خضعت الأسهم العالمية لضغوط شديدة، أمس الأربعاء، جراء تزايد مخاوف التباطؤ الاقتصادي العالمي، بسبب «حرب التجارة» المشتعلة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، ومما زاد من خسائر المؤشرات الحادة في الشهر الجاري، انخفاض عائدات السندات العالمية، مع تحول المستثمرين لأسواق الأصول الثابتة.وارتفعت أسعار سندات الخزانة الأمريكية خلال تعاملات أمس الأربعاء، ليهبط العائد على تلك الديون الحكومية، مع استمرار التوترات التجارية، وتواصل سندات الحكومة الأمريكية، والتي تعتبر عادةً ملاذاً آمناً للمستثمرين في أوقات ضغط السوق، موجة الصعود الأخيرة، ما دفع العائد على تلك الديون للهبوط إلى مستويات غير مسبوقة في نحو ثلاثة أعوام.تتزامن التحركات في سوق السندات مع قيام البنوك المركزية في الهند ونيوزيلندا وتايلاند بخفض معدل الفائدة، وسط الإشارة لمخاوف أكبر، بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي، وحدد بنك الشعب الصيني السعر المرجعي اليومي للرينمينبي عند مستوى قريب، لكن أقل مباشرة من أضعف مستوى منذ عام 2008. وتراجع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 1.67% بعد أن سجل مستوى 1.662% في وقت سابق من التعاملات، وهو أدنى مستوى منذ أكتوبر/تشرين الأول 2016، وهبط العائد على سندات الخزانة لأجل 30 عاماً إلى 2.195%، كما سجل العائد على ديون الحكومة الأمريكية التي يحل موعد سدادها بعد عامين إلى 1.573%.وفي بورصة نيويورك، انخفض مؤشر داو جونز الصناعي 576 نقطة أو 2.2 %، كما خسر مؤشر «إس آند بي» 1.92%، بينما انخفض مؤشر ناسداك المركب 1.86%، قبل أن تقلص المؤشرات خسائرها في وقت لاحق، لكنها ظلت في مستويات مؤلمة من الانخفاض.وفي القارة العجوز، تباينت الأسهم الأوروبية أمس الأربعاء، وارتفع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي 1%، قبل أن يرتد مبدداً كل مكاسبه، وفيما تجاهل مؤشر داكس الألماني لبيانات ضعيفة للطلبيات الصناعية، سجل مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني أداء دون مؤشرات السوق بصفة عامة مع تراجع أسهم جلينكور ذات الثقل، بعد أن أعلنت شركة التعدين عن انخفاض أرباحها الأساسية للنصف الأول من العام بنسبة 32%.وفي آسيا، أغلق مؤشر نيكاي الياباني منخفضاً أمس الأربعاء، في الوقت الذي يحفز فيه ارتفاع الين والمخاوف من نشوب حرب عملات عالمية، المستثمرين على بيع الأصول العالية المخاطر.ونزل مؤشر نيكاي 0.33% ليغلق عند 20516.56 نقطة، وتراجعت الشركات المعتمدة على التصدير مع استمرار ارتفاع الين مقابل الدولار، لتظل العملة اليابانية قرب أعلى مستوى في سبعة أشهر، والذي سجله في الجلسة السابقة. ويُنظر إلى الين عادة باعتباره ملاذاً آمناً خلال أوقات اضطراب السوق، وزادت العملة اليابانية في الجلسات الماضية مع تصاعد مفاجئ للحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين. وخسر سهم هوندا موتور 0.9%، ونزل سهم ميتسوبيشي إلكتريك 1.3% وتراجع سهم تي.دي.كيه 2.2%.وهوى سهم سومكو كورب، الشركة المصنعة لرقائق السليكون المستخدمة في أشباه الموصلات، 9.3% بعد أن هبطت أرباح الشركة التشغيلية 18.4% في الفترة بين يناير/كانون الثاني ويونيو/حزيران، وارتفع مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.05% إلى 1499.93 نقطة. وفاق عدد الأسهم الهابطة تلك الرابحة بواقع 1060 إلى 1003. (وكالات)
مشاركة :