابق بوش، وطلب منه نبذ العنف وإحلال السلام في دول المشرق، فقد كان يرحمه الله يسلك مسالك الاعتدال والوسطية، وكان أيضاً صلباً عندما يتطلب الموقف ذلك. وبين أن الشيخ زايد كان يتواصل مع الآخرين بسهولة ويسر، ويبني العلاقات معهم، فقد كان يحب الآخرين، ويؤثر بهم في ما يقول وما يعمل، كما أنه كان عميق التدين قوي الإيمان يكرر دائماً أن المسلم هو من آمن وعمل الصالحات، فقد كان يرى أن الإسلام هو دين الوسطية والاعتدال، وقد نذر نفسه وحياته لخدمة وطنه منذ الستينات، وكان واثقاً بنفسه بقيام الاتحاد، ومشغولاً بقضايا الأمة العربية، ولديه بعد إنساني عظيم، فقد كان رجلاً محنكاً، وقائداً يفرح عندما يستطيع مساعدة الآخرين، وطالما كان يؤمن أن ثروة البلاد الحقيقية هي في أبنائها وبناتها، فحرص على التعليم وآمن أنه طريق المستقبل، مع التمسك بالشخصية العربية الأصيلة، وبفضل جهوده وجهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، أم الإمارات، انخرطت الفتيات في التعليم، وحرص الشيخ زايد على بناء المدارس وتشجيع الآباء والأمهات بدفع راتب لكل أسرة عن كل طفل يذهب للمدرسة، بما في ذلك أبناء الوافدين، وأنشأ جامعة الإمارات والمجمع الثقافي والمتحف الوطني. وأوضح زكي نسيبة أن الشيخ زايد كان رجل البيئة قبل أن تعرف هذه الكلمة عالمياً، فمنذ بداياته كان يحب الطبيعة والبحر، وكان يصعد جبل حفيت ويعرف تضاريس الطبيعة في الإمارات، ويقول دوماً إن الطبيعة ومواردها أساس الوطن، وقد حاز جوائز عديدة في مجال البيئة، وحرص على تربية الحيوانات والطيور. وأضاف أن الشيخ زايد اعتبر الإعلام وسيلة أساسية من وسائل الحكم، وكان يؤمن أن الإعلامي لديه مسؤولية كبيرة عن كتابة الحقيقة.

مشاركة :