تحت العنوان أعلاه، كتبت فيكتوريا نيكيفوروفا، في "فزغلياد"، حول لجوء ماكرون إلى دس عناصر تخريبية في مظاهرات "السترات الصفراء" ما سوّغ استخدام القوة ضدهم وأفقدهم شعبيتهم. وجاء في المقال: حركة "السترات الصفراء" الفرنسية، والتي كانت في أفضل أيامها تذكرنا بثورة حقيقية، تم القضاء عليها عمليا. والسبب في ذلك هو الإجراءات الصارمة التي اتخذتها السلطات وقوات الأمن الفرنسية. أساليب ماكرون لقمع الاحتجاجات تثبت أن مسؤولي الأمن الروس يتعاطون بإنسانية أكبر في مثل هذه الحالات. استخدم الرئيس، الذي طرح نفسه زعيما لفرنسا "المتجددة"، كل إمكانات عنف الدولة. فلقد استخدم المخابرات مع مجموعات الشوارع التابعة لها، وقوات الأمن، والبرلمان الذي يسيطر عليه بالكامل. وبفضل العمل المتناغم بين فروع السلطة الثلاثة هذه، خنق التمرد الشعبي عملياً. دست المخابرات مجموعات antifa في صفوف المتظاهرين، فقامت عن عمد بتحويل كل مظاهرة سلمية إلى مذبحة. بسببهم، بدت تصرفات "السترات الصفراء" مختلفة تماما عن المظاهرات المعتادة في فرنسا. معلوم أن الخروج إلى تجمع أو مظاهرة تقليد وطني قديم قائم منذ زمن الثورة الفرنسية. ومنذ خمس إلى عشر سنوات، يخرج الناس في أي مدينة كبيرة في فرنسا لأسباب مختلفة، ويسيرون بانضباط في مواكبهم. وخلال سيرهم في الشوارع، وهم يهتفون، يجلسون في المقاهي ويحتفلون بيوم عطلتهم. مظاهرات "السترات الصفراء"، التي تتألف من هؤلاء السكان أنفسهم، كان يمكن أن تبدو هكذا. إلا أن مجموعات antifa المنسقة جيدا دست فيها. فهؤلاء الملثمون ألقوا قنابل مولوتوف، ورشقوا الشرطة بالحجارة، وهاجموها.. فبدأ رجال الشرطة الغاضبون في قذف الحشود بمياه الخراطيم واستخدام الغاز ضدهم. وعندئذ، كان عناصرantifa المندسون يهربون سريعا، فتدفع "السترات" العادية الثمن. أدت قسوة قوات الأمن غير المألوفة في فرنسا، إلى العديد من الحوادث، ولم يكن للمواطنين العاديين أن يتحملوا مثل هذا الضغط، فبدأوا في التراجع عن دعم حركة "السترات الصفراء". المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفةتابعوا RT على
مشاركة :