آلاف حجاج الفرادى يعانون .. ولا حياة لمن تنادي

  • 8/8/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عمون - عبدالله مسمار - ينتظر الأردني بفارغ الصبر طول السنين حتى يحصل على تأشيرة تسمح له بزيارة مكة المكرمة في موسم الحج لاداء الركن الاخير من اركان الاسلام، والحج الى بيت الله الحرام أملا برحمة تمحو الذنوب وتعيده كما خلقته امه، لكنه لا يعلم ان هناك من ينغص عليه فرحه، وربما يدفعه لمضاعفة ذنوبه.في كل عام يواجه الأردنيون مشكلة حجاج الفرادى، مكاتب السياحة تستغل شغف المواطن لزيارة بيت الله، فتوقعه بالفخ بعد يدفع كل ما يملك، في حين تقول وزارة الاوقاف "هذا ليس شأننا فحجاجنا بخير".آلاف الحجاج الأردنيين الحاصلين على التأشيرات بشكل فردي يسكنون خرابات في مكة المكرمة وتبعد عشرات الكيلو مترات عن الحرم المكي الشريف، رغم ان عقودهم مع مكاتب السياحة تختلف تماما عما وجدوه هناك.يقول أحد الحجاج لـ عمون إنه دفع للمكتب مبالغ اضافية للحصول على غرفة ثنائية في فندق 4 نجوم يبعد 2 كيلو متر عن الحرم المكي الشريف وذلك حسب العقد المبرم مع الشركة، الا انه تفاجأ عند وصوله مكة المكرمة بأن حجزه عبارة عن غرفة داخل عمارة تبعد 20 كم عن الحرم المكي وتحتوي على 8 أسرة.ويضيف بعد الاعتراض والاحتجاج والدخول بشجار مع المسؤولين في العمارة تم اخراج 6 اسرة من الغرفة والابقاء على سريرين اثنين، فاصبحت الغرفة موحشة وكأنه داخل كهف.لم يتوقف الأمر عند ذلك، يقول الحاج إن لا خدمات في الغرفة الموحشة، اضافة الى ان مدخلها يقع على مكب للنفايات ناهيك عن الروائح الصادرة من المكب.حاج آخر تحدث لـ عمون شاكيا مما وقع به ومجموعة كبيرة من الحجاج عندما قرروا المغادرة الى مكة المكرمة مستقلين حافلات سفريات "VIP"، يقول الحاج اتفقنا على موعد للانطلاق عند الساعة الثانية مساء من منطقة العبدلي، فوصلنا مبكرا لترتيب امورنا، وبالفعل تحركنا على الموعد، إلا اننا قبل الوصول الى دوار الداخلية قرر سائق الحافلة العودة، والسبب ان المكتب قرر نقل 6 ركاب الى سيارات جيب.ويضيف الحاج "عدنا للمكتب وانتظرنا تعويض الركاب الـ 6، وعندما امتلاءت الحافلة انطلقنا مجددا الا انها لم تتعدى ما وصلت اليه في المرة الاولى حتى عادت مجددا، بسبب قرار المكتب تغيير الوجهة من المدينة المنورة الى مكة مباشرة".اهالي الحجاج واثر غضبهم مما يجري مع ذويهم تسببوا بمشاجرة بعد عودة الحافلة مرة اخرى الامر الذي زاد توتر الجميع.يقول الحاج، "بعد اخذ ورد انطلقنا مجددا عند الساعة السادسة مساء، قاصدين بيت الله الحرام، لكن الامر لم يكتمل، ففي الطريق تعطلت الحافلة، وبعد ساعات من الانتظار ارسلت حافلة صغيرة لنقل الركاب الى مكة، حافلة لا تصلح للنقل بين عمّان والزرقاء".هؤلاء الحجاج تمكنوا من الوصول مؤخرا الى الديار المقدسة، وكل ما في نيتهم تجاوز الصعاب للوقوف بين يدي الله امام الكعبة المشرفة والدعاء الخالص بالمغفرة والرحمة، لكن هناك ما هو اعظم.قبل ايام نشرت عمون عن مشكلة 400 حاج اوقفت حافلاتهم قبل دخول مكة المكرمة بسبب رسوم لم تدفع ولم تبغهم الشركة المشغلة للرحلة بوجوب دفعها، فهي قبضت منهم الثمن قبل مغادرة الأردن، الحجاج لم يكونوا يملكوا الا مصروفهم هناك، فكيف يدفع كل منهم 380 دينارا لقاء الدخول فقط.عشرات الشكاوى وردت لـ عمون خلال الايام الاخيرة من حجاج فرادى تعاقدوا مع شركات أردنية لتأمين احتياجاتهم في مكة والمدينة على اعلى المستويات الا ان الامور كانت مختلفة عند الوصول، مستذكرين حجاجا اردنيين ناموا في الطرقات خلال السنوات الماضية.اما وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية تمتلك اجابة واحدة ترد بها على كل حجاج الفرادى، مفادها "حجاجنا بخير ولا علاقة لنا بغيرهم"، لكنها تتناسى انها تترك آلاف الحجاج الاخرين عرضة للنصب والاحتيال من قبل شركات ومكاتب تعمل بلا ضوابط ولا رقابة، وتبقي الامر على ما هو عليه في كل عام.

مشاركة :