من/ رامي سميح.. أبوظبي في 8 سبتمبر / وام / عمقت أسواق الأسهم العالمية خسائرها منذ بداية العام الجاري متأثرة بمخاوف المستثمرين من رفع أسعار الفائدة بأكبر وتيرة في ثلاثة عقود في خطوة هدفها الحد من تداعيات التضخم الذي وصل لمستويات غير مسبوقة منذ عقود. ورفع مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي أسعار الفائدة لأربع مرات متتالية خلال العام الجاري، بمقدار 75 نقطة أساس يوليو الماضي ومثلها في يونيو الماضي في أكبر زيادة منذ عام 1994، فيما رفعها بنحو 50 نقطة أساس في مايو، وبواقع 25 نقطة أساس في مارس من العام نفسه. وجاءت الزيادات في أسعار الفائدة خلال العام الحالي بهدف السيطرة على معدلات التضخم مع وصولها في الولايات المتحدة إلي نسبة 8.5% في يوليو الماضي على أساس سنوي حسب مؤشر أسعار المستهلك الصادر عن وزارة العمل، فيما سجل التضخم في منطقة اليورو مستوى قياسياً جديداً في أغسطس الماضي بنسبة 9.1%، وفقاً للأرقام الصادرة عن مكتب الإحصاء الأوروبي يوروستات. وقال أرون ليزلي جون كبير محللي السوق لدي سنشري فاينانشال لوكالة أنباء الإمارات "وام": "بينما يمضي مجلس الاحتياط الفيدرالي الأمريكي قدماً نحو مزيد من الرفع في أسعار الفائدة لمواجهة التضخم والحفاظ على استقرار الأسعار، عمقت الأسهم العالمية خسائرها بنحو حاد منذ بداية العام في ظل مخاوف المستثمرين من دخول الاقتصاد العالمي في مرحلة الركود". وأضاف أرون أن تراجعات الأسواق العالمية تأتي في وقت تسعى فيه الاقتصادات العالمية جاهدة للصمود أمام التضخم المرتفع الذي لم يشهده العالم منذ عقود مع وصوله في الولايات المتحدة وأوروبا والمملكة المتحدة إلى 8.5% و9.1% و10.1% على التوالي. وأوضح أرون أن هناك عوامل أخرى كانت سبباً وراء تفاقم خسائر الأسهم العالمية من بينها أزمات الطاقة بسبب التوترات الجيوسياسية العالمية والرفع المستمر في أسعار الفائدة للسيطرة على التضخم، فيما تشير إلى رفع أضافي بمقدار 75 نقطة أساس من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي في الاجتماعات القادمة. ووفق رصد وكالة أنباء الإمارات "وام"، هبطت مؤشرات بورصة وول ستريت الأمريكية بنحو حاد خلال الثمانية أشهر الأولي من العام الجاري، مع تراجع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 17% أو ما يعادل 811.2 نقطة ليصل إلى 3955 نقطة مقابل 4766.18 نقطة في مستواه السابق بنهاية العام الماضي. وهبط مؤشر "داو جونز" الصناعي بنحو 13.3% فاقداً 4828 نقطة ليبلغ مستوى 31510.43 نقطة، مقابل مستواه السابق عند 36338.3 نقطة، في حين خسر مؤشر "ناسداك"، الذي يغلب عليه أسهم التكنولوجيا، نحو 3829 نقطة أو ما نسبته 24.5% وصولا إلى 11816.2 نقطة مقابل 15644.97 نقطة. وفي الأسواق الأوروبية، انخفض مؤشر "داكس" الألماني منذ بداية العام الجاري بنسبة 19.2% تعادل 3050 نقطة ليصل إلى مستوى 12834.96 نقطة مقابل مستواه السابق عند 15884.86 نقطة بنهاية العام الماضي. وهبط مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي بنسبة 15.1% توازي 73.6 نقطة ليبلغ مستوى 415.12 نقطة مقابل 488.71 نقطة، بينما تراجع مؤشر "يورو ستوكس 50" بنحو 18.3% تعادل 789 نقطة ليقفل عند 3517.25 نقطة مقابل 4306.07 نقطة في نهاية 2021. وتراجع مؤشر "فوتسي 100" البريطاني بنسبة 1.4% توازي 100.4 نقطة ليصل إلى مستوى 7284.15 نقطة مقارنة بمستواه السابق عند 7384.54 نقطة، في حين خسر مؤشر "كاك" الفرنسي 1028 نقطة أو ما نسبته 14.4% ليصل إلى 6125.1 نقطة بعد أن كان يتداول عند 7153.03 نقطة في نهاية العام الماضي. وعلى صعيد الأسواق الآسيوية، نزل مؤشر نيكاي الياباني في بورصة طوكيو للأوراق المالية خلال 8 أشهر بنسبة 2.4% أو ما يعادل 700.2 نقطة ليغلق عند 28091.53 نقطة، بينما هبط مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً بنسبة 1.5% توازي 29.2 نقطة ليصل إلى 1963.16 نقطة. وانخفض مؤشر "إي إس آي" المركب في بورصة شنغهاي بنحو 437.6 نقطة أو ما نسبته 12% ليقفل عند 3202.14 نقطة، فيما أقفل مؤشر "هانج سينج" متراجعاً بنحو 14.7% تعادل 3443 نقطة ليصل إلى مستوى 19954.39 نقطة.
مشاركة :