احتفى موقع "غوغل" السبت الماضي بالذكرى الثالثة والسبعين لميلاد الفنانة مديحة كامل التي كانت واحدة من نجمات الصف الأول في السينما العربية بفضل كفاحها وموهبتها، واكتسبت جمهوراً عربياً عريضاً، من خلال تنوع أدوارها ما بين الرومانسية والكوميدية والتراجيدية. وهي من الفنانات القليلات اللواتي قدمن أدواراً راسخة وتركن رصيداً كبيراً من الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية والإذاعية إلى جانب عدد من المسرحيات، رغم اعتزالها الفن باكراً وهي في الـخامسة والأربعين من عمرها. ولدت مديحة كامل في 3 آب (أغسطس) العام 1946 في الإسكندرية، وظهرت موهبتها مبكراً، وتحديداً في المرحلتين الابتدائية والإعدادية، وقبل بلوغها الـ15 من عمرها شاركت في عدد من التمثيليات في استديوات الإذاعة في الإسكندرية، ثم انتقلت إلى القاهرة مع أسرتها. وأثناء دراستها الثانوية أتيحت لها فرصة ذهبية عندما نجحت في مسابقة لاختيار عارضات أزياء. وعقب التحاقها بقسم علم النفس في كلية الآداب في جامعة عين شمس، أعلن التلفزيون عن مسابقة لاختيار ممثلات جديدات فتقدمت لها ونجحت، وأعجب بها المخرج حسن إسماعيل فأسند اليها دوراً في تمثيلية "الحائرة" وبدأت مشوارها الفني، وكانت أمها دائمة الحضور معها في خطواتها الأولى نظراً لصغر سنها من ناحية، ولمساعدتها على استكمال دراستها من ناحية أخرى. وعلى رغم أن المخرجين حصروها في الأدوار المساعدة والثانوية للفتاة التي ترتدي المايوات وقمصان النوم الشفافة، لم تستطع منافسة نجمات الإغراء مثل ناهد شريف وسهير زكي وشمس البارودي. وبذلت مجهوداً مضاعفاً لتثبت نفسها كممثلة متمكنة وسط فنانات كبار من جيل فاتن حمامة وسعاد حسني ونادية لطفي وهند رستم، أو الأجيال التالية من أمثال نجلاء فتحي وميرفت أمين ونيللي. وقدمت العديد من الأدوار الثانية والثالثة طوال 14 عاماً في العديد من الأفلام، بداية من "فتاة شاذة" مع رشدي أباظة وشويكار عام 1964، ومروراً بـ "العقل والمال" و"هو والنساء"و"مطاردة غرامية" و"أبواب الليل" و"عائلات محترمة" و"حب المراهقات" و"أغنية على الممر" و"حب وكبرياء" و"الشيطان امرأة" و"السكرية" و"زمان يا حب" و"زائر الفجر" و"نساء في المدينة" و"الأزواج الطائشون" و"دعاء المظلومين". وجاءتها الفرصة للبطولة المطلقة مع المخرج كمال الشيخ في فيلم "الصعود إلى الهاوية" أمام محمود ياسين عام 1978 بعدما رفضت الدور مجموعة من نجمات السبعينات لخوفهن من تأثير شخصية "الجاسوسة" سلباً على جماهيريتهن وشهرتهن. وهكذا انطلقت مديحة كامل بعد هذا الفيلم إلى عالم النجومية، فشاركت في بطولة عشرات الأفلام مع العديد من نجوم السينما وكبار المخرجين، من أمثال عاطف الطيب ومحمد خان وسمير سيف ومحمد راضي وعلي عبدالخالق ونادر جلال، ومن بينها "امرأة قتلها الحب" و"لا يا أمي" و"دعوني انتقم" و"أبو البنات" و"الأخرس" و"العرافة" و"انتخبوا الدكتور سليمان عبدالباسط" و"عيون لا تنام" و"أشياء ضد القانون" و"بريق عينيك" و"السلخانة" و"درب الهوى" و"تجيبها كدة تجيلها كدة هي كدة" و"الاحتياط واجب" و"شوارع من نار" و"عندما يبكي الرجال" و"المعلمة سماح" و"عشرة على عشرة" و"العجوز والبلطجي" و"شوادر" و"العفاريت". وعشقت المسرح الذي كانت تهرب منه غالبية زميلاتها وقدمت على خشبته عدداً من المسرحيات، منها "هاللو شلبي" أمام سعيد صالح وعبدالمنعم مدبولي وأحمد زكي، و"يوم عاصف جداً" مع صلاح قابيل ونجاح الموجي، و"لعبة اسمها الفلوس" و"حلو الكلام" مع سعيد صالح. كما شاركت في بطولة عدد من المسلسلات التلفزيونية، منها "العنكبوت" و"الأفعى" و"الورطة "و"الغشاش" و"ينابيع النهر" و"البشاير". وفي العام 1992 قدمت آخر أفلامها، فيلم "بوابة إبليس" مع محمود حميدة، قبل أن تعلن اعتزالها وترتدي الحجاب. وتزوجت كامل ثلاثة مرات، الأولى وهي لم تتجاوز 17 عاماً من محمود الريس والد ابنتها الوحيدة ميرهان التي أنجبتها عام 1963، والثانية من المخرج شريف حمودة، والثالثة من المحامي جلال الديب. وتوفيت عن 51 عاماً في شهر رمضان في السادس من كانون الثاني (يناير) العام 1997، بعدما تركت بصمة واضحة في الفن المصري.
مشاركة :